أطفال وشباب فلسطين: كلنا مخيم اليرموك

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
23 ابريل 2015
79A32194-A39C-4D76-9DCB-698C1CBD272E
+ الخط -

تضامن فلسطينيون أغلبهم أطفال وشباب، في غزة ورام الله مع اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك السوري، بفعاليات رمزية للفت أنظار العالم إلى الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها هؤلاء اللاجئون.

"الصمت أبلغ من الكلام" مقولة شهيرة، طَبقها مجموعة شبان من قطاع غزة في عرض صامت لم يتجاوز عشر دقائق، تم تنفيذه في ميدان الجندي المجهول وسط مدينة غزة، تضامناً مع أبناء فلسطين المحاصرين في مخيم اليرموك بسورية.

العرض الذي أثر في الحضور، نفذه فريق "وافي" الشبابي الفلسطيني، بهدف نقل صورة مختلف أصناف البؤس والعذاب والحرمان الذي يعيشه الفلسطينيون هناك، وعكس صورة الواقع الأليم لأبناء المخيم المحاصر منذ عامين.

صوت القصف وإطلاق الرصاص أحاط بجموع مؤدّي العمل التمثيلي، والذي حملت خلاله مجموعة من الفتيات أطفالا صغارا، وقف أمامهم عسكري يحمل في وجههم السلاح، ومنعهم من الحركة في ظل أجواء مشحونة بالتوتر والخوف.

في الناحية الأخرى وقف شخص يحمل مجسما كُتب عليه "مساعدات"، وقابله مجموعة مواطنين رفعوا أيديهم استجداء وطلباً لها، لكنها لا تصل، وإلى جوارهم سقط جريح نتيجة القصف وإطلاق النار، هرعت إليه الأطقم الطبية، التي عملت وسط الخطر.

الأدوار التمثيلية الصامتة، والتي لم ينطق خلالها الممثلون بأي كلمة، وسادها الجمود والصمت، أُديت إلى جانب مجموعة مقاعد وضع أمامها طاولة كتب عليها "الحكام العرب" الذين جلسوا ينظرون إلى معاناة أهالي المخيم، وقد رسمت على ملامحهم "ابتسامة" غير المبالي.

منسقة فريق وافي الشبابي، رنيم السوافيري، قالت إن العرض جاء من أجل لفت أنظار العالم تجاه ما يجري من مجازر بحق الفلسطينيين في مخيم اليرموك المحاصر، ومطالبة الجميع بالتحرك من أجل إنقاذ الأبرياء الذين يتعرضون لأبشع الجرائم.

وبينت السوافيري لـ"العربي الجديد" أن الفريق الذي تأسس في أغسطس/آب الماضي نظم عدة أنشطة تطوعية عالجت قضايا اجتماعية وإنسانية، كان منها نشاط "ابتسم للخير"، "مقاطعة البضائع الإسرائيلية"، و"وحدة دم"، و"بدنا نفرح بدنا نعيش"، إلى جانب بطولة لكرة القدم.



أعضاء الفريق المشاركون في الوقفة التضامنية مع مخيم اليرموك المحاصر ارتدوا قمصاناً بيضاء كتب عليها "كلنا مخيم اليرموك" باللون الأحمر، ورفعوا شعارات تطالب بإنهاء حصاره، وكان الشعار الأبرز "حصار مخيم اليرموك وصمة عار على جبين الحكام العرب والمجتمع الدولي".

مؤدية دور الأم "نرمين الشرباصي" قالت لـ"العربي الجديد" إن مشاركتها مع الفريق جاءت من أجل مخاطبة الضمير العربي وإخباره أن هناك نساء لا يستطعن حماية أطفالهن أو توفير الطعام والشراب والأدوية لهم نتيجة الحصار الظالم والخوف الذي يحيط بهن، حسب تعبيرها.

