أخطاء إملائية بالجملة في كتب وزارة الثقافة المصرية

09 فبراير 2018
أخطاء لغوية وترجمة سيئة في كتب الوزارة (فيسبوك)
+ الخط -
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤخرًا كتابًا ضمن سلسلة "السيرة الذاتية"، كتبه كل من نهى يحيى حقي، ابنة الكاتب الكبير الراحل يحيى حقي، وإبراهيم عبد العزيز، ويتناول الكتاب فصولًا من حياة الأديب الكبير الراحل يحيى حقي.

الكتاب كان من المفترض أن يكون عنوانه "يحيى حقي.. ذكريات مطوية"، ولكن عندما قامت الهيئة بطبعه، خرج الغلاف مكتوباً عليه العنوان التالي "يحيى حقي.. زكريات مطوية"، حيث تم استبدال حرف "الزاي" بحرف "الذال"، وهو الأمر الذي اعتبره مثقفون، خطأ كارثيًا ما كان يجب أن تقع فيه مؤسسة ثقافية عريقة بحجم الهيئة المصرية العامة للكتاب، إحدى أعرق المؤسسات الثقافية في المنطقة، والتي أصدرت مئات الآلاف من العناوين باللغة العربية، والأعمال العالمية المترجمة إلى العربية.

وانتقد مثقفون الخطأ الإملائي الذي وقعت فيه الهيئة، على الرغم من أن عملية طباعة الكتب تخضع لمراحل متعددة من المراجعة اللغوية، وتتم عبر متخصصين، حيث إنه لا يجب بأي حال من الأحوال أن تحدث أخطاء إملائية في متن النص، فما الحال إذا كان الخطأ في عنوان الكتاب!

الهيئة المصرية العامة للكتاب لم تكن الجهة الثقافية الوحيدة في مصر التي أصدرت كتبًا تحتوي على أخطاء لغوية، فالمركز القومي للترجمة وهو إحدى المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة في مصر، والمسؤول عن ترجمة وطبع الأعمال الأدبية العالمية، وقع أيضًا في أخطاء لغوية متعددة عندما ترجم ونشر رواية "غريب في أرض غريبة" - ترجمة نشأت باخوم، حيث جاءت الكثير من الجمل غير مفهومة، ومرتبكة الصياغة. فعلى سبيل المثال كتب المترجم: "لم يطلب أحد ذلك منك، فالأمر كله عمل وفقط، يا إكس الملك، صل على قلبي وليس الموت.

- لا أحب هذا كثيرًا. لو أكون آمنة معك، يجب أن أكون سقطت سهوا. حسنا، وهو كذلك يا إكس الملك".

محمود عبدالرازق جمعة مؤلف كتاب "الأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية" قال لـ"العربي الجديد" إن "المشكلة ليست في الخطأ، فكلنا نخطئ، ولكنها في ورود الخطأ عن الوزارة المنوط بها نشر الثقافة، زِد على ذلك أنه خطأ في كتاب عن أديب كبير كيحيى حقي، مما يعني تفشّي الإهمال في صناعة الكتاب في وزارة الثقافة". وأضاف "المنطقي أنّ الكتاب مرّ على مراجع لغوي، ثم اطّلع المؤلّف على "بروفة" كتابه قبل الطبع، فإن كان الكتاب يُطبَع دون أن يطّلع الكاتب على شكله النهائي ويؤشّر بالموافقة على الطبع، فهذه مصيبة، وإن كان الكتاب مرّ بالمراجع اللغوي، ثم عُرض على الكاتب، فلم يدركا هذا الخطأ، فهذه كارثة".


أما عن مسألة الترجمة الرديئة، فقال جمعة "نجد أن عددًا غير قليل من المترجمين أصبح يستسهل الترجمة على المواقع الإلكترونية، ولا يخفى على أحد أنها شديدة السوء، فنجد في الكتب المترجمة عبارات ركيكة وأخرى غير مفهومة وغيرها لا علاقة له بالسياق العام للكتاب". وتابع "هذا يخصّ المترجم، ولكن كيف ينشر مركز شديد الأهمية كالمركز القومي للترجمة مثل هذه الكتب دون تدقيق أو تحرير؟ يُفترض أن الكتاب مرّ بلجنة للاطّلاع، ثم بمحرر، ثم بمدقق لغوي، فكيف مرّ هذا بهؤلاء دون أن ينتبهوا؟!