أسواق المال تهتز خوفاً من صراع تجاري بين العملاقين الأميركي والصيني

03 ابريل 2018
مخاوف استثمارية في وول ستريت من النزاع التجاري (Getty)
+ الخط -

انخفضت مؤشرات الأسهم الأوروبية في التعاملات الصباحية بسبب المخاوف من تطور الخلاف الصيني الأميركي إلى حرب تجارية شاملة في أعقاب رد الصين بفرض رسوم على 128 سلعة أميركية.

وفي اليابان التي ترتبط أسواقها بقوة بالسوقين الأميركي والصيني، هبط مؤشر نيكاي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية اليوم الثلاثاء بقيادة أسهم شركات التكنولوجيا وتلك المنتجة للمكونات الإلكترونية بعد تهاوي أسهم التكنولوجيا في الولايات المتحدة يوم الإثنين مع تجدد المخاوف من حرب تجارية.

لكن الأسهم الأميركية فتحت مرتفعة اليوم الثلاثاء لتتعافى من بعض موجة الخسائر التي قادها قطاع التكنولوجيا الاثنين ودفعت المؤشران داو جونز وستاندرد آند بورز 500 للنزول عن مستويات فنية مهمة.

ويلاحظ أن سهم أمازون فقد حوالى 5.0% من قيمته بعد تجديد الرئيس ترامب هجومه صباح اليوم بتغريدة انتقد فيها الشركة للمرة الرابعة على التوالي، فيما يبدو أنها معركة مريرة بين الرئيس والملياردير. 


كما هبط الدولار نتيجة لمخاوف المستثمرين، رغم استقرار أسواق العملة إلى حد بعيد وتجاهلها للتأثير المحتمل للنزاع على النمو العالمي.

وخسر الدولار مقابل الين، الذي يستفيد عادة من أوقات الضبابية الاقتصادية، لليوم الثالث على التوالي، لكن التراجع توقف في أعقاب تخلي المستثمرين عن العملة اليابانية. ويتخوف المستثمرون من تدهور سعر السندات الأميركية، وسط قلق من أن الصين لم تستبعد استخدام السندات في الصراع التجاري.

وكان السفير الصيني لدى واشنطن قد ذكر لوكالة بلومبيرغ أن كل شيء وارد في الرد على الرسوم الأميركية.

وتملك الصين أكثر من 1.2 ترليون دولار من السندات الأميركية، وفي حال طرح جزء منها في السوق والتصريح بأنها لن تشتري السندات، فإن ذلك سيضرب سوق سندات الخزانة ويقلل من جاذبيتها بين كبار المشترين.

وتعتمد الولايات المتحدة في تمويل العجز الإنفاقي على بيع السندات. وبالتالي فهنالك مجموعة من التعقيدات التي ربما تهز أسواق المال في حال تطور النزاع، لا تنتهي بأسواق الأسهم والنزاع التجاري بين أكبر عملاقين في عالم التجارة والمال والاقتصاد، ولا يستبعد أن تمتد إلى أسواق العملات وأدوات المال الثابتة وعلى رأسها سندات الخزانة الأميركية.

وقال تعليق في الصفحة الأولى من صحيفة الشعب الرسمية الصينية، نقلته رويترز، إن بكين فرضت تعريفات جمركية على 128 منتجاً أميركياً تراوحت بين النبيذ والبرتقال من أجل "تعويض الخسائر" التي سببتها الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على منتجات صينية ولحماية المصالح الوطنية الصينية.

من جانبها، قالت شركة "يو.بي.إس" لإدارة الثروات، إن عاصفة الخسائر التي ضربت سوق الأسهم الأمريكية أمس الأثنين قد لا تنتهي قريباً.

وشهدت الأسهم الامريكية هبوطًا حاداً خلال تعاملات أمس بفعل الخسائر التي لحقت بأسهم التكنولوجيا، بعد بيانات سلبية خاصة بشركات آبل، وتسلا، وأمازون ومع تجدد المخاوف التجارية، عقب قرار الصين بفرض تعريفات على المنتجات الأميركية.

وقالت مذكرة بحثية صادرة عن شركة إدارة الثروات، اليوم الثلاثاء: "ستظل الأسواق متقلبة قبل بيانات الوظائف والأجور يوم الجمعة المقبل، والنظر إلى ما سوف تفعله حكومة ترامب".

وأوضحت أنه من المرجح أن تظل الأسواق في حالة ترقب مع حقيقة القرارات غير المتوقعة لإدارة ترامب، واستمرار احتلال قضية التجارة العالمية لمحور الأحداث.

وتابع: "الأسواق قد تظل متقلبة على مدار الأيام القليلة القادمة، في انتظار تقرير الأجور الشهري وبدء إعلان نتائج أعمال الشركات في الأسبوع المقبل".

وأشارت إدارة الثروات إلى أنه بعيداً عن الحديث حول التوترات التجارية، فإن هناك أسباباً تدعو للتفاؤل، أحدها يتمثل في الأثر الإيجابي لقانون خفض الضرائب على نتائج أعمال الشركات.

وهبط مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 1.9% عند إغلاق جلسة أمس مسجلاً خسائر بنحو 458 نقطة، عند مستوى 23644 نقطة.

وفرضت بكين يوم الإثنين تعريفات جمركية إضافية وصلت إلى 25%على منتجات أميركية تساوي ثلاثة مليارات دولار رداً على رسوم جديدة فرضتها الولايات المتحدة على واردات الألمنيوم والصلب. وتم إعفاء المنتجين الأميركيين وكندا وكوريا الجنوبية من دفع رسوم الألمنيوم والصلب، ولكن لم يشمل الإعفاء الصين وهي مورد صغير نسبياً للولايات المتحدة.
وتعتبر التعريفات الصينية إلى حد كبير متواضعة في حجمها.

ويُنظر إلى هذه التعريفات على أنها طلقة تحذير للإدارة الأميركية التي ستكشف النقاب هذا الأسبوع عن قائمة من واردات التكنولوجيا الصينية المتطورة التي تعتزم الولايات المتحدة فرض رسوم عليها.

المساهمون