وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ردّاً شديد اللهجة للمعارضة التركية، التي قدمت عدة شكايات على مشاركته المكثفة مؤخراً في عدد من الحشود الجماهيرية لحزب العدالة والتنمية، والتي غالباً ما ترافق افتتاح المشاريع الجديدة، وهو ما عدّتْهُ المعارضة مشاركة فاعلة في الدعاية الانتخابية للحزب، بما يخالف الدستور، الذي يفرض على رئيس الجمهورية الحياد تجاه الأحزاب السياسية، قائلاً: "لن تستطيعوا منعي عن الميادين، لن تستطيعوا إسكاتي".
وأضاف أردوغان تعليقا على الشكاوى، التي تقدمت بها أحزاب المعارضة للجنة العليا للانتخابات والتي رفضتها الأخيرة، قائلاً: "يشعرون بالانزعاج إن تجولتُ في تركيا، وإن التقيتُ بالمواطنين، إنهم لا يرون بأن منصب رئاسة الجمهورية هو منصب للأمة، فلا زالوا يرونه كممثل لنظام الوصاية فقط، ولا يتوقفون عن التوجه للجنة العليا للانتخابات مطالبين الأخيرة بمنع الرئيس من الخروج إلى الميادين، والطبيعي أن ترفض اللجنة شكاواهم".
وأشار أردوغان إلى أن نظام الوصاية انتهى مع الانتخابات الرئاسية، التي وقعت في أغسطس/آب الماضي، ووجّه كلامه إلى الجماهير، قائلاً: "إن هذه الوظيفة أنتم من يمنحها. لقد بدأنا مسيرة إنشاء تركيا جديدة، لذلك لا بد لنا من إنشاء دستور جديد يعتمد النظام الرئاسي".
وأكد أردوغان أنه لا يوجد أي فرق بين الأكراد والأتراك، مشددا على وجود تعاون بين الكيان الموازي، في إشارة إلى حركة الخدمة بقيادة الداعية، فتح الله غولان، وحزب العمال الكردستاني، قائلاً: "مع الانتخابات البرلمانية نجد أنفسنا أمام منظر مثير للانتباه، فنجد الكيان الموازي وهو يدعم المنظمة الإرهابية الانفصالية (حزب العمال الكردستاني) وذلك في سبيل إحياء تركيا القديمة، لقد مزقوا الأمة وأوقعوا بين أبنائها، يريدون العودة بنا إلى تركيا الفقيرة".
وهاجم أردوغان قيادات المعارضة، مذكّرا كمال كلجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، بفشله الذريع في إدارة هيئة التأمين الصحي، أما دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية، فذكّره بالفترة التي شارك فيها في الحكومة الائتلافية التي فشلت في إدارة البلاد، قبل وصول العدالة إلى الحكم، قائلاً: "لو أعطيتهم إدارة خمس قرى لأضاعوها".
اقرأ أيضاً الانتخابات التركية في الخارج: حزبا أردوغان والقوميين الأكراد بالصدارة