أغاني المقاومة "تطرب" الفلسطينيين في العيد

31 يوليو 2014
الأغاني الوطنية تصدح في أسواق الضفة الغربية (عباس مومني/Getty)
+ الخط -
انسجمت الأغاني، التي يستمع إليها الفلسطينيون قُبيل العيد، وفي أيامه، مع الحالة العامة السائدة في فلسطين جرّاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، والمواجهات المستمرة في الأراضي الفلسطينية كافة، لتطربهم أغاني المقاومة الفلسطينية والتضامن مع قطاع غزة.

وتحوّلت الأغاني التي يضعها باعة الأسطوانات الصوتية، والتجار في الأسواق لتسلية المارّة من أغانٍ رومانسية وحبّ، إلى أغانٍ للمقاومة تدعو إلى ضرب تل أبيب وصدّ الاحتلال.

التاجر سعيد صالح من مدينة رام الله، الذي يقدم كل عام أغانٍ رومانسية من أجل إشاعة جو الفرح وجلب الزبائن الى محله، غيّر هذا النمط، ووضع أغاني وطنية للتضامن مع غزة.

يقول صالح لـ"العربي الجديد": إن أهالي الضفة وغزة شعب واحد، يتشاطرون الحزن معاً، وهذه الأغاني تعبّر عن الغضب على ما يحصل من عدوان، وأنه حينما يذهب الألم سنعود لنعبّر عمّا يسود في بلادنا من فرح.

وجاءت هذه الأغاني الوطنية في الأسواق مناسبة لما يفعله سائقو المركبات، الذين يُشغلونها بصوت عالٍ للتعبير إمّا عن فرحتهم بانتصارات المقاومة وإيقاع الخسائر في قوات الاحتلال، أو حزنًا على من يسقط من شهداء وضحايا في غزة.

وبدا المشهد كذلك في أسواق البلدة القديمة من مدينة القدس، لكن التحدي كان في بث هذه الأغاني التي تمجّد دكَّ صواريخ المقاومة تلَّ أبيب على مسمع جنود وعناصر شرطة الاحتلال.

أغاني المقاومة، ومنها أغاني حركة "حماس"، لاقت إقبالاً على شرائها من محال بيع الأسطوانات في الضفة الغربية، في ظل تراجع ملحوظ على شراء أسطوانات الأغاني الأخرى، وهو ما أكده إبراهيم الحسيني، صاحب محل بيع الأسطوانات في مدينة الخليل.

يوسف الزبن تاجر يمتلك محلاً مماثلاً في مدينة جنين، أكد ما قاله الحسيني، معتبراً أن عدوان الاحتلال على قطاع غزة أثّر على أهالي الضفة، "وهو واجب قليل بأن يستمع الناس إلى الأغاني الوطنية من أجل تفريغ الكبت الموجود لديهم".

وتعقيباً على هذه الحالة، قال مدير مكتب وزارة الثقافة الفلسطينية في جنين عزات أبو الرب، لـ"العربي الجديد": إن هذه الحالة ردّة فعل طبيعية لما يقوم به الفلسطيني ليعبّر عن ذاته، حيث يعيش الجرح والمعاناة نفسهما، ولو كانت في اتجاه آخر، لأصبحت مشكلة حقيقية في الكينونة الفلسطينية.

وأشار أبو الرب إلى أن المجتمع الفلسطيني لم ينسلخ عن الأغنية الوطنية، لكنها كانت تأخذ شكلاً ولوناً وآلية مختلفة عمّا سبق، ومن الطبيعي أن يتم التفاعل مع الأغنية الوطنية في هذه الأيام أكثر من بقية الأيام العادية.

بينما رأى الكاتب السياسي، سري سمور، في هذه الحالة، تعبيراً عن تشوّق الناس الى المقاومة التي وحّدت الفلسطينيين بعد سبع سنوات من الانقسام، وردّت الاعتبار للفلسطينيين الذين يعانون ظلم الاحتلال بشكل متواصل، وتعبيراً عن التضامن لما يحدث في قطاع غزة، وأن من يشغل أغاني أخرى قد يناله العتب من عموم الناس.

ويرى سمور أن هذا التحول لم يشمل فقط الأغنية الوطنية، بل طغى على متابعة التلفاز، حيث ترك الناس متابعة المسلسلات، ليتابعوا القنوات الإخبارية، وأخبار المقاومة البطولية التي تلهب الحماسة ضد المحتل.

ودعا كل المسؤولين الفلسطينيين إلى التركيز على الأولويات في صناعة الفكر المقاوم، وليس في تفريغ المقاومة من مضمونها، وجعلها مقاومة في التباهي بأكبر أكلة أو كوفية فلسطينية، والتي لا تعبر عن المقاومة الأكبر في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني نحو التحرر.
المساهمون