أفغان تحدّوا العنف في رمضان
كابول
طوال أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام، شهدت الساحة الأفغانية أشد أنواع العنف، لا سيما العاصمة كابول. لم تكن هذه الأعمال، وتحديداً تلك التي استهدفت اجتماعات دينية، الوحيدة التي عكرت أجواء رمضان في أفغانستان، بل كان لردود الفعل المناهضة، والتي يقودها معارضو الرئيس الأفغاني أشرف غني غالباً، تأثير كبير على البلاد، في بلد يقدّر هذا الشهر.
ورغم هذه الصعوبات ومشاعر الخوف، يسعى الأفغان إلى الحفاظ على الأجواء التي اعتادوا عليها خلال هذا الشهر، والالتزام بالواجبات الدينية، كالذهاب إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، وتنظيم الاجتماعات الدينية والإفطارات الجماعية. في هذا السياق، يقول محمد سرور حقاني، أحد علماء الدين في العاصمة كابول، إنه "بالرغم من خطورة الوضع في ظل أعمال العنف، أصرّ الأفغان على أداء الواجبات الرمضانية بحفاوة كما كانوا يفعلون في السابق. ورأينا المساجد مزدحمة بالناس، علماً أن شريحة كبيرة من الذين يرتادون المساجد خلال شهر رمضان هم شباب، ما يعني أنهم يتحدّون الظروف السائدة".
يضيف حقاني: "بالرغم من أنّ أعمال العنف اتخذت منحى جديداً، وبدأت تستهدف المراكز الدينية والأماكن العامة، وهو ما يحصل في عموم البلاد وكابول على وجه التحديد، من بينها انفجار الحي الدبلوماسي الذي أدى إلى مقتل مدنيين، إضافة إلى استهداف المراكز والاجتماعات الدينية، إلاّ أنّ هذه الأفعال لم تثنِ الأفغان عن القيام بواجباتهم الدينية خلال هذا الشهر المبارك".
يوضح حقاني أنّ "الهدف من هذه التفجيرات المتواصلة، خصوصاً تلك التي تستهدف المراكز الدينية، هو إثارة الذعر بين الأفغان. ولعلّ هؤلاء أدركوا أن تلك التفجيرات والهجمات على الأماكن المقدسة لن تزيد المواطنين إلا ثقة وإيماناً، وتقوي عزيمتهم. على سبيل المثال، فإن جامع هرات الذي استهدف بتفجير أخيراً، امتلأ بالمصلين، ما يشير إلى أن الأعداء لن يصلوا إلى أهدافهم من خلال هذه الأعمال البشعة، وأن الأفغان لن يخضعوا لإراداتهم".
علاوة على التوجّه إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، تجد الشوارع مكتظة بالمواطنين قبيل موعد الإفطار وبعده. هؤلاء يرفضون حبس أنفسهم في البيت. على العكس، يتجوّلون في الشوارع ويصلون ويستمتعون بأجواء رمضان كما كانوا يفعلون في السابق.
في هذا السياق، يقول الشاب وسيم الله، والذي عادة ما يخرج إلى الشارع بعد تناول الإفطار، للتجول مع أصدقائه وتناول المثلجات، إنّه "لا يمكن للعدو إخافتنا بهذه الأعمال الجبانة التي استهدفت المساجد والاجتماعات الدينية والعامة خلال هذا الشهر، والتي تهدف إلى قتل المدنيين وتخويفهم".
ولا شكّ أن الأحداث التي تشهدها البلاد زادت من قلق بعض المواطنين، خصوصاً كبار السن والنساء. إلّا أن الخوف لم يمنعهم من أداء واجباتهم الدينية. ويقول وسيم إن "المشكلة الوحيدة التي أواجهها خلال هذه الأيام من شهر رمضان هي إقناع أمي بالخروج، علماً أنها تحاول منعي وأشقائي من الخروج خوفاً علينا، خصوصاً بعد تعرض مسجد هرات إلى تفجير أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المواطنين وعلماء الدين".
اقــرأ أيضاً
وكلّما خرج أولادها من البيت، تروح وتجيء في البيت، أو تجلس قرب باب المنزل، في انتظار وصول أولادها، لا سيما بعد صلاة التراويح. ويقول وسيم إنّ "أعداء البلاد والذين يشيعون الخوف فيه، لا يمكنهم منعنا من أداء الواجبات الدينية، وإن تمكنوا من زرع الخوف في قلوب البعض، خصوصاً آباءنا وأمهاتنا".
