28 فبراير 2021
أسباب هجرة الشباب العربي
"ما أطيبك من بلد، وأحبك إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك" نطقها سيد البشر عليه الصلاة والسلام، الذي لا ينطق عن الهوى، بعد أن تحمل أنواع الأذى والذل والهوان من قبل ساكني مكة، وفي هذا السياق يمكننا الجزم بأن الإنسان بغريزته الفطرية يهوى حبه لوطنه لما يربطه به من مشاعر وجدانية، فهو شعور فطري، ننمو ونكبر فيزداد حب الوطن في قلوبنا وعلى شرايين دمائنا يتحرك، فلا شيء يضاهي دفء الأرض التي ولدنا على ترابها، واستنشقنا هواءها، ونمت أبداننا من نعيمها وخيراتها، إلا أن الحياة لا تكتمل بكمال خيراتها فحسب، فلا بد من أمن يضمن لنا حقوقنا لتكتمل لنا مقومات الحضارة التي ذكرها لنا ربنا تبارك وتعالى في سورة قريش بقوله "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، فالحياة تكتمل بالاقتصاد والأمن فلا اقتصاد بلا أمن، والهجرة سببها انعدام الاقتصاد والأمن.
وبما أن الشعوب العربية والأفريقية هي أكثر الشعوب هجرة إلى الخارج ابتداء من دول الخليج إلى أوروبا وكندا وأميركا وما جاورها، فقد أجرت شبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة أوسع استطلاع للرأي في معرفة طبيعة الحياة لدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث نصت الدراسة لصالح "بي بي سي عربي" أواخر عام 2018 وربيع 2019، أن أكثر من 11 دولة حيث تمت هجرة 25 ألف شخص إلى خارج أوطانهم، وتشير الدراسة إلى أن المقصد الأول للمهاجرين هو دول الخليج، كما أن الساحل الغربي في ليبيا هو النقطة التي تمكن المهاجرين من الهجرة إلى إسبانيا عبر القوارب التابعة للمهربين بمقابل أموال يتقاضونها، إلا أن المؤلم أن يذهب هؤلاء الشباب وجبة للأسماك في البحار؛ نتيجة عدم نجاح هجرتهم الشاقة.
وقد يطرأ تساؤل على القارئ الكريم في معرفة أهم الأسباب التي تدفع الشاب العربي إلى الهجرة، نسلط الضوء على أهمها على النحو التالي:
أولاً: البحث عن فرص العمل
يسعى المهاجر العربي مهاجرًا أهله وأحباءه ووطنه وراء لقمة العيش التي تضمن له ولعائلته حياة كريمة، وقصد الرزق الحلال لفتح مشروع لأبنائه أو من يعوله لضمان مستقبلهم، فمن الدول الأكثر هجرة كانت مصر واليمن، وهذا المؤشر قد يكون بسبب الديمغرافية التي تتمثل بكثرة السكان فيها، فتجد ملايين العمال من هاتين الدولتين في السعودية، فضلاً عن بقية الدول الخليجية وأميركا وأوروبا وكندا وغيرها من الدول المتقدمة، فينعكس ذلك إيجابياً على الدول المستضيفة لهذه الأيادي العاملة في نمو وازدياد اقتصادها، واكتساب مهارات جديدة من ذوي العقول الكبيرة في العلوم التطبيقية والإنسانية وغيرها من العلوم.
ثانياً: البحث عن الأمن والسلام
فهما ركيزتان أساسيتان تكفلان لكل مهاجر أن يعيش في بلد المهجر، وكأنه في بلده الأم، فتجد البلدان التي فتحت اللجوء الإنساني والسياسي لإخواننا في سورية واليمن والعراق نتيجة الحروب والنزاعات، بلدانا تحظى بالأمن والسلام وحقوق الإنسان، وتضمن لهم حق العمل ككندا وألمانيا وتركيا وأميركا وغيرها من الدول، والتي أعلنت حكوماتها مؤخرًا استهداف قرابة مليون مهاجرخلال العامين القادمين، فبالنسبة لكندا تطمح أن تستقطب هذا العدد القابل للزيادة كي تغطي المساحات الشاسعة على أراضيها؛ خوفًا من طمع التوسع من قبل جارتها أميركا، فالكتلة السكانية صمام أمان لها، وللدول التي تساويها في المساحة وقلة السكان، لذا تجد كبار السياسيين أو رجال الأعمال والمستثمرين أو من له ثقل في مجتمعه، وهو مضطهد بسبب عرقه أو لونه أو دينه أو أرائه أو معتقداته التي تخالف من له السلطة والحكم داخل وطنه يلجأ إلى البحث عن اللجوء السياسي، ليس إلا حفاظًا على نفسه من الأذى، وقدرته على إبداء رأيه؛ وهذا هو الحاصل في وقتنا الراهن لكبار السياسيين المضطهدين، فالحقوق وحريات الرأي والتعبير مكفولة لهم وفقًا لمواثيق الأمم المتحدة.
