أزمة "التنصُّت" التركيّة تتفاقم: أردوغان ونجله متّهمان

25 فبراير 2014
نجل أردوغان، بلال
+ الخط -
من غير المتوقع أن تهدأ وتيرة أزمة التنصُّت التي تضرب تركيا منذ يومين، والتي ظهر أنها طالت 7 آلاف شخصية تركية عامة، من بينها أسماء "الصف الأول" من حكام انقرة. ولا شك أنه سيكون لهذه الازمة تداعياتها على نتائج الانتخابات المحلية المقررة في نهاية الشهر المقبل. فسعي الحكومة لدفع التهمة عن نفسها، ووضعها في خانة "المؤامرة" التي تستهدفها، والتي يقودها الحليف السابق لرجب طيب أردوغان، الداعية فتح الله غولن، يقابله جهد المعارضة لتحميل الحكومة المسؤولية، واستثمار ذلك في صناديق الاقتراع.

وبعدما انتشر التسجيل الصوتي لما قيل إنه مكالمة بين أردوغان ونجله بلال، (المتهم بدوره بالتورط في ملفات فساد)، جددت المعارضة، ممثلةً بـ"الشعب الجمهوري"، دعوة أردوغان إلى الاستقالة، وهو ما ردّت عليه الحكومة بالتأكيد على أن المكالمة التي حصدت 1.2 مليون نقرة على موقع "يوتيوب" في غضون 12 ساعة، "ممنتجة وغير حقيقية".

وانتشر، منذ مساء أمس الاثنين، تسجيل صوتي قِيل إنه يعود لمكالمة هاتفية بين أردوغان وابنه بلال، يوم الكشف عن "قضية الفساد" التي طالت أربعة وزراء في حكومة أردوغان. وفي التسجيل الصوتي، الذي ثار جدلا بشأن مصداقيته من عدمها، يمكن سماع أردوغان وهو يطلب من ابنه التخلص من ملايين الدولارات الموجودة في المنزل، لأن المحققين قد يتوجهون لتفتيشه.

ورأى أردوغان، في أول تعقيب له، في خطاب وجهه لحزبه الحاكم، "العدالة والتنمية"، ظهر اليوم الثلاثاء، أنّ التسجيلات المنشورة "تمت منتجتها في عملية غير أخلاقية من أجل الابتزاز". واتهم "الدولة الموازية" و"لوبي الفائدة" (المقصود جمعيات الداعية فتح الله غولن) بالوقوف خلف "حملة الفساد" منذ 17 ديسمبر/كانون الأول، وما تبعها من أحداث.

 

وقال أردوغان إن "هذه الافعال تهدف بالدرجة الأولى لاغتصاب الإرادة الشعبية في تركيا، من خلال القضاء على حزب العدالة والتنمية وإنعاش لوبي الفائدة وتقوية الكيان الموازي للدولة، وتسخير وسائل الإعلام في خدمة هذا الغرض". وأعرب عن ثقته بأن "الشعب سيرد على المحاولات الانقلابية" في الانتخابات المقبلة.

وتابع أن "حزبَي الشعب الجمهوري والحركة القومية، كانا منزعجين لعدم حصولهما على الدعم الشعبي، أما لوبيات رأس المال فكانت منزعجة لعدم حصولها على الفائدة، والجميع التقوا في مؤامرة 17 ديسمبر، ولكنهم لن يستطيعوا النيل من حزب العدالة والتنمية".

أما المتحدث باسم حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة التركية، خلوق كوتش، فقد أشار، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع استثنائي عقده الحزب، إلى أن "الحكومة فقدت مشروعيتها اعتباراً من الآن، ولم يبقَ أمامها طريق سوى الاستقالة". وأضاف كوتش أنه "حان الوقت لإعلان رئيس الوزراء عن استقالته عقب الكشف عن تلك التسجيلات الصوتية بينه وبين نجله بلال، التي تثبت أن قضية الفساد الكبرى التي هزّت البلاد، تدور حول أردوغان وأسرته بالفعل، لذلك على رئيس الوزراء الذي تلطّخت سمعته بالفساد والرشوة، أن يقدّم استقالته على الفور".

وكان أردوغان قد اجتمع، ليل أمس الاثنين، مع نائبه بشير آتالاي، ورئيس وكالة الاستخبارات الوطنية، حاقان فيدان، ووزير العدل بكير بوزداغ ، في أنقرة، لبحث ملف التسجيلات الصوتية، في سلوك يشير إلى أن الرجل يتعاطى بجدية كبيرة مع خطر الأزمة الجديدة.

دلالات
المساهمون