ارتفعت أسعار الأدوات الكهربائية المنزلية في الأسواق السورية، بنسب وصلت إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة عام 2011، حيث وصل سعر الغسالة إلى نحو 200 ألف ليرة (597 دولارا) والثلاجة نحو 300 ألف ليرة (895 دولارا)، حسب بيانات رسمية.
وأوضح رئيس جمعية حماية المستهلك في سورية، عدنان دخاخني، في تصريحات صحافية، مؤخراً، أن هناك حالة انفلات في أسعار السلع غير منطقية حيث ارتفعت بعض أنواع الأدوات الكهربائية، إلى ما يتراوح بين 600% و1000%، الأمر الذي شكل استنزافاً وعجزاً في القدرات الشرائية عند معظم المواطنين، حيث زادت الهوة بين متوسط الدخول الشهرية وحجم الإنفاق.
وفي هذا السياق، يقول المحلل الاقتصادي علي الشامي، لـ"العربي الجديد"، أن ارتفاع أسعار الأدوات الكهربائية في البلاد يرجع إلى الحرب والحصار الاقتصادي المفروض على البلاد، ما أدى إلى قلة المعروض بعد انشغال التجار باستيراد السلع الغذائية اليومية الأكثر احتياجاً، مشيراً إلى أن الدول التي لها نشاط تجاري مع نظام الأسد مثل إيران والعراق ولبنان، إنتاجها ضعيف من الأدوات الكهربائية.
وتؤكد التقارير الرسمية أن معظم واردات سورية قبل اندلاع الثورة عام 2011، كانت تأتي من الدول الأوروبية وتركيا.
ويوضح الشامي، أن تراجع سعر صرف العملة السورية خلال السنوات الخمس الماضية، من 48 ليرة مقابل الدولار، إلى نحو 400 ليرة في السوق السوداء، في حين يبلغ سعره رسمياً نحو 335 ليرة، جعل الأسعار تفوق قدرة السوريين الشرائية، وخاصة في ظل ثبات الأجور وزيادة نسبة العاطلين عن العمل.
وتضررت المنشآت الصناعية السورية المنتجة للأدوات الكهربائية، بسبب القصف والتخريب، وتوقفت مصانع إنتاج الثلاجات والغسالات في ريف دمشق، ولم يبق، كما أفادت مصادر، رفضت ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد" إلا بعض المنشآت في الساحل السوري، التي تراجع إنتاجها بشكل كبير، بسبب توقف استيراد قطع الغيار والمواد الأولية.
ويقول الخبير الاقتصادي، إبراهيم محمد، لـ"العربي الجديد"، إن معظم السوريين يعتبرون الأدوات الكهربائية ترفاً، ببساطة لأن التيار الكهربائي ينقطع لنحو 20 ساعة يومياً في معظم المناطق بالإضافة إلى تراجع حاد في دخول المواطنين.
ويشير إلى أن القوانين السورية، حررت الأسواق ومنعت وزارة الاقتصاد من تسعير الأدوات الكهربائية، بالإضافة إلى تراجع دور الجهات الرقابية السورية لتكتفي بمراجعة المواصفات، ومتابعة الفواتير الصادرة من التجار.
اقرأ أيضاً:
البنك الدولي: الحرب تكلف سورية وجيرانها 35 مليار دولار
مقربون من الأسد يتربحون من صفقات استيراد القمح