وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، انتقادات شديدة للبرلمان الألماني عقب إقراره القانون الذي يصف ما تعرض له الأرمن أثناء الحرب العالمية الأولى بأنه "إبادة جماعية"، مطالباً الاتحاد الأوروبي بالتعامل العادل مع تركيا، وإلا فإن أنقرة ستتوقف عن التعاون مع الأوروبيين لحل المشاكل التي يواجهونها.
وخلال كلمته في المؤتمر الـ23 لمجلس المصدّرين الأتراك، أكد أردوغان بأن الألمان لا يعنيهم الأرمن ولكنهم يستخدمونهم كأداة سياسية لابتزاز تركيا، قائلا: "نعرف بشكل جيد كيف يتم استغلالهم كأداة مريحة لابتزاز تركيا، بل وحتى كعصابة، ونحن نرى الآن استخدام مماثل لعصابة الكيان الموازي، إن جميع عناصر العصابات التي تهرب من تركيا، يتمكنون من الاستمرار بحياتهم بسهولة كبيرة في جميع الدول الغربية وبالذات في ألمانيا"، في إشارة إلى التواجد الكثيف لعناصر حزب "العمال الكردستاني" والأحزاب اليسارية التركية المتطرفة في أوروبا، وبالذات في كل من بلجيكا وألمانيا.
ودعا أردوغان الدول الأوروبية إلى التعامل بعدالة مع تركيا وإن أنقرة ستتوقف عن التعاون مع الاتحاد الأوروبي لحلحلة المشاكل التي يواجهها، قائلاً إنه "من هنا أود أن أكرر رسالة إلى كل أوروبا، إما أن نصل إلى حل عادل لجميع القضايا الآنية، وإما ستتوقف تركيا عن كونها سدا في وجه مشاكل أوروبا، وسنترككم مع مشاكلكم لوحدكم".
وتابع أردوغان متسائلاً عن معرفة البرلمانيين بالحوادث التاريخية التي وقعت في تركيا وعن الوثائق التي اطّلعوا عليها، قائلا: "أدعو العالم أجمع، من أعجبه ومن لم يعجبه، إن موقفنا من القضية الأرمنية واضح منذ البداية، ونحن لا نقبل على الإطلاق اتهام تركيا بالإبادة الجماعية. إن ما حصل كان في ظروف الحرب العالمية الأولى، وفي ظل حصار بلادنا من الجهات الأربع، وفي إطار التدابير التي تم اتخاذها لتأمين الأناضول"، داعياً الساسة الألمان إلى القدوم والاطلاع على الأرشيف العثماني، وأيضاً فتح الأرشيف الألماني إن توافر فيه ما يتعلق بالأمر.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا لا مشكلة لديها مع الأرمن، مؤكداً بأن بلاده تضم، الآن، حوالي مائة ألف أرمني، أكثر من نصفهم لا يحملون الجنسية التركية وهم القادمون من أرمينيا، قائلا: "يتواجد الآن في بلادنا حوالي 100 ألف أرمني، ما يقارب النصف منهم فقط يحملون الجنسية التركية، يعيشون ويعملون في تركيا، ولو كانت لدينا حساسيات ضد الأرمن، لفعلنا كما يفعل معهم الأوروبيون، ولأرسلنا مواطني أرمينيا إلى بلادهم، ونستطيع أن نفعل ذلك".
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم السبت، إن "البرلمان صادق على كذبة تاريخية، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول". وأضاف في كلمته خلال مراسم افتتاح 188 مشروعًا في ولاية أرزينجان (شمال شرقي البلاد)، "يجب أن يعلم الذين يحاولون إضفاء صفة الإبادة الجماعية، على هجرة يمكن وقوعها في كل بلد خلال ظروف الحرب العالمية الأولى، أن تركيا تفتخر بأمتها وتاريخها".