في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ أربعة أعوام، يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غدٍ الثلاثاء، زيارة إلى إيران، تلبية لدعوة نظيره الإيراني حسن روحاني.
ورغم جو التشاحن السياسي، الذي ظهر إلى السطح بين طهران وأنقرة، منذ انطلاق عمليات "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي المسلحة في اليمن، والتي أيدتها القيادة التركية مباشرة، وهو ما أزعج الطرف الإيراني، فإن حضور الملف الاقتصادي ولاسيما الطاقة سيكون حاضرا بقوة في الاجتماعات المرتقبة وفق مراقبين.
فالسفارة التركية في طهران، أعلنت في وقت سابق أنه سيتم بحث العديد من الاتفاقيات التجارية الموقعة بين البلدين، فضلاً عن بحث تطبيق بنود اتفاقية التجارة التفضيلية بينهما.
وأكد رئيس الغرفة المشتركة بين إيران وتركيا في طهران، رضا كامي لـ" العربي الجديد"، أن أبرز الملفات التي ستبحث تتعلق بالاقتصاد.
وقال كامي إن "الظروف المتاحة حالياً، فضلاً عن محاولة إيران الجادة بالانفتاح نحو الآخرين، ونجاحها أخيراً بالإعلان عن تفاهم نووي إطاري في لوزان السويسرية، تجعل كلاً من طهران وأنقرة تركزان خلال هذه المرحلة على الدخول في استثمارات اقتصادية جديدة أكثر فاعلية، رغم خلافات السياسة، فهذا الأمر يصب لمصلحة الطرفين".
وأضاف كامي أن "طهران وأنقرة يتبنيان حالياً نهجاً جديداً يرتكز على الوعي والظروف الراهنة في المنطقة، وسيحاولان الاستفادة قدر الإمكان من الأوضاع، لإيصال حجم التبادل التجاري بينهما إلى 30 مليار دولار".
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن بيان للمركز الإعلامي في الرئاسة التركية، إن أردوغان سيلتقي المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني في طهران.
وفي وقت تشكل فيه مصادر الطاقة أبرز ملفات التعاون بين إيران وتركيا، فمن المتوقع أن يبحث الوفد المرافق لأردوغان اتفاقيات تصدير الغاز الإيراني لتركيا.
وقال كامي، إن أكثر من 80% من حجم المبادلات التجارية بين البلدين تتعلق بالطاقة، وزيارة أردوغان قد تؤثر إيجاباً على هذا التعاون.
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، تانر يلديز، في تصريحات صحافية، أمس، إن من المرجح الانتهاء من النزاع الذي تنظره محكمة التحكيم الدولية بشأن سعر واردات الغاز التركي من إيران بحلول مايو/أيار.
وكانت تركيا أقامت دعوى تحكيم ضد إيران، التي تستورد منها 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، أمام غرفة التجارة الدولية في سويسرا في يناير/كانون الثاني 2012، بعد أن رفضت طهران شكوى أنقرة من أن سعر الغاز أعلى مما ينبغي
اقرأ أيضاً:
إيران تقترب من طيّ نزاع مع تركيا بشأن الغاز