هي مباراة الجريحين، إذا صحّ وصفها. لقاءٌ كبير بين مانشستر سيتي وأرسنال على أرض الأخير في العاصمة البريطانية لندن بملعب "الإمارات".
البداية مع أرسنال الذي يُعاني أكثر من أي وقتٍ مضى، بعدما أُقيل مدربه الإسباني أوناي إيمري، أخيراً، على خلفية النتائج السلبية والهزائم في العديد من الأوقات، ما وضع "الغانرز" في موقف محرج أمام الأندية الكبيرة في ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز.
ويحتلّ أرسنال المركز التاسع حالياً برصيد 22 نقطة، وهو بحاجة إلى الفوز من أجل الاقتراب أكثر من المراكز المؤهلة إلى المسابقات الأوروبية، وتحديداً دوري الأبطال، البطولة الوحيدة التي قد ترضي الجماهير، في ظلّ التعطش الكبير لحصد الألقاب من جديد.
وبعد إقالة إيمري الذي هُزم 4 مرات وفاز في 5 مناسبات وتعادل في 7 مباريات، يتطلع مناصرو أرسنال إلى الإدارة وما ستقوم به في فترة الانتقالات الشتوية ومعرفة هوية المدرب الجديد الذي سيكون أمراً مهماً لمعرفة كيف ستسير الأمور في ما بقي من الموسم.
ويدور في فلك أرسنال بالوقت الحالي اسمان من العيار الثقيل، وللمصادفة فإنّ الاثنين كان لديهما عمل هذا الموسم قبل الوصول إلى طريق مسدود مع الإدارة، إما بسبب النتائج أو حتى تباعد وجهات النظر.
ويتحدث الجميع عن إمكانية وصول الإيطالي كارلو أنشيلوتي المقال من تدريب نابولي الإيطالي، بعد المشاكل التي عاشها مع الرئيس أوريليو دي لاورنتس، ومحاولة الأخير التدخل في كثير من القرارات. أما الاسم الثاني، فهو الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، الذي لم يتمكّن من قيادة توتنهام الإنكليزي بذات روح المواسم الماضية، فقررت الإدارة إنهاء الأمور وإقالته، ليصل بدلاً منه البرتغالي جوزيه مورينيو.
بعيداً عن مشاكل أرسنال، لا تبدو الأمور أفضل حالاً في مانشستر سيتي هذا الموسم. فبطل الدوري الإنكليزي الممتاز، بات بعيداً للغاية عن ليفربول المتصدر بفارق 14 نقطة.
وتعثّر "السيتي" في العديد من المباريات، منها الخسارة أمام مانشستر يونايتد في "الديربي" بالجولة الماضية، وكذلك التعادل أمام نيوكاسل قبل جولتين، إضافة إلى الخسارة أمام "الريدز" في ديربي الكراهية، يوم 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتشير بعض التقارير الصحافية إلى أنّ المدرب الإسباني بيب غوارديولا قد يغادر نهاية الموسم الحالي، ومن المحتمل أن يعود إلى نادي بايرن ميونخ الألماني الذي كان قد أقال مدربه الكرواتي نيكو كوفاتش، أو ربما العودة إلى المكان الذي عاش فيه أفضل أيام مسيرته، أي نادي برشلونة الإسباني، للإشراف على الأرجنتيني ليونيل ميسي في آخر سنوات مسيرته مع النادي الكتالوني.
ومن الصعب قبل هذه القمة، التكهن بهوية الفائز، فلكلّ فريق نقاط قوة ونقاط ضعف، ولعلّ القاسم المشترك هذا الموسم، هو الهشاشة الدفاعية للطرفين، وتلقي العديد من الأهداف بأخطاء قاتلة، فيما يمتلك المدربان خيارات هجومية كثيرة، قادرة على صناعة الفارق.
وتتمنى جماهير نادي مانشستر سيتي أن يدفع غوارديولا بالنجم الجزائري رياض محرز الذي رغم أنه لم يأخذ فرصته كاملة مع الفريق منذ وصوله، يقدّم في كلّ مباراة يلعبها إضافة، إن من ناحية صناعة الخطورة أو حتى التسجيل والتمرير.