أطفال سوريون يواجهون مشقات العمل في لبنان

الأناضول

avata
الأناضول
28 فبراير 2015
1996582E-5BF3-46AC-9B09-6214E9EF990A
+ الخط -

هرباً من الحرب المستعرة في سورية، حط الأطفال السوريون رحالهم في لبنان، ونتيجة لضيق حال هؤلاء، تمركز معظمهم في مخيمات عشوائية في المناطق النائية، كمحافظتي عكار شمال لبنان والبقاع في شرقه.

أغلب الأطفال السوريين هجروا مقاعد الدراسة، وفقدوا براءة الطفولة، بعدما جعلهم النزوح يعملون وهم صغار، وتحولوا إلى أطفال بسواعد رجال.

ويعمل هؤلاء الأطفال في بيع المناديل الورقية والثياب والأقراص المدمجة، وغيرها من المواد السهلة الحمل. ويتنقلون يومياً من مخيماتهم المنتشرة في "جرود محافظة عكار على الحدود مع سورية"، إلى مركز المحافظة في مدينة حلبا، حيث "زحمة" الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

وبحسب أحد الإحصاءات غير الرسمية في عكار، يظهر أن نحو 60 في المئة من أطفال النازحين السوريين، يعملون في حقول شتى لضمان بقائهم على قيد الحياة، فضلاً عن تعرضهم لمختلف أنواع الاستغلال.

يحمل صالح ابن السنوات العشر كيساً ضخماً من الثياب، يضعه على ظهره حيناً، وبين راحة يديه حينا آخر. تقرأ على وجهه الصغير ملامح الخجل عند اقتراب عدسة الكاميرا منه. ويقول: "تهجرنا من حلب منذ نحو 4 سنوات. تركنا كل شيء نحبه في سورية، المدرسة والرفاق، ودراجتي الصفراء الصغيرة".

ويقيم الطفل صالح في مخيم سهل عكار، يغادر كل صباح إلى مركز المحافظة، سيرًا على الأقدام يحمل كيسا مليئا بالثياب، بغية بيعها "يشتري مني عدد كبير من الناس، إلا أنني أبيع بسعر زهيد جدا".


يرفع عينيه إلى السماء قائلاً: "أشكر الله على كل شيء. فإن بعت بألف ليرة لبنانية يومياً (0,66 دولار أميركي)، يكفيني لكي أطمئن أن إخوتي وأمي لن يناموا جائعين، وسيفرحون عندما أعود إلى الخيمة وفي يدي ربطة خبز".

على الرصيف، يتجمع عدد من الأطفال السوريين، وعند سؤالهم عمّا يفعلون، يجيبون بخجل "نعمل". ينتظرون زحمة السير لكي يتسنى لهم المرور بين السيارات، وعرض بضائعهم، يبيع الطفل عبد الرحمن شبلي أقراص الأغاني المدمجة CD. يتنقل من سيارة إلى أخرى، سائلاً "شو بتحب تسمع أغاني يا حلو".

بذكاء شديد يقنع الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات، سائقي السيارات بشراء ما لديه قائلا: "لا نستطيع العيش إن لم نعمل. نتعرض في الكثير من الأحيان لإذلال ومضايقات من كثيرين، ولكننا نتحمّل لنعيش. لا يمكننا أن نتكل على المساعدات التي من المفروض أن نحصل عليها، عن طريق الأمم المتحدة".

مسألة عمالة الأطفال والأحداث من النازحين السوريين، كانت مادة دسمة على طاولة النقاش في بلدية حلبا مراراً، إلا أن ضعف إمكانيات الأخيرة، وعدم وجود فرص للتعاون مع المنظمات الدولية، أدت إلى تضاعف أعداد الأطفال العاملين بدلاً من تقلصها.

من جهته، قال رئيس بلدية حلبا سعيد شريف الحلبي، إن "قضية عمالة الأطفال هي من مسؤولية كل الأطراف المحلية والدولية. إلا أن القسم الصعب في المسألة، يكمن في تعرض جزء لا بأس به من الأطفال، للاستغلال من قبل مافيات خطيرة، يقومون بتشغيلهم أو يرسلونهم للتسول، ويسلبون منهم ما يجنون من أموال".

ودعا الحلبي الأمم المتحدة والجهات المانحة إلى "مساعدتهم في إيجاد آلية، يتم من خلالها الحد من هذه الظاهرة، وإعادة الأطفال إلى المدارس، لأن هناك مكانهم الطبيعي وليس في الشوارع والأزقة".

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة "يونيسف"، الأربعاء الماضي، أن حوالي ألفي طفل سوري لجأوا إلى لبنان هرباً من النزاع في بلادهم، يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية.

اقرأ أيضاً:أطفال الأردن في سوق العمل 
اقرأ أيضاً:انتهاكات ضد أطفال الجزائر بيومهم العالمي

ذات صلة

الصورة
مجزرة عين يعقوب في عكار شمالي لبنان 12/11/2024 (عمر إبراهيم/رويترز)

سياسة

تهيمن الصدمة والغضب على السكان، في بلدة عين يعقوب الواقعة في أقصى شمال لبنان، فيما يواصل مسعفون البحث بأيديهم بين أنقاض مبنى كانت تقطنه عائلات نازحة.
الصورة
غمرت المياه سيارات الإطفاء ومركبات بسبب الأمطار الغزيرة/23 ديسمبر 2023(Getty)

مجتمع

تداول مغرّدون لبنانيون مساء اليوم مقاطع فيديو وصوراً تُظهر غرق شوارع العاصمة بيروت والنفق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي، بسبب الأمطار الغزيرة.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
المساهمون