حدّد رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، الخامس من يناير/ كانون الثاني 2015 موعداً للحوار بين أطراف النزاع الليبي، بعد حصوله على موافقتهم على "خارطة طريق"، في وقت أمهل فيه حرس المنشآت النفطية، التابع لرئاسة أركان الجيش الليبي، المنبثقة عن مجلس نواب طبرق (شرق)، قوات "فجر ليبيا"، المتمركزة قرب الموانئ النفطية، فرصة 72 ساعة للانسحاب، كما أعلنت مصادر طبية سقوط 160 قتيلاً جراء الاقتتال القبلي بين "التبو" و"الطوارق" منذ ثلاثة أشهر.
وأوضح السفير التشادي في الأمم المتحدة، شريف محمد زيني، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس حالياً أن "خارطة الطريق لتسوية الأزمة تتمحور حول ثلاث نقاط"، ملمحاً إلى أن "إحدى هذه النقاط تتمثّل في تشكيل حكومة وحدة وطنية".
وقال إثر مشاورات مغلقة للمجلس حول ليبيا، إن "تشكيل حكومة وحدة وطنية سيتم من ممثلين عن الطرفين".
وسبق لأطراف النزاع الليبي أن عقدوا جلسة أولى للحوار في أيلول/ سبتمبر، ليتبعوها بجلسة ثانية في كانون الاول/ ديسمبر الجاري، دون التوصل لنتائج عملية.
وأشار دبلوماسي آخر إلى أن "خارطة الطريق تنص على حكومة وحدة وطنية ووقفاً لإطلاق النار وانسحاب جميع الميليشيات ونزع سلاح الفريقين".
وعبّر ليون، خلال حديثه إلى ممثلي الدول الـ15 الأعضاء في المجلس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، عن "قلقه الكبير" إزاء تدهور الأمن في ليبيا. وطالب طرفي النزاع بـ"التوقف فوراً عن إطلاق النار والانخراط في مسار الحوار"، بحسب ما أكد السفير التشادي.
وعبّرت الدول الأعضاء في المجلس عن قلقها لـ"تدفّق الأسلحة من الخارج" رغم الحظر الدولي المفروض على ليبيا، وأبدت "دعمها الكامل" لليون وطلبت منه الاستمرار في وساطته.
تهديدات لـ"فجر ليبيا"
ميدانياً، أمهل حرس المنشآت النفطية، التابع لرئاسة أركان الجيش الليبي المنبثقة عن مجلس نواب طبرق (شرق)، قوات "فجر ليبيا"، المتمركزة قرب الموانئ النفطية، فرصة 72 ساعة للانسحاب، مهدداً بـ"تكثيف الضربات الجوية التي ستصل لمدينة مصراتة (غرب)، في حال عدم الاستجابة".
وفي بيان مصوّر لها، مساء أمس الثلاثاء، بثّه التلفزيون الليبي (التابع لحكومة عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب)، قالت غرفة عمليات حرس المنشآت النفطية: "يجب على تلك القوات الباغية التراجع إلى مدينة مصراتة (المدينة التي قدِمت منها قوات فجر ليبيا)، قبل أن تكون كافة الأهداف في بن جواد (مكان تمركز قوات فجر ليبيا حالياً)، مشروعة وتحت طائل النيران".
وأضاف الناطق باسم الغرفة، علي الحاسي، خلال البيان، أن "هذا الإنذار بمثابة الفرصة الأخيرة لعواقل وحكماء الرقعة الجغرافية الممتدة من سرت (وسط)، إلى مصراتة (غرب)، من أجل تحمّل مسؤولياتهم".
وهدد حرس المنشآت النفطية بـ"شن ضربات جوية مركّزة تصل إلى داخل مدينة مصراتة، في حال عدم استجابة كتائب مصراتة المتمركزة بعدة أبنية في بلدة بن جواد".
160 قتيلاً حصلية صراع قبلي
في غضون ذلك، أفادت مصادر طبية متطابقة من المشفيين الحكوميين بكل من مدينتي مرزق وأوباري، بأن حصيلة القتلى جراء الاقتتال القبلي بين "التبو" و"الطوارق" منذ ثلاثة أشهر إلى الآن، وصلت إلى 160 قتيلاً و215 جريحاً.
وذكر مصدر طبي بمشفى "مرزق" الحكومي، مفضّلاً عدم نشر اسمه، أن "المشفى استقبل 46 قتيلاً و120 جريحاً من التبو منذ بدء الاشتباكات".
وفي السياق ذاته، ذكر مصدر طبي من مشفى "أوباري" الحكومي، أن "114 قتيلاً و95 جريحاً، من بينهم قتلى من جنسيات أفريقية، سقطوا منذ بدء الصراع".