ثالثاً: السعي وراء جودة التعليم
هناك دول لها امتيازات في منح العديد من التسهيلات التعليمية خصوصًا للمتفوقين علميًا، فالصين تستهدف آلاف الطلاب من جميع دول العالم في المنح السنوية المعلنة من حكومتها، ويزداد العدد عاما بعد عام، كل هذا ناتج بسبب التسهيلات الإجرائية من فيَزة ومقاعد دراسية مجانية ورواتب شهرية مع التأمينات... إلخ، تليها تركيا والمجر وغيرها من الدول والمنظمات الإنسانية والمدنية، ومنح التبادل الثقافي بين الدول بعضها ببعض.
رابعاً: الطموح والأحلام
الطموح والأحلام سمتان يسعى إليهما كل الشباب بتنافس قوي ومثير، وما من شاب إلا وله طموح وأحلام يسعى جاهداً لتحقيقها منذ أن يلتحق بالمدرسة حتى يتخرج من الجامعة، ولكن سرعان ما يفكر تفكير الكبار فيجول في باله أن التعليم الذي يضمن له بناء مستقبله هو التعليم الذي يواكب التكنولوجيا، وهو الذي تسعى إليه كل الشعوب والحكومات المتقدمة، وبناء على ذلك فلا باب سوى باب الهجرة للمواطن العربي الذي من خلاله يحقق حلمه المنشود الذي كان وما زال يراوده منذ نعومة أظفاره.
وبهذه العوامل الرئيسية نكون قد سلطنا الضوء على أهم العوامل التي تدفع الشاب العربي إلى الهجرة، وفي الختام يجدر بنا معرفة النتائج أو الآثار المترتبة على البلدان التي يهاجر منها خيرة شبابها، فمما لا شك فيه أن الدول الفقيرة تزداد فقراً بسبب نقص الأيادي العاملة، ونقص عدد السكان بذاته، وبالمقابل يزداد عدد سكان الدولة المضيفة فضلًا عن فقدان العقول النيرة من الدول التي يهاجر منها شبابها، وأما اجتماعياً فيحصل التفكك الأسري؛ وذلك ببعد أفراد العائلة عن أهاليهم، وفقدان الأبناء الأبوة التي يحلم بها كل طفل عاش بعيدًا عن والده.
وبما أن الشعوب العربية والأفريقية هي أكثر الشعوب هجرة إلى الخارج ابتداء من دول الخليج إلى أوروبا وكندا وأميركا وما جاورها، فقد أجرت شبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة أوسع استطلاع للرأي في معرفة طبيعة الحياة لدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث نصت الدراسة لصالح "بي بي سي عربي" أواخر عام 2018 وربيع 2019، أن أكثر من 11 دولة حيث تمت هجرة 25 ألف شخص إلى خارج أوطانهم، وتشير الدراسة إلى أن المقصد الأول للمهاجرين هو دول الخليج، كما أن الساحل الغربي في ليبيا هو النقطة التي تمكن المهاجرين من الهجرة إلى إسبانيا عبر القوارب التابعة للمهربين بمقابل أموال يتقاضونها، إلا أن المؤلم أن يذهب هؤلاء الشباب وجبة للأسماك في البحار؛ نتيجة عدم نجاح هجرتهم الشاقة.
وقد يطرأ تساؤل على القارئ الكريم في معرفة أهم الأسباب التي تدفع الشاب العربي إلى الهجرة، نسلط الضوء على أهمها على النحو التالي:
أولاً: البحث عن فرص العمل
يسعى المهاجر العربي مهاجرًا أهله وأحباءه ووطنه وراء لقمة العيش التي تضمن له ولعائلته حياة كريمة، وقصد الرزق الحلال لفتح مشروع لأبنائه أو من يعوله لضمان مستقبلهم، فمن الدول الأكثر هجرة كانت مصر واليمن، وهذا المؤشر قد يكون بسبب الديمغرافية التي تتمثل بكثرة السكان فيها، فتجد ملايين العمال من هاتين الدولتين في السعودية، فضلاً عن بقية الدول الخليجية وأميركا وأوروبا وكندا وغيرها من الدول المتقدمة، فينعكس ذلك إيجابياً على الدول المستضيفة لهذه الأيادي العاملة في نمو وازدياد اقتصادها، واكتساب مهارات جديدة من ذوي العقول الكبيرة في العلوم التطبيقية والإنسانية وغيرها من العلوم.
