أعياد ميلاد بلجيكا... زينة في أجواء مداهمات أمنية

بروكسل
5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
28 نوفمبر 2015
509EFEA7-7131-43C6-9066-FD9D34E688E3
+ الخط -

تعج الأحياء العربية بمطاعم ومحلات تجارية يرتادها بعض الزائرين، رغم ضجيج سيارات الشرطة وهي تهرع بأبواق صاخبة جداً، بعيداً عن مقر الاتحاد الأوروبي، بل تقطع شوارعها بسرعة جنونية. يعلق أحد العرب قائلاً: "لقد زوّدوها. فالأمر لا يستحق كل ذلك".


لكن للبلجيكيين رأياً آخر، فمن تحدث لـ "العربي الجديد" يظن أن "مسؤولية الحكومة هي أن تتصرف مع حرب نعيشها منذ عام تقريبا". وكان "العربي الجديد" قد نقل عن المتحدث باسم خلية الطوارئ أنهم لا يبحثون فقط عن صلاح عبد السلام، المشتبه في تورطه في تنفيذ هجمات باريس، بل عن شخص ثان معه، وسط استمرار الاعتقالات والانتشار الأمني بشكل واضح في الطريق نحو مطارات العاصمة، وخصوصا تجوال الجنود قرب بوابات المطارات. ويمكن مشاهدة المدرعات أمام المحطات الرئيسية وتشديد في الليل والنهار مع حملات مداهمة مستمرة.

الشارع البلجيكي، الذي أضاءت بعض شوارع مركز عاصمته أزياءُ عيد الميلادن لا يبدو منزعجاً من الانتشار الأمني، وفق ما قال كثيرون ممن التقاهم "العربي الجديد"، مصرين على أنه "يجب أن نحتفل بأعياد الميلاد تحت أي ظرف كان".

في الأجواء لا يبدو أن العلاقة طبيعية بين أبناء الجاليات المسلمة وباقي البلجيكيين، الذين يشعر بعضهم وبكلام قاس بأن الذي جرى "لن يكون كما كان سابقاً في الثقة بين الطرفين". بعض المصادر أكدت في ذات الوقت أن مساجد في العاصمة تلقت تهديدات من أطراف مجهولة يظن كثيرون أنها "ردات فعل"، بينما يردّها آخرون إلى تنامي العداء اليميني والتحريض على الكل الإسلامي في البلاد.

تاجر عربي، مختص بالحلويات التي يقدم عليها البلجيكيون في مثل هذه الأيام، قال لـ "العربي الجديد": "لقد باتوا يمرون من أمام متجري (الواقع في منطقة راقية وحساسة) ينظرون إلى الواجهة حيث تنتشر الحلويات، ويتابعون سيرهم دونما حتى النظر إلى وجهي". ما يقوله هذا التاجر المتحدر من سورية يمكن للمار في شوارع بروكسل أن يتلمسه في أجواء العلاقات بين سكانها وازدياد الريبة والشك. أمر يغضب بعض مسلمي بلجيكا، بينما يتفهمه آخرون.

ورغم ذلك يحاول سكان العاصمة، رغم كثافة التواجد العربي، أن يسيروا بأعياد ميلاد تحميها المدرعات وأصوات أبواق سيارات الشرطة ذهابا وإيابا، بينما يصرخ أحد المارة العرب بكلمات في الشارع نفهم منها إطلاقه شتيمة بالفرنسية ومطالبا بما قال:" وقف هذا العهر والكف عن إرسال رسائل لشارع تم إرعابه بسبب ما يقولون مخططات لشخص واحد جعلوه كل المسلمين".

وسط مثل هذه الأجواء تعيش بروكسل على وقع شكوى أصحاب المتاجر من قلة الزبائن، عما كان الأمر عليه سابقا. وبالرغم من تخفيض الإنذار إلى الدرجة الثالثة، تشير مصادر مطلعة إلى أن الأمن البلجيكي عمد إلى نشر مخبريه في مناطق محددة تهدف "إلى إخراج المطلوبين من أوكارهم".

المشاهد للانتشار الأمني الكثيفن يمكنه أن يلحظ أن الدرجة الثالثة من الاستنفار لم تختلف كثيرا عن الرابعة، التي كانت قائمة، حتى مساء الخميس، وأيّاً تكن الظروف فليست كل العاصمة البلجيكية بروكسل تعيش ذات الوقع الأمني رغم انتشاره بكثافة قرب مباني الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، إلا أنه يلحظ أن سيارات الشرطة لا تطلق أبواقها كما تفعل في الأحياء التي تقطنها غالبية مغاربية.

اقرأ أيضاً: مولونبيك... حي بروكسل العربي قُربان لهجمات باريس

ذات صلة

الصورة
الفنان جان بوغوصيان امام لوحة من لوحاته في معرض الدوحة (العربي الجديد)

منوعات

التقت "العربي الجديد" الفنان جان بوغوصيان في الدوحة بمناسبة افتتاح معرضه (نيران) في غاليري (أنيما)، فكان هذا الحديث عن فنه واختياره النار وسيلة تعبيره.
الصورة

منوعات

تُعتبر كعكة الملوك من تقاليد الاحتفال بعيد الغطاس في بلجيكا ودول أخرى، وجرت العادة على أن تُخبأ فيها مفاجأة بلاستيكية يفوز فيها آكل القطعة المحظوظ، لكنّ صاحب محل للحلويات في بروكسل قرّر هذه المرة تضمين بعض كعكاته كنزاً حقيقياً هو عبارة عن قطع ذهبية.
الصورة

مجتمع

يُودّع الأردنيون عام 2022 بأمنيات يتطلعون إلى تحقيقها في عامهم الجديد 2023، أساسها تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، وسيادة الأمان والاستقرار في الأردن، فضلاً عن حصد نجاحات في الدراسة والوظيفة.
الصورة

منوعات

هبط ماك روذرفورد، وهو بلجيكي بريطاني يبلغ 17 عاماً، الأربعاء في بلغاريا، بعد انطلاقه في رحلة منفردة على طائرة خفيفة للغاية في مارس/آذار، وبات أصغر طيار يكمل رحلة من هذا النوع حول العالم.