ونشرت الحكومة عناصر شرطة أمام المساجد والمراكز الدينية والتجمعات الكبيرة، كموائد الرحمن وغيرها طوال شهر رمضان. لكن لأنّه ليس لدى معظم أفراد الشرطة معدات لتفتيش مئات أو عشرات الناس لدى دخولهم إلى الأماكن المقدسة لا يبدو أنّ لتعيينهم أية فائدة، إذ يستحيل عليهم أن يضبطوا من ينوون القيام بأعمال تخريبية في المكان.
يقول أحد عناصر الشرطة، والذي كان يؤدي وظيفته أمام مسجد عبد الرحمن، إنّه من الصعب تفتيش كلّ شخص أثناء دخول المساجد، لافتاً إلى أن "وظيفتنا تنحصر في الجلوس أمام المسجد، والتصرّف إذا ما وقع أيّ حادث".
إذاً، ومنذ بداية الشهر الفضيل شهدت البلاد موجة جديدة من أعمال العنف التي قتلت مئات المدنيين وأصابت آخرين. كمنت خطورة هذه الأعمال في كونها استهدفت الأماكن العامة والمراكز والاجتماعات الدينية، وكان أبرزها التفجير قرب الحي الدبلوماسي الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 90 شخصاً وإصابة أكثر من 300 آخرين بجروح، جلّهم مدنيّون، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل العامة والمحال التجارية. وأدّى استهداف جنازة نجل نائب رئيس مجلس الشيوخ محمد عالم يزديار بثلاثة تفجيرات انتحارية وغيره إلى زيادة قلق الأفغان الذين لم يهنؤوا بعد بفترات سلام طويلة.
لا بدّ من الإشارة إلى أن الاحتجاجات التي نظمت بعد مقتل مدنيين زادت من مأساة المواطنين، خصوصاً أن غالبية الطرقات الرئيسية مغلقة، وقد نصبت خيام لمطالبة الرئيس بالرضوخ إلى مطالبهم. ومع انتهاء شهر رمضان واقتراب عيد الفطر، ربما تشهد البلاد مزيداً من الأعمال الإجرامية في وقت يبقى للأفغان الصبر فقط.
اقــرأ أيضاً
ورغم هذه الصعوبات ومشاعر الخوف، يسعى الأفغان إلى الحفاظ على الأجواء التي اعتادوا عليها خلال هذا الشهر، والالتزام بالواجبات الدينية، كالذهاب إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، وتنظيم الاجتماعات الدينية والإفطارات الجماعية. في هذا السياق، يقول محمد سرور حقاني، أحد علماء الدين في العاصمة كابول، إنه "بالرغم من خطورة الوضع في ظل أعمال العنف، أصرّ الأفغان على أداء الواجبات الرمضانية بحفاوة كما كانوا يفعلون في السابق. ورأينا المساجد مزدحمة بالناس، علماً أن شريحة كبيرة من الذين يرتادون المساجد خلال شهر رمضان هم شباب، ما يعني أنهم يتحدّون الظروف السائدة".
يضيف حقاني: "بالرغم من أنّ أعمال العنف اتخذت منحى جديداً، وبدأت تستهدف المراكز الدينية والأماكن العامة، وهو ما يحصل في عموم البلاد وكابول على وجه التحديد، من بينها انفجار الحي الدبلوماسي الذي أدى إلى مقتل مدنيين، إضافة إلى استهداف المراكز والاجتماعات الدينية، إلاّ أنّ هذه الأفعال لم تثنِ الأفغان عن القيام بواجباتهم الدينية خلال هذا الشهر المبارك".
يوضح حقاني أنّ "الهدف من هذه التفجيرات المتواصلة، خصوصاً تلك التي تستهدف المراكز الدينية، هو إثارة الذعر بين الأفغان. ولعلّ هؤلاء أدركوا أن تلك التفجيرات والهجمات على الأماكن المقدسة لن تزيد المواطنين إلا ثقة وإيماناً، وتقوي عزيمتهم. على سبيل المثال، فإن جامع هرات الذي استهدف بتفجير أخيراً، امتلأ بالمصلين، ما يشير إلى أن الأعداء لن يصلوا إلى أهدافهم من خلال هذه الأعمال البشعة، وأن الأفغان لن يخضعوا لإراداتهم".
