أزمة مراكز التصلب اللويحي في بريطانيا

20 يناير 2018
الرعاية تسمح بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة (سام بنثاكي/فرانس برس)
+ الخط -
يعاني الشباب ممن لديهم تصلب لويحي (تصلب متعدد) من غياب أماكن خاصة بهم، فما أن تنهار صحتهم حتى يودعوا في دور رعاية لكبار السن، حيث تسوء حالتهم النفسية لتواجدهم في منازل لم تصمّم لهم.

تكشف جمعية "مجتمع التصلب اللويحي" في بريطانيا أنّ أكثر من 3 آلاف شخص ذوي إعاقة تقلّ أعمارهم عن 65 عاماً، بينهم أشخاص لديهم تصلب، يعيشون بين مسنين في دور رعاية. وهو ما يعني أنّ واحداً تقريباً من كلّ سبعة من الشباب يقيم في مراكز للمسنين تعجز عن تلبية جميع احتياجاتهم. كذلك، فإنّ العيش مع كبار السن ممن لديهم ظروف معقدة أحياناً، مثل الخرف، يمكن أن يؤثّر على الصحة العقلية لدى البالغين الأصغر سناً.

قبل وفاة جوان هيد (38 عاماً)، عام 2015، احتاجت إلى الرعاية على مدار 24 ساعة بسبب التصلب اللويحي بحالته المتقدمة لديها. وقالت شقيقتها فيكي كوك، من نوتنغهام، إنّ معظم الأشخاص الذين كانوا معها تجاوزوا 65 عاماً فضلاً عن خرف بعضهم. تابعت أنّه كان من المريع أن ترى شقيقتها في بيئة لا تتوفر فيها رعاية صحية مناسبة أو تفاعل اجتماعي أو أنشطة.

تعتبر جمعية "مجتمع التصلب المتعدد" أنّه ينبغي أن يكون لهؤلاء الاشخاص ممن لديهم التصلب، الحق في اختيار الرعاية المناسبة لهم، أيّاً كان عمرهم واحتياجاتهم. لذلك، فقد أجرت استطلاعاً بالتعاون مع التحالف الأكبر لجمعيات بريطانيا، للوصول إلى رأي الجمهور البريطاني بالقضية. وتبيّن أنّ 61 في المائة من العينة يعتقدون أنّ الرعاية الصحية للبالغين الأصغر سناً من ذوي الإعاقة "محرجة". وقال 75 في المائة إنّهم يخافون على مستقبلهم حين سيعجزون عن رعاية أنفسهم. وعبّر 79 في المائة عن رغبتهم في إصلاح نظام الرعاية الاجتماعية بشكل عاجل. وجاء تصنيف الناس للرعاية الاجتماعية باعتبارها ثاني أهم قضية تواجه الحكومة.

ماريا (36 عاماً)، لديها تصلب لويحي، تقول لـ"العربي الجديد"، إنّ غياب دور الرعاية المخصصة لحالتها يخيفها، بل تعجز عن تخيّل نفسها في تلك الأماكن التي يودع فيها من لديهم تصلب: "من المؤلم حتى أن يودع كبار السن في تلك المنازل بعيداً عن أبنائهم وذويهم. أدرك أنّ الظروف قد تدفعنا أحياناً إلى ذلك، لكن أن يجري تجاهل حقنا في رعاية مناسبة هو أمر
مجحف بالفعل".

يذكر أنّ أكثر من 100 ألف شخص في بريطانيا لديهم تصلب لويحي، وهي حالة لا علاج لها تؤثر في الدماغ والعمود الفقري، ويتعاطى المختصون معها برعاية صحية تستخدم مجموعة من التقنيات والأدوية التي تحاول السيطرة على الحالة لا أكثر.

المساهمون