ثانياً: البحث عن الأمن والسلام
فهما ركيزتان أساسيتان تكفلان لكل مهاجر أن يعيش في بلد المهجر، وكأنه في بلده الأم، فتجد البلدان التي فتحت اللجوء الإنساني والسياسي لإخواننا في سورية واليمن والعراق نتيجة الحروب والنزاعات، بلدانا تحظى بالأمن والسلام وحقوق الإنسان، وتضمن لهم حق العمل ككندا وألمانيا وتركيا وأميركا وغيرها من الدول، والتي أعلنت حكوماتها مؤخرًا استهداف قرابة مليون مهاجرخلال العامين القادمين، فبالنسبة لكندا تطمح أن تستقطب هذا العدد القابل للزيادة كي تغطي المساحات الشاسعة على أراضيها؛ خوفًا من طمع التوسع من قبل جارتها أميركا، فالكتلة السكانية صمام أمان لها، وللدول التي تساويها في المساحة وقلة السكان، لذا تجد كبار السياسيين أو رجال الأعمال والمستثمرين أو من له ثقل في مجتمعه، وهو مضطهد بسبب عرقه أو لونه أو دينه أو أرائه أو معتقداته التي تخالف من له السلطة والحكم داخل وطنه يلجأ إلى البحث عن اللجوء السياسي، ليس إلا حفاظًا على نفسه من الأذى، وقدرته على إبداء رأيه؛ وهذا هو الحاصل في وقتنا الراهن لكبار السياسيين المضطهدين، فالحقوق وحريات الرأي والتعبير مكفولة لهم وفقًا لمواثيق الأمم المتحدة.
ثالثاً: السعي وراء جودة التعليم
هناك دول لها امتيازات في منح العديد من التسهيلات التعليمية خصوصًا للمتفوقين علميًا، فالصين تستهدف آلاف الطلاب من جميع دول العالم في المنح السنوية المعلنة من حكومتها، ويزداد العدد عاما بعد عام، كل هذا ناتج بسبب التسهيلات الإجرائية من فيَزة ومقاعد دراسية مجانية ورواتب شهرية مع التأمينات... إلخ، تليها تركيا والمجر وغيرها من الدول والمنظمات الإنسانية والمدنية، ومنح التبادل الثقافي بين الدول بعضها ببعض.
رابعاً: الطموح والأحلام
الطموح والأحلام سمتان يسعى إليهما كل الشباب بتنافس قوي ومثير، وما من شاب إلا وله طموح وأحلام يسعى جاهداً لتحقيقها منذ أن يلتحق بالمدرسة حتى يتخرج من الجامعة، ولكن سرعان ما يفكر تفكير الكبار فيجول في باله أن التعليم الذي يضمن له بناء مستقبله هو التعليم الذي يواكب التكنولوجيا، وهو الذي تسعى إليه كل الشعوب والحكومات المتقدمة، وبناء على ذلك فلا باب سوى باب الهجرة للمواطن العربي الذي من خلاله يحقق حلمه المنشود الذي كان وما زال يراوده منذ نعومة أظفاره.
وبهذه العوامل الرئيسية نكون قد سلطنا الضوء على أهم العوامل التي تدفع الشاب العربي إلى الهجرة، وفي الختام يجدر بنا معرفة النتائج أو الآثار المترتبة على البلدان التي يهاجر منها خيرة شبابها، فمما لا شك فيه أن الدول الفقيرة تزداد فقراً بسبب نقص الأيادي العاملة، ونقص عدد السكان بذاته، وبالمقابل يزداد عدد سكان الدولة المضيفة فضلًا عن فقدان العقول النيرة من الدول التي يهاجر منها شبابها، وأما اجتماعياً فيحصل التفكك الأسري؛ وذلك ببعد أفراد العائلة عن أهاليهم، وفقدان الأبناء الأبوة التي يحلم بها كل طفل عاش بعيدًا عن والده.