أزمة "كليبات"هل انتهى عصر الاغنية المصورة؟

11 ديسمبر 2015
من كليب أغنية سهرانين العام 2014(العربي الجديد)
+ الخط -

كيف هي حال صناعة "الفيديو كليب" العربي؟ وهل انقضت الفترة الذهبية لهذه الصناعة بعد دخول تقنيات إلكترونية ساهمت إلى حد ما، بتوقف عدد كبير من المغنين عن تصوير أغنياتهم والاكتفاء بنشر هذه الأغنيات عبر موقع "يوتيوب"؟
درجت في السنوات الأخيرة، الاستعانة بكلمات الأغنيات وإخراجها بطريقة بسيطة عبر عملية مونتاج سريعة وتضمينها للأغنية وبثها للمتابعين عبر قنوات "يوتيوب". فكرة اعتمدها كبار الفنانين في العالم العربي، منهم أنغام وأليسا وسميرة سعيد وأصالة وغيرهن الكثير إضافة إلى أغنيات مصورة أي "كليب".


لكن هل هذا كل شيء؟ وماذا عن صناعة الكليب الذي كان حجراً أساسياً في خطة أي فنان؟ عالم تحول عبر السنوات إلى وسيلة ضرورية لانتشار كل أغنية، وكان داعماً لها في أكثر الإصدارات، ولم يُفرّق بين نجم أو فنان مبتدئ.

انخفاض تدريجي

ما الذي أدى إلى خفض نسبة إنتاج "الفيديو كليب" العربي؟ هل صحيح أن الأوضاع السياسية وقلة واردات شركات الإنتاج هي وراء ذلك؟ أم ارتفاع أسعار التكلفة الخاصة بإنتاج الأغنيات المُصورة هو العامل الأول لذلك؟
يقول المخرج اللبناني سليم الترك لـ "العربي الجديد": "تعود أسباب تخفيض كمية إنتاج الكليب في العالم العربي بداية إلى غياب المنتج عن الساحة الغنائية بالدرجة الأولى، لمعطيات كثيرة لا أستطيع وحدي كمخرج التحدث بها، لكن في اعتقادي أن ذلك هو السبب الأول. أضف إلى ذلك، أزمة هبوط مبيعات الـ"سي دي" في العالم العربي، وما ترتّب عليها من خسارة فادحة لهذا السوق، وبالتالي كان لغياب شركة روتانا أو التقليل من عدد الكليبات المُصورة في العام أثر آخر في الأزمة، وربما هذا السؤال علينا توجيهه إلى روتانا".


لكن ألا يعتقد الترك أن الأسباب السياسية والأمنية هي السبب الثاني في ذلك بعد المنتج المنفذ؟ "بالطبع تسهم الحالة الأمنية والسياسية في ذلك، لكنها ليست السبب الأول أو الأوحد، ففي عز الأزمة العراقية انخفضت عملية تصوير أو صناعة تصوير "الكليب" لكن ليس كما هو حالها اليوم، وأكرر أن السبب الرئيسي هو عدم اهتمام المنتج أولا بإنتاج الأغنيات وتصويرها وتسويقها، ما دفع بعدد من المطربين في العالم العربي إلى الاستعانة بما يُسمى "الأغنية المنفردة" single ومحاولة الترويج لها بأنفسهم من خلال خطة بديلة تقوم على تنفيذ "فكرة فيديو كليب". لكن بعض هؤلاء الفنانين حتى ولو نجحت هذه الأغنية يتوقف عن تنفيذ "الكليب". وحول استعاضة بعض الفنانين بنشر الأغنية مع الكلمات على موقع (يوتيوب) بدلاً من تصويرها قال سليم الترك: "من المؤكد أن ذلك يُشوه العمل، الكليب في اعتقادي حكاية متكاملة في الرؤية والصورة وحتى الدراما أو الأكشن أو الاستعراض، ومرات يكون الكليب عبارة عن فيلم قصير مُتكامل... الكلمات والأغنية على (يوتيوب) مجرد ترويج لا يُغني أبداً عن تصوير (الكليب)".

 
إقرأ أيضاً: كليب ديانا حداد: كل هذه الكآبة

عن الحل في هذه الأزمة، ورؤية الترك وما إذا كان متفائلاً بعودة هذه الصناعة إلى سابق عهدها قريباً؟ يقول: "أعتقد أننا سائرون إلى المُنقذ الوحيد أي الـ"سبونسر" أو الراعي التجاري في عالم "الكليب" وهذا ما أصبح واقعًا اليوم مع أكثر من مغن، والسبب هو هروب الراعي التجاري إلى عالم كبير يستطيع من خلاله الترويج لمنتجه عبر وسائل التواصل ومنصات التحميل التي ذكرتها، بعد أن أصبح التلفزيون في المرتبة الثانية، وبالتالي على المُعلن توفير كافة الإمكانات التي توصل صناعته عبر عدد من الفنانين أو الأغنيات المصورة.
وعن الكلفة التي يتم تداولها وتتخطى أحيانًا المائة ألف دولار للأغنية المُصورة قال سليم الترك: "ذلك حقيقي جداً ، نعم هناك "كليبات" مصورة تتخطى هذا المبلغ، والعكس قد يكون صحيحًا فتبلغ التكلفة نصف هذا المبلغ أو أقل".

في السينما

تقول المنتجة المنفذة العانود معاليقي إن سبب تراجع صناعة الفيديو كليب في العالم العربي يعود في الدرجة الأولى إلى الأسباب السياسية والأمنية، لم يعد الأمر يقتصر على بلد واحد "نحن ندرك أن مصر المتأزمة كانت هي المساحة الكبيرة لهذه الصناعة أو هي المحفز لدى المنتجين في استثمار أموالهم والصرف على الفيديو كليب من أجل مردود أو عائدات الحفلات، هكذا كانت دورة حياة أو صناعة الأغنيات والكليبات في العالم العربي. لكن اليوم سوق الحفلات هو الآخر يعاني الويلات، خصوصاً كما قلت في مصر، أضف إليها تونس التي كانت أيضاً سنداً لا يُستهان به في صناعة الفن والمهرجانات والأغنيات في العالم العربي، وما بالنا بالوضع القائم في سورية؟؟ كل تلك العوامل أصبحت متلازمة اليوم، وقللت من صناعة الفيديو كليب في العالم العربي".


لا توافق معاليقي على أن الميديا البديلة نالت أو هزمت صناعة "الكليب" العربي، تقول: "أبداً الميديا البديلة و"يوتيوب" يبحثان عن أفكار وليس على تقنيات أصبحنا جميعا نمتلكها في الحاسوب أو الهواتف الذكية لكننا جميعاً بحاجة إلى أفكار لندخل على الحاسوب أو الهاتف ونرى ما هي هذه الفكرة؟ لذلك أعتقد أننا سنتوجه لاحقا أو نعود بالتاريخ إلى عصر الإبداع والزمن الجميل عبر تنشيط صناعة "المشهد" والسينما التي شهدت عصرها الذهبي في مرحلة الستينيات والسبعينيات، نحن سنتجه إلى السينما المُربحة والإنتاجات المشتركة، كما هو حالنا في الدراما، وبالتالي إلى قصص مشابهة في صناعة "الكليبات" وهذا ما سيشجع المنتج في الاستثمار نظرا لفرادة الأفكار الواجب تقديمها وتنفيذها وترويجها عبر السينما والتلفزيون والميديا البديلة، وهذا هو الطريق الأسلم".

إقرأ أيضاً:(صورة) خطأ إملائي في كليب سميرة سعيد "محصلش حاجة"
المساهمون