أطلال صالات

25 ديسمبر 2015
سينما الحسين (الصورة: موقع حبر، حسام دعنة)
+ الخط -

كثيراً ما سمعنا من أهلنا عن ذهابهم إلى دور السينما في عمّان لمشاهدة ما يُعرض من أفلام، سواء أجنبية أو عربية؛ متغامزين حين يتحوّل الحديث، حول تلك الذكريات، إلى مغازلاتٍ لحسين فهمي وسعاد حسني في أيام الشباب. اكتشفنا، لاحقاً، أنّ هذه الدور، أو بقاياها بالأحرى، ما يزال موجوداً في وسط البلد.

نمرّ في شارع ما، فيخبروننا: هذه العمارة الشاهقة، كانت قبل 20 سنة صالة عرض. كنّا نأتي هنا كل شهر مرّة أو اثنتين، ندفع مبلغاً بسيطاً، ونشاهد فيلماً.

حتى الثمانينيات، كان عدد دور العرض في عمّان 15، لكنها بدأت تتآكل وتُهجر، حتى وصلت إلى اثنتين أو ثلاث لا تُعرض فيها سوى أفلام عربية وأجنبية قديمة، وإحداها تعرض أفلاماً إباحية تراجع جمهورها هي الأخرى.

دور العرض أُغلقت في وسط البلد، أو هُدمت وارتفع مكانها معمارٌ لا ينتمي إلى المكان، وأصبحت مجرّد صالات في "المولات"، تتنافس على احتكار الأفلام الهوليوودية، تكلّف مشاهدة الواحد منها حتى 15 دولاراً.

لا يمكننا الحديث عن دور عرض فاعلة خارج السياق التجاري الصارخ في عمّان، سوى واحدة أو اثنتين، مثل "سينما الرينبو"، التي أُعيد افتتاحها قبل أربع سنوات، بعد أن أُغلقت في الثمانينيات، وتنتظر مهرجاناً تنظّمه جهةٌ ما، كي تستأجر المسرح وتُقيم فعاليتها فيه.

لم يعد هناك دور سينما في عمّان، لكن ثمّة متّسعٌ فيها لتمدّد إسمنتي يشوّه المدينة، مقابل جَزْر ثقافي مستمر.


اقرأ أيضاً: عمّان.. عمارة من قسمات الجبال

المساهمون