تجمع آلاف الأتراك من فرنسا وألمانيا وبلجيكا في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، اليوم الأحد، للمشاركة في تجمع ضخم أحياه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تحت شعار "الوحدة ضد الإرهاب"، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وإلى حزب العمال الكردستاني أيضاً، والذي تعتبره أنقرة تنظيماً إرهابياً. ويندرج هذا التجمع ضمن الحملة الانتخابية التي يقودها أردوغان تمهيداً للانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والتي يشارك فيها نحو أربعة ملايين تركي يقيمون في البلدان الأوروبية، وخاصة ألمانيا وبلجيكا وفرنسا.
وبالموازاة مع هذا التجمع الذي أقيم في قاعة "زينيث" الضخمة بحضور نحو 20 ألف شخص، نظم نحو 14 ألف شخص من المعارضين الأتراك وناشطين أكراد مدعومين من منظمات حقوقية وأحزاب يسارية فرنسية تجمعاً مضاداً احتجاجاً على هذه الزيارة، والتي اعتبروها مبادرة استفزازية، في ساحة "كليبير" وسط ستراسبورغ.
واتهم المحتجون أردوغان بانتهاج سياسة قمعية ضد الأكراد وأقليات تركية أخرى وضد المعارضة العلمانية.
وكانت بلدية العاصمة البلجيكية بروكسيل قد رفضت منح أرودغان ترخيصاً بتنظيم تجمع للأتراك في المدينة، على الرغم من أنه يقوم بزيارة رسمية لبلجيكا ابتداء من يوم غد الإثنين وتدوم ثلاثة أيام، ما جعل الرئيس التركي يختار مدينة ستراسبورغ لكونها أيضاً مدينة أوروبية مهمة تحتضن مقر البرلمان الأوروبي وتقطنها جالية تركية كبيرة.
وزادت قوة الوجود الإسلامي التركي الرسمي كثيراً في ستراسبورغ في الأعوام الأخيرة، بفضل نشاط جمعية "ديتيب" التي ترعى شؤون الأتراك الدينية في منطقة ألزاس لورين الشرقية المتاخمة للحدود مع ألمانيا، وتشرف على 64 مسجداً وافتتحت مؤخراً ثانوية إسلامية في المدينة، وكذلك رصدت عدة ملايين من اليورو من أجل مشروع ضخم سيشمل بناء جامعة إسلامية وحياً جامعياً ومرافق مختلفة، وهو المشروع الذي يحظى بدعم الحكومة التركية وتتحفظ عليه السلطات الفرنسية.
ويعوّل أردوغان على حشد تأييد أتراك فرنسا والبلدان الأوروبية الأخرى للتصويت لحزب العدالة والتنمية الحاكم في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وخاصة أن أتراك المهجر محافظون في غالبيتهم ومتعاطفون مع الحزب، وهم يشكلون نحو 8 في المائة من مجموع الناخبين الأتراك، مما قد يؤمن لأردوغان خزاناً مهماً من الأصوات في الاستحقاق المقبل، خصوصاً أن استطلاعات الرأي الأخيرة في تركيا تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية لن يكون الفائز الوحيد في هذه الانتخابات، وقد يضطر إلى التحالف مع أحزاب أخرى لتكوين ائتلاف حكومي.
اقرأ أيضاً: أردوغان: روسيا ترتكب أخطاء جسيمة في سورية