أما مؤدي دور الجريح "مهند الجبالي" فأوضح أنه حاول تأدية مشهد اعتاد على رؤيته في التلفاز، وقال: "أدمعت عيوني وأنا أؤدي دوري في الوقفة الصامتة، لأنني تخيلت ذات المشهد الذي رأيته عبر وسائل الإعلام لجرحى مخيم اليرموك الذي يتعرض لأبشع أشكال الظلم".

اقرأ أيضا:الفصائل الفلسطينية تخسر أهالي مخيم اليرموك

من جانبه؛ أوضح مؤدي دور الحاكم، محمد الزميلي لـ"العربي الجديد" أن الجرائم التي تجري بحق أهالي مخيم اليرموك تأتي في ظل صمت الحكام العرب الذين لا يحركون ساكناً من أجل نصرتهم، داعياً إياهم إلى التحرك من أجل إنقاذ أهالي المخيم، ووقف الاعتداءات عليهم.

وقالت المشاركة في الوقفة آمال لبد إنها انضمت للفريق بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، عندما كان ينفذ نشاط مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وأضافت: "شاركنا اليوم لنصرخ ضد ما يجري بحق أهالي مخيم اليرموك، وعلى دول العالم مساعدتهم، ودرء الخطر عنهم".

وفي رام الله، خرج مئات من النشطاء وعشرات من الأطفال، ظهر اليوم الخميس، في وقفة تضامنية مع أهالي مخيم اليرموك وتضامنًا مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع سلسلة الفعاليات الفلسطينية لإحياء يوم الأسير الفلسطيني.



ورفع الأطفال شعارات تضامنية مع اليرموك وأخرى مع الأسرى في سجون الاحتلال، بينما حمل طفل دميةً على هيئة طفل ملطخ بالدماء، في إشارة لما يتعرض له أطفال المخيم من قتل ومعاناة.

وجاب الأطفال بعض شوارع المدينة وهم يرددون "طالع فجرك يا يرموك. مهما قصفوا وحاصروك، ومن رام الله أعلناها يرموك نجمة بسماها".

اقرأ أيضا:نازحو "مخيم اليرموك" من حصار إلى إقامة جبرية

وعلى هامش الوقفة أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن لـ"العربي الجديد" أن القوات الإرهابية تسيطر على نحو نصف مساحة مخيم اليرموك وتصر على البقاء فيه، ما يتوجب على العرب الوقوف أمام ما يجري من أحداث في المخيم، من أجل وقف المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وفي إجابة على سؤال حول إمكانية الطلب الفلسطيني من الدول العربية بما فيها سورية التدخل العسكري لطرد داعش والجماعات الإرهابية من المخيم، أكد محيسن أنه يجب على من يدعم أولئك الإرهابيين من بعض الدول العربية وغيرها وقف هذا الدعم لتوقف الإرهاب في مخيم اليرموك، وأوضح أن المخيم أرض سورية يحق للنظام السوري التدخل فيه.

وتمنى محيسن ألا تمتد الأحداث في مخيم اليرموك على أيدي داعش والجماعات التكفيرية إلى مخيمات أخرى، كما في مخيم عين الحلوة في لبنان، الذي تحاول بعض تلك التنظيمات الإرهابية زرع فتيل الفتنة فيه.



وخلال الوقفة، ألقيت العديد من الكلمات التي أكدت على وقوف الفلسطينيين إلى جانب أبنائهم في مخيم اليرموك، حيث أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف أن الفلسطينيين أكدوا حيادية الموقف الفلسطيني بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، بما فيها الصراع في سورية.

من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان لـ"العربي الجديد" أن "الوقفة نظمت من أجل التأكيد على الوقوف بجانب أهالي مخيم اليرموك وللتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال"، داعيًا إلى تقديم الأغاثة لأهالي المخيم وتوفير ممرات آمنة لسكانه، وأن يرفع تنظيم داعش يديه عن المخيم.

اقرأ أيضا:النظام السوري يخطط لإفراغ اليرموك من الفلسطينيين

ذات صلة

الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون