يمعن النظام في ممارساته القمعية بحق السوريين، بغض النظر عن تواجدهم في المناطق الخاضعة لسيطرته أو لسيطرة المعارضة، وتعتبر المناطق المحاصرة نموذجا لقسوة النظام، حيث تختزن آلام ومآسي مئات الآلاف من السوريين، ومنها حي الوعر في مدينة حمص.
يقول المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي"، محمد السباعي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "حصار حي الوعر دخل شهره الرابع على التوالي مع استمرار كل أنواع الحرمان الغذائي والطبي والمعيشي والصحي الذي تفرضه القوات النظامية على 100 ألف مدني محاصر داخل الحي".
ويضيف السباعي: "لكن لهذا الحصار طعم أشد مرارة من باقي الحصارات السابقة؛ فاليوم بات رغيف الخبز مغمّساً بالدم، وبات الحصول عليه يمكن أن يكلّف حياة شخص. فالقوات النظامية هذه الأيام تقوم بالسماح للمدنيين بالذهاب إلى الفرن الآلي للحصول على ربطة خبز واحدة، في ظل سيل من الإهانات والتصرفات التي تهدف إلى إذلالهم، وأحياناً كثيراً يتم إطلاق النار عليهم واعتقال بعضهم، من نساء وأطفال وكبار في السن، كما حصل أمس الاثنين مع المواطن باسل الجحجاح، الذي فقد حياته نتيجة لطلقة دخلت من ظهره لتخرج من صدره، مضحيا بنفسه في سبيل تأمين رغيف خبز لأطفاله".
ويذكر المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي" أن "الحصار القاسي لا يزال يفتك بأهالي حي الوعر، حيث يمنع عنهم أبسط احتياجاتهم المعيشية اليومية من مواد غذائية وطبية ومياه للشرب وكهرباء".
من جهتها، أفادت مصادر من داخل حي الوعر، في حديث مع "العربي الجديد"، طلبت عدم الكشف عن هويتها، بأن "النظام، وبعدما عجز عن كسر إرادة أهالي حي الوعر، عبر الحصار والتجويع، فتح الباب أمامهم إلى الفرن الآلي، الذي يعتبر اليوم المصدر الوحيد لإبعاد الجوع عن الأهالي، لكنه ينتظرهم حتى يتجمهروا بأعداد كبيرة أمام الفرن، وتكون غالبيتهم من الأطفال والنساء، ليمعن في إهانتهم، في المقابل لا يستطيع الشباب الانتقال إليه، لأنهم معرضون للاعتقال من قبل قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه".
وأضافت المصادر أن "القوات النظامية في الفرن لا تقبل أن يصطف الأهالي بانتظام، بل يؤخرون توزيع الخبز، ما يؤدي إلى حالة تدافع، لينهال عليهم مقاتلو النظام بالسباب والشتم والإهانات، التي تصل إلى الضرب في بعض الأحيان"، لافتة إلى أنه "أمام الفرن تمتهن كرامة الجميع، خصوصاً النساء، حيث وقعت العديد من حالات التحرش، وهناك معلومات غير مؤكدة عن وقوع حالات اغتصاب".