ينتظر الجمهور المصري والعربي جديد المطرب المصري الملقب بـ"الكينج"، محمد منير. فكلّما أطلق أغنية أُحيطت بالإشادة ولا تجد أيّ انقسام. فمن لا يحبّ منير أو يستمع إلى أغنياته فهو أيضاً لا يُعدّ من كارهيه.
لكن مع أغنيته الأخيرة التي تحمل عنوان "متحيّز"، التي أطلقها في ذكرى الاحتفال بانتصارات أكتوبر، وأهداها إلى الجيش المصري، بعد غياب منير عن الساحة الغنائية لثلاث سنوات، اختلف الأمر كثيراً، وانقلبت الآية لتثير الأغنية انقسامات بين مؤيّد ومعارض.
فقد حملت الأغنية تهمة سياسية هي "التطبيل" للنظام الرئاسي الحالي والمطالبة بالتحيّز له، ما وضع "منير"، الملتزم الصمت اتّجاه هذه الأقاويل، في موقف جديد لم يواجهه من قبل.
كثيرون من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي هاجموا "منير" وطالبوه بضرورة العودة إلى صفوف الجمهور الذي لطالما غنّى بلسانه ونقل أفكاره، سواء في مرحلة شباب منير أو في هذه المرحلة التي قال عنها كثيرون إنّها "مرحلة حرجة في حياته". هو الذي احتفل منذ يومين بعيده الستّين، وأصبح كلّ حرف ينطقه في أغنياته يُحسب له أو عليه. وطالبه البعض بأن يعيد التفكير فيما يقدّمه، ويبتعد عن المباراة السياسية التي قد يفشل في إحراز هدف لصالحه فيها.
الاتهام بالتطبيل للنظام ردّ عليه كاتب الأغنية الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر، مراهناً على عدم وجود ولو كلمة واحدة فيها تطبيل أو تحيّز، وذلك من خلال صفحته الرسمية على الفيسبوك، إذ كتب التالي: "يا جماعة فيه نغمة ابتدت تطلع إنّ أغنية منير فيها "تطبيل" وقريت كام تعليق كدة مافهمتوش". وأكمل: "أنا هدّي جايزة ألف جنيه لأيّ حدّ يطلّع لي كلمة في الأغنية فيها أيّ نوع من التطبيل.. أرجوكوا لو فيه حدّ لمّاح يا ريت يشور عليا".
وأنهى أيمن كلامه ساخرا: "وعموما أنا قرّرت أغيّر في كلمات الأغنية عشان أبقى إيجابي ووطني ومش مطبّلاتي.. بوَّظ أي أموووور في حياتك.. إوعى تخلّي لبلدك حيِّز.. إوعى تراجع يوووووم حساباتك.. غور يا منيِّل ليه تتميّز".
على الجانب الآخر تسبّب الموقف السياسي لملحّن الأغنية عمرو مصطفى، المنحاز إلى صفّ الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، ويعلن دوما أنّه ضدّ ثورة 25 يناير، ولا يراها سوى "مؤامرة حقيرة"، في هجوم كبير على منير. إذ عتب عليه ولامه كثيرون بسبب غنائه من ألحان شخص ينتمي إلى جبهة "الفلول".
لم يردّ عمرو على هذا الهجوم بل ردّ عنه كاتب الأغنية أيمن بهجت قمر، مطالبا الجمهور بعدم التعصب، كاتباً على الفيسبوك: "لو أنت متضايق أوي إنّي بشتغل مع الملحّن الموهوب عمرو مصطفى، ومقاطع أعماله، بتتفرّج ليه على أفلام أمريكاني نصّ أبطالها يهود وعنصريين".
وتابع: "بتستعمل ليه الفيسبوك الأمريكاني وتويتر؟! هتقولّلي بتستعمله عشان بيساعدك تعبّر عن رأيك، أوكي أنا كمان عمرو بيساعدني في التعبير عن رأيي، كفاية تعصب".