بعد انقطاع دام لأكثر من ثماني سنوات، عادت الفنانة المغربية سميرة سعيد إلى الإصدارات الغنائية أو الألبومات الكاملة هذا العام. عودة سميرة سعيد في "عايزة أعيش" كانت في عقد موقع بينها وبين شركة "روتانا"، التي تمكنّت من توظيف أو استثمار جماهيرية فنانة بحجم سميرة سعيد والفوز بواحد من أفضل الأعمال الغنائية هذا العام. هذا الألبوم حقق منذ صدوره في نوفمبر/تشرين الثاني أرقامًا خيالية على منصات التحميل. وهو إن دلّ على شيء فعلى كيفية توظيف واختيار سميرة سعيد لأغنياتها وبالتالي محاكاة جيل بعد جيل بأسلوب موسيقي يتماشى وتطلعات الشباب. ذكاء سميرة سعيد أكسبها بعد فترة من الغياب نجاحًا ملحوظاً قياساً إلى زميلاتها اللواتي اخترن أيضاً أنواعاً أخرى من التسجيلات الغنائية.
وهنا نذكر أنغام التي سبقت سعيد في إصدار عملها الغنائي "أحلام بريئة" الذي لم يحرّك السوق كما فعل ألبوم سميرة سعيد.
أنغام لم تخرج من "جلبابها" القديم، ولو أنها غامرت بأغنية لبنانية بدت فيها غير متمكنة من الأداء، ويبدو ان خوفها تجاه هذا الخيار أو الغناء بلهجة غير مصرية كان في محله. أنغام نفسها لم تستجب قبل سنوات لرغبة شركة "روتانا" في الغناء من كلمات وألحان الفنان مروان خوري. لكنها هذه المرة أرادت أن تخلع ثوب الحذر بطريقة نسبية لم تسهم كثيراً في نجاح الألبوم كاملاً. وعلى ما يبدو فإن أغنيات أنغام يلزمها مزيد من الوقت كي تحلق عاليًا على الرغم من الأسلوب "الطربي" وبعض المعاني التي برهنت على تجدد واختيار دقيق في بعض أغنيات "أحلام بريئة".
أما عودة الفنانة نوال الزغبي، فكانت بالنسبة لها، مُحركا جيدا هذا العام. ورغم قلة حفلات الزغبي، كان عملها الغنائي "مش مسامحة" واحداً من الأعمال الجيدة هذا العام. ما زالت الزغبي وعلى الرغم من المواجهة الفنية التي تحصرها أحيانًا بين زميلاتها المنافسات تؤثر في السوق الغنائي والنشاط الفني.
بدت الزغبي في "مش مسامحة" هذا العام مختلفة، إذ فهم عليها جيداً الموزع والملحن المصري ماذا تريد وفصّل لها على مقاسها أغنيات نالت نجاحًا من اليوم الأول لصدورها. في أغنية "يا جدع" قدمت الزغبي نفسًا جديداُ، وأعادت صورة الفنانة الشقراء اللعوب إلى معجبيها بعد فترة ركود.
من جهتها، تحدت النجمة الخليجية أحلام نفسها بعدما طلقت شركة "روتانا" إلى غير رجعة، وتعاونت هذا العام مع شركة "بلاتينوم ريكوردز". وأول الغيث كان تربع ألبومها "بتحداك" على عرش المرتبة الأولى بداية العام عبر مواقع التواصل ومنها "يوتيوب". لم يحمل الألبوم جديداً سوى للمهتمين بالإصدارات الخليجية، لكن دعم أحلام لألبومها من خلال تصوير أغنيتين على طريقة "فيديو كليب" وهما "بتحداك"، و"ملهوفة لصوتك" أسهم في تقدم العمل بشكل كبير.
السينغل
أبرز الأغنيات المنفردة أو ما يعرف بالـ"سينغل" كانت هذا العام تائهة، لا مواعيد محددة في إصدار هذه الأعمال. ولعلّ محاولة الفنانين تحديث ظروف الإنتاج الصعبة دفع كثيرين إلى "دوامة السينغل". بداية مع نجوى كرم التي أصدرت بداية العام "ع الصخرة". انتُقدت الأغنية لكن كرم أصرّت على أن اختيارها مناسب فصورتها. وأتبعتها بعد فترة هدوء بأغنية وطنية نشرتها من دون مناسبة "كلمة حق" جاءت منقوصة ومجهولة التفاصيل والقصد من ورائها. نجوى اختارت أغنية ثالثة بعنوان "بوسة قبل النوم" فقدمتها لجمهورها بداية الصيف، وألحقتها بـ"كليب" صورته في صربيا، لكن فرحتها لم تكتمّل في الأغنية الجديدة فسرب مجهول أغنية ثانية بعنوان "سيد الرجال" اضطرتها إلى إصدارها بطريقة رسمية عبر قناتها على "يوتيوب" ولم تصورها. وهي اليوم تستعد لإصدار خامس أغنية من جديدها بعنوان "وشوشني". وعلمت "العربي الجديد" أن إصدارها سيكون قبل نهاية العام من كلمات منير بو عساف.
أما نانسي عجرم فعلى طريقة "السينغل" أصدرت هي الأخرى أغنية "معقول الغرام". الاغنية قطفت نجاحاً على مواقع التحميل في الـ"ميديا البديلة" اعتبرتها عجرم تمهيداً لألبومها الجديد مطلع العام المقبل الذي تحضر له هذه الفترة.
إلى جانب عجرم أصدر النجم اللبناني فارس كرم أغنيتين هما "عالطيب" و"فوقاني تحتاني" ولم تحققا النجاح المطلوب شعبياً. أما عاصي الحلاني فأصدر مجموعة أغاني "سينغل" آخرها "قومي ارقصيلي" وهو يستعد لإطلاق البوم كامل مطلع العام الحالي.
لم تنشط الفنانة هيفا وهبي غناء هذا العام، بل أصدرت أغنية يتيمة اطلقتها باللغة الإنجليزية مطلع العام وصورتها في الولايات المتحدة الأميركية مع المخرج الفلسطيني طارق فريتخ. لكنها اليوم تستعد للانتهاء من تسجيل ألبومها الجديد الذي يصدر في الأشهر الأولى من العام 2016.
ميني ألبوم
على الرغم من تبني روتانا لعدد من الفنانين المصريين وإصدار ألبومات غنائية خاصة، كانت الصيغة الغالبة في الشركة هي إصدار ما يعرف بـ"الميني ألبوم" لكل من عبد الله الرويشد وماجد المهندس وهما من "صقور" الشركة" في الشارع الخليجي، كان لهما حصة الأسد في أعمال قدمتها الشركة وعمدت إلى الترويج لها بطريقة مبتكرة جدا.
بقي أن نشير إلى أن الفنان المغربي سعد لمجرد كانت له الحركة الأبرز على مواقع التواصل الاجتماعي هذا العام، في إصدارات بينت عن مدى شعبيته وجماهيريته في العالم العربي، نجاح أغنية "المعلم " بطريقة خرافية رفع من أسهم الفنان الشاب، وكذلك الفنان حسين الجسمي الذي بلغ أرقاما قياسية في أغنيات منفردة قدمها مثل "نفح باريس" و"حيّ شوفته" فيما يتردد أن الجسمي يعمل على إصدار عمل كامل العام المقبل ومن إنتاجه الخاص.
اقرأ أيضاً: 5 نجوم قتلهم فيروس الـ"إيدز"