وقال أردوغان، إنّه في 28 سبتمبر/أيلول، زار خاشقجي القنصلية السعودية في إسطنبول، وقد تم إخبار الفريق الذي تولّى اغتياله بالزيارة، وعاد إلى السعودية للتخطيط للاغتيال.
ولفت إلى أنّ فريقَين سعوديَين قدما بطائرتين خاصتين إلى إسطنبول، موضحاً أنّه "قبيل الحادث وصل إلى إسطنبول فريق سعودي من ثلاثة أشخاص وقام باستكشاف غابة بلغراد في إسطنبول ومناطق بولاية يالوفا، قبل يوم من مقتل خاشقجي".
وتابع "وفي اليوم التالي وصل 15 شخصاً إلى القنصلية"، متسائلاً "لماذا اجتمع 15 شخصاً في إسطنبول يوم القتل؟ نحن نريد رداً على ذلك. ممن يتلقى هؤلاء الأشخاص أوامرهم؟".
وأشار إلى أنّ السعوديين انتزعوا القرص الصلب "هارد ديسك" من كاميرات القنصلية قبيل تأكيد موعد خاشقجي في القنصلية، في 2 أكتوبر/تشرين الأول. وأضاف أنّ السلطات السعودية أنكرت في 4 أكتوبر/تشرين الأول جريمة قتل خاشقجي.
وأوضح أردوغان، أنّه اتفق مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في 14 أكتوبر/تشرين الأول، على تشكيل فريق تحقيق مشترك.
وأشار أردوغان إلى أنّه أخبر الملك السعودي بعدم تعاون القنصل السعودي محمد العتيبي مع التحقيق، لافتاً إلى أنّ القنصل غادر إلى بلاده وتم إعفاؤه من منصبه. وذكر أنّ السلطات السعودية أقرّت بعد ذلك بمقتل خاشقجي، واعتقلت 18 شخصاً، موضحاً أنّ المعتقلين السعوديين هم أنفسهم الذين حددت هوياتهم السلطات التركية.
وقال الرئيس التركي: "نحن نعلم جيداً من نفذ جريمة قتل خاشقجي ولماذا قام بها". وتابع أنّ "الجريمة وقعت في مبنى القنصلية الذي يُعتبر من الأراضي السعودية، ولكن يجب ألا ننسى أن القنصلية داخل حدود تركيا"، مذكّراً بأنّ "معاهدة فيينا والقانون الدولي لا يسمحان بإخفاء الجريمة تحت ذريعة الحصانة الدبلوماسية".
وشدد على أنّه "سنقوم بالتحقيق في هذه الجريمة وبما يجب علينا فعله"، لافتاً إلى أنّ "الأدلة تشير إلى أنّ جريمة قتل خاشقجي وحشية، ولا يمكن تجاوزها، لأننا سنجرح ضمير الإنسانية". وقال: "لدينا أدلة قوية على أنّ هذه الجريمة مخطط لها وليست عملية آنية"، مضيفاً: "ننتظر من السعودية ودول أخرى أن تتحلّى بالجدية ذاتها الموجودة لدينا".
"من أسفل السلم إلى أعلاه"
وطالب أردوغان بأن "تكون التحقيقات في السعودية على جميع المستويات من المخططين إلى المنفذين ومحاكمتهم ومعاقبتهم من أسفل السلم إلى أعلاه"، مشدداً على أنّ "حصر المسؤولية في عدد من رجال الأمن لن يرضينا ولن يرضي المجتمع الدولي".
وعرض أردوغان، مجموعة من الأسئلة: "من أمر الفريق المكون من 15 شخصاً بالقدوم إلى تركيا؟ لماذا لم يسمحوا لنا بتفتيش القنصلية السعودية في اليوم ذاته لوقوع الجريمة؟ ولماذا سمحوا به بعد عدة أيام؟ لماذا صدرت تصريحات متضاربة من السعودية، رغم أنّ الجريمة واضحة؟ أين جثة هذا الشخص الذي اعتُرف بقتله رسمياً؟".
كما تساءل أردوغان عن هوية "المتعاون المحلي" الذي قالت السعودية إنّ جثة خاشقجي سُلِّمت إليه"، مشدداً على أنّه "لا يخطر على بال أحد أن هذه القضية ستُغلق من دون الإجابة عن هذه الأسئلة"، بحسب قوله.
وتابع "إذا سلّمنا بأنّ الجثة تم تسليمها إلى متعاون محلي، فعليكم الكشف عن هويته، وعلى اعتبار أنّ مقتل خاشقجي جريمة سياسية، فيجب إشراك المتورطين بها من الدول الأخرى، في التحقيقات".
ودعا أردوغان إلى "إجراء تحقيق حساس بشأن مقتل خاشقجي من قِبل لجنة عادلة ومحايدة تماماً ولا يشتبه في أي صلة لها بالجريمة".
ذكر الملك سلمان لا ولي العهد
وكانت صحيفة "واشنطن بوست"، التي يكتب فيها خاشقجي مقالات تنتقد النظام السعودي، قد نقلت سابقاً عن مسؤولين أميركيين وأتراك، لم تكشف أسماءهم، أنّ تسجيلات فيديو وأخرى صوتية تثبت أنّ خاشقجي قُتل داخل القنصلية وتم بتر أعضائه. غير أنّ أردوغان لم يأتِ في كلمته على ذكر أي تسجيل صوتي.
وإذ لم يذكر ولي العهد محمد بن سلمان بالاسم أو يشر إليه، قال أردوغان "لن نطمئن نحن والمجتمع الدولي، بأن تُلقى مسؤولية هذه الجريمة على عاتق رجال أمن ومخابرات"، معرباً في الوقت ذاته عن أنّه لا يشك "على المستوى الشخصي في إخلاص خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز".
وقال الرئيس التركي: "إذا وُجِد مشاركون في جريمة قتل خاشقجي من دول أخرى، فيجب تقديمهم إلى المحاكمة"، لافتاً إلى أنّ أنقرة عرضت على السلطات السعودية "محاكمة الثمانية عشر شخصاً في تركيا لأنّ الجريمة وقعت في إسطنبول... لكن القرار لهم".