أفغانستان: أحمدزاي أقسم اليمين الدستوريّة على وقع انفجار بكابول

29 سبتمبر 2014
بقي برنامج احتفالات التنصيب سريّاً (الأناضول)
+ الخط -
شهدت أفغانستان، اليوم الاثنين، للمرة الأولى في تاريخها، تسليم السلطة من رئيس منتخب إلى آخر، مع تنصيب الاقتصادي، أشرف غني أحمدزاي رئيساً، خلفاً للمسؤول السابق في البنك الدولي الرئيس، حميد كرزاي، الذي قاد وحيداً أفغانستان منذ سقوط حكم طالبان عام 2001.

ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد عيان قوله، إنّ "انفجاراً وقع قرب مطار في العاصمة الأفغانية، قبل دقائق من أداء أحمدزاي اليمين الدستورية"، لافتاً إلى أنّه "رأى جثثا في المكان"، من دون أن يتّضح عدد الأشخاص الذين قتلوا وأصيبوا. وقال أحد أفراد قوات الأمن، إن انتحارياً هاجم نقطة تفتيش أمنية قرب المطار.

وتعهد أحمدزاي بـ"بذل جهود حثيثة لإحلال الأمن والسلام في البلاد، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، التي تواجهها أفغانستان حالياً، بالتعاون مع الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي".


وجاء حفل التسلّم والتسليم، بعد 13 شهراً من أزمة سياسية، حول نتائج الانتخابات التي أظهرت المزيد من هشاشة المؤسّسات هناك. وادعى كل من أحمدزاي ومنافسه عبد الله عبد الله الفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في 14 حزيران/يونيو، التي تخللتها عمليات تزوير مكثفة، لكنّ الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة والأمم المتحدة أدّت إلى اتفاق الطرفين على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعلان أحمدزاي فائزاً في الانتخابات، في عملية فرز لا سابق لها، شملت ثمانية ملايين ورقة اقتراع.

وتسلّم الرئيس الجديد منصبه، خلال احتفال رسمي خضع لمراقبة مشددة وأقسم فيه اليمين الدستوريّة أمام رئيس المحكمة العليا عبد السلام عظيمي، اليوم الاثنين، في مدينة كابول، التي يلفّها الحزن لكثرة الاعتداءات فيها، وتخلل الحفل أيضاً تنصيب عبد الله رئيساً للجهاز التنفيذي، وهو ما يشبه منصب رئيس الوزراء، لينهي الرجلان بذلك عصر كرزاي.

وقال كرزاي، مساء أمس الأحد، في خطاب وداعي: "لقد بذلنا جهوداً كثيرة للتوصل الى سلام دائم، غير أنّ آمالنا، للأسف، لم تتحقّق بالكامل، ولكن عليّ أن اقول، إنّ السلام آت حتماً". وأضاف: "سأدعم بالكامل الرئيس الجديد والحكومة والدستور وسأكون في خدمتهم".

ولدواع أمنيّة، بقي برنامج احتفالات التنصيب سرياً، كما لم يرشح الكثير عن قائمة المدعوين التي لم تكتمل إلا قبل أسبوع. وشاركت في حفل القسم شخصيات من أنحاء العالم، أبرزها الرئيس الباكستاني ممنون حسين، ونائب الرئيس الهندي حميد أنصاري، ونحو مئتي دبلوماسي وسفير ووزير، إضافة إلى وفد أميركي، ترأسه مستشار الرئيس الأيمركي بارك أوباما، جان ديويد.

وتتناقض عملية الانتقال الديمقراطي التاريخيّة التي ستشهدها مدينة كابول، مع المعارك الدائرة في الريف، حيث حقّقت حركة طالبان تقدماً، الصيف الحالي، مغتنمة الأزمة الناجمة عن الانتخابات بين أمور أخرى. وأدى هجوم للحركة، الأسبوع الماضي، إلى مقتل حوالي مائة شخص، بينهم حوالي 12 قضوا ذبحاً في إقليم غزنة، في حين أقدم قرويون على إعدام أربعة مسلحين انتقاماً، بحسب السلطات المحلية. وفي هذا السياق، قال نائب قائد مهمة الحلف الأطلسي في أفغانستان (إيساف)، الجنرال كارستن جاكوبسن، خلال عطلة الأسبوع، إنّ "الأوضاع ليست قاتمة الى هذه الدرجة"، معتبراً أنّ السلطات في غزنة تميل إلى تضخيم الأمور.

المساهمون