عرفت الساحة الفنية الشبابية المغربية، تنوعاً كبيراً في الأنماط الموسيقية، والتي أصبحت محط اهتمام الجمهور العربي، وتجاوزت الحدود المغاربية، خصوصاً بعد الموجة التي يطلق عليها البعض "موجة سعد لمجرد"، عقب أغنيته الشهيرة "أنت باغية واحد". إذْ قرَّر عدد من النجوم المغاربة، والشباب منهم على وجه الخصوص، تتبع نفس هذا النمط الموسيقي، من أجل فرض أسمائهم في الساحة الفنية. وبعد أن تعود الجمهور، خصوصاً العربي، على اللهجة المغربية في الأغاني، عن طريق "البوب المغربي"، سارع الفنانون المغاربة في اختيار ألوان وأنماط موسيقية أخرى مختلفة، وذلك رغبة منهم في فرض أسمائهم داخل الساحة الفنية، بعيداً عما هو رائج بقوة.
ويعتبر أشهر من قدم موسيقى "البوب" في المغرب، كل من سعد لمجرد الذي طرح أغاني شهيرة حفرت في ذاكرة الجمهور، أبرزها "المعلم" و"غلطانة" و"كازابلانكا"، ثم حاتم عمور الذي تميزت أغانيه بلمسة خاصة فيها نوع من الإيقاعات المغربية، على سبيل المثال: "حسبني طماع" و"بلا عنوان". كما نجد في نفس اللائحة كلاً من زهير بهاوي ونعمان بلعياشي وحفيظ الدوزي وإيهاب أمير وابتسام تسكت وأخرين.
وفي أواخر سنة 2015 وبداية 2016، ظهرت موجة جديدة من الأغاني المغربية، المرتبطة بفن "الراي" الذي أطلق عليه "الواي واي"، إذْ أخذت انتشارًا واهتماماً كبيرًا من طرف الجمهور المغربي بشكل خاص، والمغاربي بشكل عام. وقرر بعض الفنانين تجربة حظهم في هذا النمط الموسيقي، من أجل الحصول على شهرة أكبر. وهذا ما حصل بالفعل، بعد انتشار أغاني أيمن السرحاني. وظهرت أسماء أخرى أبرزها: ميدو بالحبيب والثنائي سوما دينا ومحمد عدلي. لكن للأسف لم يتمكن نجوم "الواي واي" من الانتشار خارج النطاق المغاربي، بسبب صعوبة الكلمات المغربية التي يستعملونها في أغانيهم.
أما اللون الغنائي الجديد الذي جذب الجمهور المغربي بشكل لافت، فهو الذي اختاره الفنان الشاب زكرياء غافولي، من خلال العودة إلى أصل موسيقى بلده الأم، وعن طريق استعمال آلات موسيقية مغربية محضة في أغانيه. وكذلك المزج بين الماضي والحاضر في طريقة طرح أعماله، خصوصاً أنّه يحاول إعادة إحياء التراث الموسيقي المغربي من شماله إلى جنوبه. وهذا ما نراه جليّاً في كل من "باهرا باهرا" و"حوبينو" ثم ّ"لا تكبر الشان". وهو الأمر الذي جعل الجمهور العربي كذلك يعجب بفنه الذي يسلط الضوء على الموسيقى المغربية التراثية، ويقرّبهم منها. ووسط هذا التنوع الكبير في الأنماط الموسيقية المغربية، والتي تجاوزت الحدود، ووصلت إلى معظم الدول العربية، لا يزال نجوم المغرب يبحثون عن التميّز، والغناء بأساليب متنوعة ومتعددة، من أجل عدم الوقوع في فخ النمطية والتكرار، والسير في طريق مختلف، لتبرز أسماؤهم للجمهور بالشكل الصحيح.