يبدو أنّ تبعات الأخبار الكاذبة لن تكون سهلةً ولن يكون إيجاد حلّ لها بتلك البساطة، خصوصاً في الولايات المتحدة. فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع "باز فيد" الأميركي بالتعاون مع شركة "إيبسوس" أنّ أغلب الأميركيين يُصدّقون الأخبار الكاذبة عندما يقرأونها. وأوضحت الدراسة أنّ 75 بالمئة من البالغين الأميركيين كانوا يألفون أخبارًا كاذبة واعتبروها صادقة.
ويُعتبر هذا الاستطلاع الأول من نوعه الذي يُجرى على شريحة واسعة من الأشخاص، حول معضلة الأخبار المفبركة والكاذبة التي شغلت العالم خلال الشهر الماضي، خصوصاً مع اتهام موقع "فيسبوك" بالتسبب من خلالها بقلب نتائج الانتخابات الأميركيّة، وصولاً إلى مهاجمة مسلّح مطعم "كوميت بينغ بونغ" للبيتزا في واشنطن "لينقذ أطفالاً يتعرضون لاستغلال جنسي فيه"، بعدما قرأ نداء الاستغاثة الكاذب على الإنترنت. وأتى ذلك بعد سلسلة أخبار كاذبة اتهمت صاحب المطعم بإدارة شبكة لاستغلال الأطفال، تديرها المرشحة الخاسرة للانتخابات الأميركية هيلاري كلينتون، طوال فترة الحملة.
ومن شأن هذا الاستطلاع أن يقضي على احتمالات النجاح لاستطلاعات "فيسبوك"، إذ اعتمد من خلالها على رأي الجمهور في تصنيف الأخبار، المضلّلة منها والحقيقيّة. إذ يُشير الاستطلاع إلى أنّ المستخدمين الأميركيين لا يستطيعون تصنيف الأخبار التي يقرأونها على مواقع التواصل، كما أنّهم يميلون إلى تصديق الأخبار الكاذبة، حتى وإن لم تكُن تتوافق مع أيديولوجيّتهم السياسيّة.
وشمل الاستطلاع الإلكتروني 3,015 بالغاً في الولايات المتحدة، من 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، وحتى الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وسُئل المشاركون عن 6 عناوين إخبارية متعلقة بالانتخابات، ثلاثة منها حقيقية، وثلاثة كاذبة. وهذه العناوين الستة تمّ اختيارها من لائحة من 11 عنواناً تفاعل معها المستخدمون على "فيسبوك" بكثافة خلال الانتخابات، تبيّن لاحقاً أنّ 5 منها كاذبة و6 حقيقية. كما طُلب من المشاركين تقييم الأخبار تحت خانات "صادقة جداً"، "صادقة نسبياً"، "ليست صادقة كثيراً"، و"ليست صادقة أبداً".
وحصدت الأخبار الحقيقية نسبة أعلى من التصنيف الجيّد على حساب الأخبار الكاذبة، فصنّف 2,619 شخصاً الأخبار الحقيقية على أنها صادقة، أي ما نسبته 83 بالمئة، بينما صنّف 1,516 شخصاً أخباراً مفبركة قرأوا عنها في السابق كـ"صادقة جداً" و"صادقة نسبياً".
وبين المشاركين، حوالى 33 بالمئة أكّدوا قراءة واحد من الأخبار الكاذبة خلال الانتخابات، بينما 57 بالمئة أكدوا قراءة واحد من الأخبار الحقيقيّة المندرجة في الاستطلاع.