اشتدت حدة أزمة الوقود التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، ما دفع قائدي السيارات إلى الانتظار أياما في طوابير تمتد أمام الناظر في بعض محطات البنزين إلى ما لا نهاية.
ولم تتوقف تداعيات أزمة الوقود على السيارات التي توقفت، وإنما امتدت إلى مرافق حيوية مثل مضخات المياه ومولدات الكهرباء في المستشفيات ونقل السلع في الكثير من المحافظات، حيث يقف الملايين على شفا المجاعة، فيما تسيطر المخاوف على المزارعين من تعرّض محاصيلهم للجفاف والتلف مع استمرار الأزمة.
وأدى انعدام المشتقات النفطية إلى أزمة خانقة في وسائل المواصلات، حيث ارتفعت أسعار المواصلات بنسبة تصل إلى 150 في المائة في العديد من المحافظات.
وبينما اختفت منتجات الوقود من المحطات، قفزت أسعارها في السوق السوداء إلى مستويات كبيرة، ليصل سعر غالون البنزين (20 لترا) إلى 27 ألف ريال (44 دولارا)، وفق مصادر محلية.
الأزمة الجديدة ليست سوى واحدة من مشاكل كثيرة توضح معاناة ملايين اليمنيين، الذين يدفعون ثمن الحرب الدائرة منذ أكثر من 4 سنوات، بين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات من جانب، والحكومة الشرعية التي يدعمها تحالف عربي بقيادة السعودية من جانب آخر.
وقبل أيام، أعلنت سلطات الحوثيين عن احتجاز بحرية التحالف العربي عشرات السفن المحملة بالوقود في ميناء الحديدة غربي البلاد. ويتعين أن تمر الواردات إلى المناطق الخاضعة للحوثيين عبر قيود مشددة يفرضها التحالف.
وأنشئت آلية تفتيش خاصة تابعة للأمم المتحدة انطلاقا من جيبوتي في 2015 بعد أن اتهم التحالف بقيادة السعودية، الحوثيين، بتهريب أسلحة إيرانية عن طريق موانئ تحت سيطرتهم، بينما نفى الحوثيون وطهران هذا الاتهام.
وتحتاج السفن أيضا إلى تصريح خاص من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ومن التحالف السني المدعوم من الغرب لدخول الموانئ. وفي الأسبوع الماضي، قال مارك لوكوك، المسؤول عن مساعدات الأمم المتحدة، إنه يشعر بقلق لأن الواردات تواجه تعقيدات أخرى من قواعد جديدة للحكومة اليمنية، فيما يتعلق بالوقود التجاري.
وقالت سلطانة بيجوم، ممثلة المجلس النرويجي للاجئين لرويترز، أمس الأحد، إن "نقص الوقود في اليمن يعمل على تفاقم الوضع الإنساني المتردي في البلاد ويؤدي إلى مستويات غير مقبولة من المعاناة".
ولم يصدر عن التحالف العربي أي تعليق حول احتجاز ناقلات النفط ومنعها من الوصول إلى مدينة الحديدة. غير أن هذا التصعيد يأتي وسط توترات حادة عقب هجمات وقعت في 14 سبتمبر/أيلول الجاري، على شركة النفط السعودية "أرامكو"، وتبناها الحوثيون.