رصد ناشطون في مناطق سيطرة المعارضة السورية تدهور واقع التعليم في مناطقهم من جنوب سورية إلى شمالها، إذ لا تتوفر المدارس في جميع المناطق الخاضعة للمعارضة بسبب العمليات العسكرية والقصف الجوي الذي يستهدف المناطق السكنية، خاصة المدارس والنقاط الطبية.
وأكد النشطاء لـ"العربي الجديد" أن "القصف جعل المدارس والمراكز التعليمية تتخذ من أقبية الأبنية أماكن تعليمية، إلا أن كثافة القصف على مختلف المناطق كان يحول دون وصول الطلاب إلى تلك الأقبية".
وأفادت تقارير أن أكثر من خمسة ملايين طالب تراوح أعمارهم بين 15 إلى 16 سنة لا يتلقون تعليمًا مناسبًا، وما بين 3.2 و3.5 ملايين طفل لا يتلقون تعليمًا على الإطلاق، في حين تم تدمير أكثر من 3 آلاف مدرسة.
وأفاد ناشطون معارضون، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن "الوضع التعليمي في مناطق المعارضة مزرٍ للغاية، حيث يتم تدريس عدة مناهج تعليمية، منها المنهاج المعتمد من قبل الحكومة المؤقتة، وهناك كثير من المدارس تدرس مناهج جزئية، منها ما هو معتمد لدى النظام. لكن الغالبية العظمى، خاصة في المناطق المحاصرة لا تستطيع التقدم لامتحانات الشهادة الأساسية والثانوية، في حين ينحصر من يتقدم لامتحان الشهادة الثانوية المفتوحة على تركيا، بالدراسة في الجامعات التركية، حيث لا اعتراف بالشهادة الحاصل عليها في دول العالم".
وتابعوا "حرم ملايين الأطفال من متابعة دراستهم جراء عدم استقرارهم على إثر الحصار والنزوح والتهجير، والانقطاع عن الدراسة، فضلاً عن الأطفال الذين تسربوا من المدارس لفقدانهم المعيل، حتى في المناطق الخاضعة للنظام".
وارتفعت نسبة المتسوّلين بين الأطفال السوريين، إضافة إلى تفشي ظاهرة عمالة الأطفال، في وقت يتم الحديث عن انخفاض مستوى التعليم جراء ارتفاع أعداد الطلاب في الشعب إلى أكثر من الضعف مقارنة بعام 2011، مع انخفاض عدد المدرسين.