قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن" كل جهودنا تنصب في سبيل دفع رأس المال الدولي للاستثمار في تركيا، لذلك نقدم كافة أشكال الدعم والضمانات اللازمة".
جاء ذلك في كلمة بافتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان، يوم الإثنين، أشار خلالها إلى أنه أولى أهمية خاصة للاقتصاد خلال جميع الفترات التي تولى فيها مسؤولية القيادة، كرئيس للحكومة ورئيس للجمهورية.
وأضاف: "خلال إنماء وإغناء تركيا ثلاثة أضعاف ونصف الضعف، ضمنا استفادة كافة فئات شعبنا من ذلك، كما أننا كبلد يعمل ويستثمر وينتج ويصدّر ويوظف، وضعنا نموذجًا جديدًا للتنمية".
ولفت إلى أن البلاد شهدت خلال الأعوام الخمسة الأخيرة أحداثًا هامة وكبيرة وتاريخية متتالية. مبينًا أن "مرحلة الكفاح المستمرة التي مرت البلاد بها أظهرت مرة أخرى الحاجة لأن نكون أقوى".
وذكر أن الفترة الحساسة التي يعيشها اقتصاد البلاد، تحولت إلى اختبار ووسيلة أكبر للتمييز بالنسبة للجميع، قائلًا: "نحن أفضل من يعلم ما هي الإصلاحات التي تحتاجها تركيا في المجال الاقتصادي، ومن الواضح تمامًا أن الأحداث التي نعيشها منذ فترة والتي تسببت بارتفاع أسعار الصرف، لا علاقة لها بالواقع الاقتصادي لبلدنا ونواحي القصور فيه".
ولفت أردوغان إلى أن الإدارة الأميركية دخلت في طريق خاطئ عبر العمل على حل المشاكل السياسية والقانونية بين البلدين بلغة التهديد والابتزاز عوضًا عن الحوار.
وبيّن أن أسلوب الإدارة الأميركية الرامي إلى جعل تركيا تدفع الثمن يلحق الضرر الأكبر بالولايات المتحدة على المديين المتوسط والبعيد.
كما أوضح الرئيس التركي أن الولايات المتحدة التي أشعلت حربًا تجارية مع الكثير من البلدان في مقدمتها الصين والاتحاد الأوروبي، فقدت مصداقيتها تمامًا من خلال الممارسات الإضافية تجاه تركيا.
وأردف: "بعد ما حدث معنا، لم يعد من الممكن لأي بلد في العالم أن ينظر بثقة إلى مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة".
وأكد أن الاقتصاد التركي من القوة بحيث لا ينهار أمام مثل تلك التهديدات والهجمات، وأن الغموض الذي تسبب به ارتفاع أسعار الصرف بدأ ينقشع رويدًا رويدًا.
وقال: "لا نقدم أي تنازل مهما صغر حجمه على صعيد انضباط الميزانية، ونقدم على الخطوة تلو الأخرى من أجل تعزيز صورة بلدنا في الأسواق الدولية".
وشدد على أنهم "ينفذون البرامج الرامية إلى تعزيز توازنات الاقتصاد في جميع المجالات بدءًا من التمويل وحتى الاستثمارات، وأن البرنامج الاقتصادي الجديد هو أحد أهم هذه الخطوات".
ونوه أردوغان إلى أنهم يعلمون جيدًا المشاكل التي يعاني منها الشعب من صناعيين وتجار وحرفيين وعاملين بالقطاع الزراعي، وأنهم يتابعون عن كثب ما يعايشه من يعانون من التضخم والفائدة وأسعار الصرف ومن يواجهون صعوبة في تدبير أعمالهم.
وأضاف بهذا الصدد: "لذا ندرك مدى أهمية وإلحاح سلسلة المشاكل التي أدت إليها الضائقة المالية الناجمة عن تقلص مجال المناورة أمام قطاعنا المصرفي، ولدينا تحضيرات وبرامج تهدف إلى حل جميع هذه المشاكل".
وتعهد أردوغان بعدم ترك الصناعيين والتجار والعمال والمواطنين تحت رحمة المرابين عديمي الضمير والأخلاق، والانتهازيين الذين يظهرون في أيام الرخاء ويختفون وقت الشدة.
وأكد أنهم سيتخذون وينفذون كل التدابير اللازمة دون التخلي عن مبادئ اقتصاد السوق الحر، وأنهم أعدوا برنامجًا اقتصاديًّا جديدًا مبنيًّا على التوازن والانضباط والتغيير.
ودعا أردوغان الشعب لأن يتحلى بالصبر وأن يثق ببلده وإدارته. معربًا عن ثقته بأن كل شيء سيكون أسهل من الآن فصاعدًا.
(الأناضول)