بددت شركة الخطوط الجوية التركية الشائعات التي تناولت تأجيل افتتاح مطار إسطنبول الثالث، عبر إعلانها تاريخ وموعد إجراء أول رحلة جوية لطائراتها عبر المطار العتيد.
وأوضحت الشركة اليوم الخميس، أن أولى رحلاتها عبر المطار الجديد ستكون بتاريخ 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، الساعة 11:10 صباحا، من إسطنبول إلى مطار أنقرة الدولي.
وأشارت الشركة خلال بيان اليوم الخميس، إلى أنه من المقرر إجراء رحلات خارجية وداخلية يومية حتى تاريخ 30 ديسمبر/ كانون الأول، إلى أذربيجان وجمهورية قبرص الشمالية، وأنقرة وأنطاليا وإزمير، وبعد انتهاء عملية نقل مطار أتاتورك ستبدأ الشركة بتنفيذ خطتها الجديدة للرحلات عبر المطار الجديد.
وأكد نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، أخيرا موعد افتتاح مطار إسطنبول الثالث في 29 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، معتبرا أن المطار سيكون علامة مسجلة لبلاده وسيرفع من شأنها واعتبارها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد قبل أيام، ردا على ما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية عن تأجيل افتتاح المطار الثالث، أنه لا تأخير بافتتاح المطار الجديد، مؤكدا جاهزية مبنى ومدرجات المطار بشكل كامل.
وفي ما يتعلق بمصير مطار أتاتورك الدولي، بعد افتتاح المطار الثالث، أوضح أردوغان أنه لن يغلق على الفور، وسيتم الانتقال منه إلى المطار الجديد تدريجيا بموجب مرحلة انتقالية.
يُشار إلى أن مطار إسطنبول الثالث سيكون قادرا في المرحلة الأولى على استيعاب 90 مليون مسافر سنويا، حتى تبلغ 150 مليونا في 2023، ليصبح بذلك أكبر مطار في العالم.
وسيتحول مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، منذ 29 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بعد 65 عاما من العمل إلى "مساحة خضراء"، بالتزامن مع افتتاح مطار إسطنبول الثالث، الذي تم إنجاز أكثر من 80 في المئة منه حتى اليوم.
ومن المرتقب أن يفتتح المطار الثالث الذي تزيد تكاليفه عن 14 مليار دولار في منطقة أرناؤوط كوي بإسطنبول، قرب البحر الأسود، ضمن أراضي غابات مملوكة للدولة التركية، على مساحة 7659 هكتارا في موعده المحدد، ليقدم خدماته لـ90 مليون مسافر في المرحلة الأولى، وما يقرب من 200 مليون شخص سنويا، عقب اكتمال جميع مراحله عام 2025، ويوفر 225 ألف فرصة عمل.
وسيحتوي المطار الجديد على 165 جسرا لاستقبال الركاب، وسكة حديد للربط بين جميع أطراف المطار، كما سيضم 6 مدارج لهبوط وإقلاع الطائرات، وسيوفر كراج معاينة لـ500 طائرة في آن واحد، كما سيضم المطار ثلاثة أبراج مراقبة إلكترونية وتقنية، وثمانية أبراج تحكّم، وموقف سيارات يستوعب 70 ألف سيارة.
وتضم إسطنبول حاليا مطارين، أحدهما مطار "أتاتورك" في الشطر الأوروبي، والآخر "صبيحة غوكجن" في الشطر الآسيوي. ومن المنتظر أن يكون المطار الثالث (في الجزء الأوروبي) أكبر مطار في العالم عند استكماله عام 2025.
ومع اقتراب موعد حفل الافتتاح الرسمي، يشهد مطار إسطنبول الجديد زيادة في الاهتمام من المستثمرين الأجانب، الذين يرغبون في حجز أماكنهم في المطار الذي سوف يصبح أكبر مطار في العالم عند اكتماله، وموطنا للعديد من المرافق التي يتوقع أن تحوله إلى مركز مزدحم للأعمال التجارية، وخاصة التي تعتمد على تقديم الخدمات اللوجستية، مراكز المؤتمرات، متاجر البيع بالتجزئة والفنادق.
ومن المقرر، بحسب مصادر تركية، أن يحتوي المطار على فندق مؤلف من 451 غرفة، وسيكون الأكبر في أوروبا من حيث عدد الغرف، كما تم التوصل لاتفاق مع شركة "يوتيل" التي تتخذ من لندن مقرا لها، والتي تدير الفنادق في العديد من المطارات الدولية. ومن المخطط أيضا، أن يمتلك الفندق مطعما من بين أفضل ثلاثة مطاعم في العالم.
ويقول الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "أي جي إيه" لإدارة المطار، قدري سامسونلو: إنه تم توقيع عقد مدته 15 عاما مع شركة "يوتيل".
ويضيف سامسونلو خلال تصريحات سابقة، أنه بعد فترة التقييم المالي تقرر الاتفاق مع شركة "يوتيل" بنموذج ضمان الدخل لمدة 15 عاما، وبهذا سوف تدير "يوتيل" الفندق نيابة عنهم، مشيرا إلى أن هذه الأنواع من الأنشطة التجارية لا تتضمن عادة ضمانا للدخل، إلا أن "يوتيل" وافقت على هذا النموذج بسبب إيمانها بالمشروع وبتركيا، إضافة إلى ما يتعلق بأقل قدر من المخاطر.
ونوه سامسونلو إلى أن "يوتيل" تعمل حاليا في أربعة مطارات، ويصل العدد الإجمالي للغرف في تلك المطارات إلى ذات العدد الذي في مطار إسطنبول، كما أن هذا الاستثمار سوف يضاعف عدد الغرف التي تديرها شركة "يوتيل"، وهكذا سوف تجعل الشركة نفسها أكثر حضورا في مجال إدارة الفنادق في المطارات.
من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة "يوتيل"، هوبرت فيريوت: "سيكون الفندق أول مشروع لنا في تركيا، ونحن نرغب بأن تكون المدن التي نشارك فيها مراكز تجارية قوية، أردنا أن نستثمر في تركيا منذ فترة طويلة، قمنا بدراسة العديد من المشاريع في البلاد سواء داخل إسطنبول أو خارجها، لكن مشروع شركة إدارة المطار الثالث "أي جي إيه" كان مثاليا، هذا المشروع ليس استثنائيا فحسب، بل سوف يضع إسطنبول في قلب مركز السفر العالمي، وفي الوقت ذاته، سيخلق هذا الأمر قيمة مضافة مهمة لعلامتنا التجارية".