أردوغان في ستراسبورغ لاستمالة الناخبين الأتراك في المهجر الأوروبي

04 أكتوبر 2015
آلاف حضروا تجمّع الرئيس التركي (فرانس برس)
+ الخط -

تجمع آلاف الأتراك من فرنسا وألمانيا وبلجيكا في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، ‏اليوم الأحد، للمشاركة في تجمع ضخم أحياه ‏الرئيس التركي، رجب طيب ‏أردوغان، تحت شعار "الوحدة ضد الإرهاب"، في إشارة إلى تنظيم الدولة ‏الإسلامية "داعش"، ‏وإلى حزب العمال الكردستاني أيضاً، والذي تعتبره أنقرة ‏تنظيماً إرهابياً. ويندرج هذا التجمع ضمن الحملة الانتخابية التي يقودها ‏‏أردوغان تمهيداً للانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في الأول من نوفمبر/ تشرين ‏الثاني المقبل، والتي يشارك فيها نحو أربعة ‏ملايين تركي يقيمون في البلدان ‏الأوروبية، وخاصة ألمانيا وبلجيكا وفرنسا.‏


وبالموازاة مع هذا التجمع الذي أقيم في قاعة "زينيث" الضخمة بحضور نحو ‏‏20 ألف شخص، نظم نحو 14 ألف شخص من ‏المعارضين الأتراك وناشطين ‏أكراد مدعومين من منظمات حقوقية وأحزاب يسارية فرنسية تجمعاً مضاداً ‏احتجاجاً على هذه ‏الزيارة، والتي اعتبروها مبادرة استفزازية، في ساحة "كليبير" ‏وسط ستراسبورغ.
واتهم المحتجون أردوغان بانتهاج سياسة قمعية ‏ضد الأكراد ‏وأقليات تركية أخرى وضد المعارضة العلمانية.‏

وكانت بلدية العاصمة البلجيكية بروكسيل قد رفضت منح أرودغان ترخيصاً بتنظيم ‏تجمع للأتراك في المدينة، على الرغم من أنه يقوم بزيارة ‏رسمية لبلجيكا ابتداء من يوم غد ‏الإثنين وتدوم ثلاثة أيام، ما جعل الرئيس التركي يختار مدينة ستراسبورغ ‏لكونها أيضاً مدينة ‏أوروبية مهمة تحتضن مقر البرلمان الأوروبي وتقطنها جالية ‏تركية كبيرة.‏

وزادت قوة الوجود الإسلامي التركي الرسمي كثيراً في ستراسبورغ في الأعوام ‏الأخيرة، بفضل نشاط جمعية "ديتيب" التي ترعى ‏شؤون الأتراك الدينية في ‏منطقة ألزاس لورين الشرقية المتاخمة للحدود مع ألمانيا، وتشرف على 64 ‏مسجداً وافتتحت مؤخراً ‏ثانوية إسلامية في المدينة، وكذلك رصدت عدة ملايين ‏من اليورو من أجل مشروع ضخم سيشمل بناء جامعة إسلامية وحياً ‏جامعياً ‏ومرافق مختلفة، وهو المشروع الذي يحظى بدعم الحكومة التركية ‏وتتحفظ عليه السلطات الفرنسية. ‏

ويعوّل أردوغان على حشد تأييد أتراك فرنسا والبلدان الأوروبية الأخرى ‏للتصويت لحزب العدالة والتنمية الحاكم في الاستحقاق ‏الانتخابي المقبل، وخاصة أن أتراك المهجر محافظون في غالبيتهم ومتعاطفون مع الحزب، وهم يشكلون نحو ‏‏8 في المائة من مجموع الناخبين الأتراك، مما قد ‏يؤمن لأردوغان خزاناً مهماً من الأصوات في الاستحقاق المقبل، خصوصاً أن ‏‏استطلاعات الرأي الأخيرة في تركيا تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية لن ‏يكون الفائز الوحيد في هذه الانتخابات، وقد يضطر إلى ‏التحالف مع أحزاب ‏أخرى لتكوين ائتلاف حكومي.‏

اقرأ أيضاً: أردوغان: روسيا ترتكب أخطاء جسيمة في سورية