علاوة على التوجّه إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، تجد الشوارع مكتظة بالمواطنين قبيل موعد الإفطار وبعده. هؤلاء يرفضون حبس أنفسهم في البيت. على العكس، يتجوّلون في الشوارع ويصلون ويستمتعون بأجواء رمضان كما كانوا يفعلون في السابق.
في هذا السياق، يقول الشاب وسيم الله، والذي عادة ما يخرج إلى الشارع بعد تناول الإفطار، للتجول مع أصدقائه وتناول المثلجات، إنّه "لا يمكن للعدو إخافتنا بهذه الأعمال الجبانة التي استهدفت المساجد والاجتماعات الدينية والعامة خلال هذا الشهر، والتي تهدف إلى قتل المدنيين وتخويفهم".
ولا شكّ أن الأحداث التي تشهدها البلاد زادت من قلق بعض المواطنين، خصوصاً كبار السن والنساء. إلّا أن الخوف لم يمنعهم من أداء واجباتهم الدينية. ويقول وسيم إن "المشكلة الوحيدة التي أواجهها خلال هذه الأيام من شهر رمضان هي إقناع أمي بالخروج، علماً أنها تحاول منعي وأشقائي من الخروج خوفاً علينا، خصوصاً بعد تعرض مسجد هرات إلى تفجير أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المواطنين وعلماء الدين".
وكلّما خرج أولادها من البيت، تروح وتجيء في البيت، أو تجلس قرب باب المنزل، في انتظار وصول أولادها، لا سيما بعد صلاة التراويح. ويقول وسيم إنّ "أعداء البلاد والذين يشيعون الخوف فيه، لا يمكنهم منعنا من أداء الواجبات الدينية، وإن تمكنوا من زرع الخوف في قلوب البعض، خصوصاً آباءنا وأمهاتنا".
ونشرت الحكومة عناصر شرطة أمام المساجد والمراكز الدينية والتجمعات الكبيرة، كموائد الرحمن وغيرها طوال شهر رمضان. لكن لأنّه ليس لدى معظم أفراد الشرطة معدات لتفتيش مئات أو عشرات الناس لدى دخولهم إلى الأماكن المقدسة لا يبدو أنّ لتعيينهم أية فائدة، إذ يستحيل عليهم أن يضبطوا من ينوون القيام بأعمال تخريبية في المكان.
يقول أحد عناصر الشرطة، والذي كان يؤدي وظيفته أمام مسجد عبد الرحمن، إنّه من الصعب تفتيش كلّ شخص أثناء دخول المساجد، لافتاً إلى أن "وظيفتنا تنحصر في الجلوس أمام المسجد، والتصرّف إذا ما وقع أيّ حادث".
إذاً، ومنذ بداية الشهر الفضيل شهدت البلاد موجة جديدة من أعمال العنف التي قتلت مئات المدنيين وأصابت آخرين. كمنت خطورة هذه الأعمال في كونها استهدفت الأماكن العامة والمراكز والاجتماعات الدينية، وكان أبرزها التفجير قرب الحي الدبلوماسي الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 90 شخصاً وإصابة أكثر من 300 آخرين بجروح، جلّهم مدنيّون، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل العامة والمحال التجارية. وأدّى استهداف جنازة نجل نائب رئيس مجلس الشيوخ محمد عالم يزديار بثلاثة تفجيرات انتحارية وغيره إلى زيادة قلق الأفغان الذين لم يهنؤوا بعد بفترات سلام طويلة.
لا بدّ من الإشارة إلى أن الاحتجاجات التي نظمت بعد مقتل مدنيين زادت من مأساة المواطنين، خصوصاً أن غالبية الطرقات الرئيسية مغلقة، وقد نصبت خيام لمطالبة الرئيس بالرضوخ إلى مطالبهم. ومع انتهاء شهر رمضان واقتراب عيد الفطر، ربما تشهد البلاد مزيداً من الأعمال الإجرامية في وقت يبقى للأفغان الصبر فقط.