حسين رياض:
قدّم الفنان القدير حسين رياض، دور الأب في عدد كبير جداً من الأعمال، وكانت نظرته الحانية المليئة بالأبوّة سبباً في حصوله غالباً على شخصية الوالد الطيب الذي يخاف على أبنائه. وقد أداها بشكل رئيسي في عدد كبير جداً من الأفلام التي نذكر منها: "غضب الوالدين" 1952، و"حب في الظلام" 1953، و"لحن حبي" 1953 أيضاً، و"من القاتل" 1956، و"صراع في المينا" و"بنت 17". وكان أجملها بالتأكيد دوره في "السبع بنات" 1961 مع النجمتين سعاد حسني ونادية لطفي، وكان من إخراج عاطف سالم الذي نجح في تقديم صورة رائعة للأب المكافح الذي يحلم بسعادة بناته.
زكي رستم:
من يستطيع أن ينسى فيلم "أنا وبناتي" الذي أدّى خلاله زكي رستم دور والد كلّ من زهرة العلا ونهاد شريف وأمال فريد، والمطربة فايزة أحمد، التي غنّت خلاله أغنيتها الخالدة عن الأب: "تعالالي يابا". إذ يعتبر من أشهر الأفلام التي تناولت موضوع الأبوّة وقد تألّق فيه هذا الفنان العظيم مثلما تألّق في دور الأب المتسلّط أو البرجوازي أحياناً، والكادح بحثاً عن لقمة العيش لأبنائه في أحيان أخرى، واستطاع تقديم هذه الشخصيات في أفلام كثيرة أشهرها: "الأب" 1947، و"أولادي" 1951، و"عائشة" 1953، و"أعزّ الحبايب" 1961. ولا ننسى طبعاً دوره المهم في الفيلم العظيم: "صراع في الوادي" 1954. كما أنّ آخر فيلم في حياته كان بدور الأب أيضاً وذلك في 1966 وهو "إجازة صيف".
جمال إسماعيل:
على عكس زميله زكي رستم، كان الفنان القدير جمال إسماعيل أشهر أب حنون وطيب في السينما العربية. فقد تخصّص في هذا الدور حتّى أُطلِقَ عليه لقب "أب السينما المصرية"، وقدّمه في أفلام كثيرة جداً، منها "قضية عم أحمد" 1985، و"عرق البلح" 1999، "اللعب مع الأشرار" 1993، و"حرب ايطاليا" 2005، و"مهمة صعبة" عام 2006. كذلك لعب هذا الدور في أغلب المسلسلات التي شارك فيها، وأشهرها: "ليالي الحلمية"، و"ملكة في المنفى".
حسن حسني:
يُعدّ حسن حسني أشهر ممثل يقدم حالياً شخصية الأب، فقد استطاع أن يكتسب القدرة على مزجه بروح الكوميديا من دون أن يفقد وقاره في التراجيديا، على قلّة الأعمال التي أدّاها في هذا القالب. وقد ظهر في هذا الدور خلال أغلب الأفلام والمسلسلات التي شارك في بطولتها، ومنها: مسلسل "أم كلثوم"، و"أحلى الأوقات"، و"يا انا يا خالتي"، و"زكي شان"، و"حبيبي نائما"، "آخر كلام"، و"أيظنّ"، و"ايتش دبور" و"شبه منحرف".
سراج منير:
تميّز الفنان الكبير سراج منير في أدوار الوالد الارستقراطي فقط، وأدّاها بقدرة عالية على الإقناع. فجمع في رصيده أعمالاً كثيرة شارك خلالها كأب، منها "علّموني الحبّ" 1957، و"إنّي راحلة" 1955، و"سرّ أبي" عام 1946، و"عايزة أتجوز" 1952، و"نهارك سعيد" 1955. وكان آخر دور له في 1958 كوالد أمال بطلة فيلم "حتى نلتقي".
حسن فايق:
كان "أبو ضحكة جنان" ممّن قدموا أدوار الأب الأرستقراطي بطريقة كوميدية رائعة. فظهر كثيراً في دور الباشا خفيف الظلّ. وكان أباً لكثير من النجوم في عدد كبير من الأفلام منها: "قمر 14" 1950، "أوّل نظرة" 1956، و"بلبل أفندي" 1948.
يوسف وهبي:
في فيلم "البحث عن فضيحة" قدّم يوسف وهبي العام 1973 أحد أجمل أدوار الأب الكوميدية. فهو يعاني من زوجته المتسلّطة، لكنّه يحلم بزوج جيّد لابنته التي أدّت دورها ميرفت أمين. ورغم قلّة الأعمال حيث أدّى دوراً من هذا النوع، إلا أنّه استطاع أن يجعل تلك الشخصيات عالقة في أذهان المشاهدين، ومنها: "دلع البنات" 1964، و"ملاك الرحمة" 1946.
سليمان نجيب:
يُعتبر سليمان نجيب من الفنانين الذين قدّموا دور الأب الثري وابن الذوات أكثر من مرّة في السينما. فظهر في شخصية الوالد ضمن فيلم " الآنسة ماما" العام 1950 وفي فيلم "فاطمة" العام 1947، كما لا يمكن نسيان دوره مع صباح في أوّل أفلامها "القلب له واحد" العام 1945، ومع ليلى فوزي في "لست ملاكا" بعدها بعام واحد.
يحيى شاهين:
لا شكّ أنّ فيلم "لا أنام" من أجمل أفلام السينما المصرية. وقد أدّى خلاله الفنان يحيى شاهين العام 1957 دور والد نادية التي جسّدتها فاتن حمامة رغم أنّها تصغره بـ14 عاماً فقط. وعالج العمل تعلّق البنت المرضي بأبيها، ما جعلها تدمّر حياته. وقدّم هذا الفنان أدواراً مماثلة في أعمال أخرى منها: "دموع صاحبة الجلالة" و"كل هذا الحب".
رشدي أباظة:
كان دور الأب المزيّف الذي أدّاه رشدي أباظة أمام السندريللا سعاد حسني في فيلم "الساحرة الصغيرة" العام 1963 من أجمل أدواره، التي حاول عبرها الخروج من عباءة الدنجوان التي لازمته. وقد أدّى دور الأب أيضاً في "الأقوياء" أمام محمود ياسين العام 1980، وفي "شباب هذه الأيام" العام 1975.
عبد الوارث عسر:
دور الأب الفقير والضعيف، أكثر أدوار الفنان عبد الوارث عسر. فتألّق فيه جداً، خصوصاً في فيلم: "صراع في الوادي" العام 1954، كما قدّمه في أعمال كثيرة أخرى منها: "رنّة الخلخال" و"موعد مع السعادة".
.....................................
يمكن القول إنّ كلّ النجوم الكبار ممن ظلوا تحت الضوء بعد تقدّمهم في السنّ قدموا دور الأب وعالجوا في أعمالهم قضية العلاقات بين الأب وأبنائه، في أعمال كثيرة. منهم عماد حمدي في "أبي فوق الشجرة" وفريد شوقي في "رجل فقد عقله"، وعادل إمام في "عريس من جهة أمنية"، ومحمود عبد العزيز في "الكيت كات"، وعمر الشريف في "الأراجوز"، ونور الشريف في "لن أعيش في جلباب أبي"... وقد استطاعوا جميعاً أداء هذا الدور العظيم في السينما، والأعظم في الحياة.