أحمد عزمي: الفن المصري لن يتعافى قبل تعافي الاقتصاد

15 سبتمبر 2014
الفن تأثر بشكل كبير بالأوضاع الاقتصادية(getty)
+ الخط -
أكدّ الفنان الشاب أحمد عزمي أن الفن المصري لن يتعافى قبل تعافى الاقتصاد، وإن الأسعار لم تستقر بعد كالسياسة، مشيراً في حوار مع" العربي الجديد" إلى أنه يتابع ما يعانيه المواطن المصري البسيط من ارتفاع للاسعار وصولاً إلى قيمة الجنيه أمام الدولار وتحركهما.

هل تتابع باهتمام كل ما يدور في الجانب الاقتصادي في مصر، أم أن اهتماماتك فقط في التمثيل والفن والأعمال الفنية؟

لا أهتم كثيرًا بالجانب الاقتصادي، غير أنني أتابع كل ما يتابعه المواطن العادي البسيط، من أمور حياتية يومية، بدءاً من ارتفاع الأسعار، وصولاً إلى قيمة الجنيه والدولار وتحركهما، وغيرها من الأمور التي لا تحتاج إلى دراسة، أو فهم أو حتى متابعة مباشرة، فيكفي أن تعيش في مصر بين أحيائها وأبنائها، وفي شوارعها، لكي تشعر بنفسك كيف تتغير وتتبدل الأمور كل يوم، خاصة الأمور المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، فنحن نعيش في تقلب مستمر. 

برأيك هل تتبدل وتتغير الأمور للأسوأ أم للأفضل، وكيف ترى المرحلة المقبلة؟

لم أقصد الإشارة إلى الأفضل أو الأسوأ، أو أن تتبدل الأمور بهذا الشكل، ففي مصر لا تظل الأمور على حالها، بل هي في تقلب واضح، وخصوصاً في الفترة السابقة أو السنوات الأخيرة تحديدًا، فلو تحدثنا عن الأسعار على سبيل المثال، نجد أنها لم تستقر أبدًا، بل تشهد دوما تغيرات وتقلبات، كما هو الحال بالنسبة للأوضاع السياسية التي تتغير بين ليلة و ضحاها، وكل هذه الأمور تدل على أن مصر لم تشهد استقراراً واضحاً بعد، وأعتقد أنها تحتاج إلى فترة للاستقرار، وإن كانت المؤشرات توضح أننا نسير في طريق الاستقرار، وهو ما أتمناه وما يتمناه كل الشعب المصري بلا شك، ولكن ما أقصده أن الحالة التي عاشتها مصر في السنوات الأخيرة، جعلت ما نعيشه من ارتفاع الأسعار وغيرها من الأمور الحياتية اليومية، أمر طبيعي وحتمي، ويجب علينا تقبله لكي نمر من هذه المرحلة بسلام وأمان ونبدأ مرحلة جديدة، نأمل أن نعوض فيها الخسائر.

 برأيك هل تأثرت صناعة الفن بهذه التغيّرات التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الماضية، أم بقي الفن بمنأى عما يجري؟

نعم، وبكل تأكيد تأثرت صناعة الفن، بهذه التغيرات السياسية والاقتصادية، فكل المجالات تأثرت بدون استثناء، فالفن في الأساس يعتمد على الجمهور، ولو كانت الأمور الحياتية للجمهور تمر بأزمات مالية أو حتى نفسية، فإن الفن يتأثر لأن المواطن لن يتابع الأعمال الفنية، وبالتالي فإن الأزمات تنعكس على الفن والفنانين وهو ما حدث بالفعل خلال السنوات الماضية، وعليه تأثرت العجلة الإنتاجية بشكل ملحوظ جداً خلال السنوات الأخيرة، مما جعل بعض الفنانين لا يختفون تماماً عن الجمهور، سواء من جيل الشباب أو الأجيال السابقة، بل انخفضت أعمالهم بشكل أو بآخر، وستجد هناك نماذج عديدة في جميع المجالات لم تستطع الصمود أمام ما نتج عن هذه الفترة من أزمات، فالعديد من القطاعات أصابها انهيار كبير. 

لكنّ هناك عشرات المسلسلات التي تطل علينا في شهر رمضان وهناك الكثير من النجوم الذين يشاركون في هذه الأعمال، ألم تتأثر برأيك الدراما المصرية بالأزمة الاقتصادية في مصر؟

لو قمنا بمقارنة تلك الأعمال الفنية، والمسلسلات والإنتاج الفني، الذي أنتج على مدار السنوات الأخيرة، بما أنتج قبل ما يقارب أربع سنوات تقريباً، سنجد أن ما أنتج في عام واحد قبل أربع سنوات قد يصل إلى نصف ما أنتج خلال السنوات الأخيرة كلها، وبالتالي فإن الإنتاج الفني وإن ظهر على الشاشات لا يزال خجولاً، مقارنة بالسنوات السابقة، والسبب في ذلك يعود إلى الأزمات التي لحقت بمصر، والتي طالت كافة المجالات الحياتية، الاقتصادية والاجتماعية، أثرت بشكل سلبي على نفسية الشارع المصري، والمواطن المصري، وبالتالي انعكست هذه الأزمات الاقتصادية، والمعيشية حتى الاجتماعية على حال المنظومة الإعلامية والإعلانية وحتى شركات الإنتاج، وفي نهاية المطاف، فإننا نجد أن الفنان والممثل من يدفع الثمن، ويقع في النهاية أي تأثير سلبي اقتصادي على الفنان الذي يتأثر بشكل مباشر بكل ما يجري من حوله من أزمات.

 متى سيعود الفن لما كان عليه قبل أربعة أعوام من وجهة نظرك؟

الفن مرتبط ارتباطا وثيقا بالمجتمع والاقتصاد، وبالتالي أعتقد أنه إذا عاد الاقتصاد لسابق عهده، وبدأ بالنمو، واستطاع أن يتخلص من أزمته ويتعافى منها، فبالتأكيد سنرى الإنتاج الفني يتعافى معه، وستعود الأعمال الفنية بشكل لافت، كونها كما ذكرت سابقاً تتأثر بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فإن أي تأثير إيجابي في الاقتصاد من شأنه أن يؤثر إيجاباً على كافة نواحي الحياة، والمجالات الحياتية اليومية، وبالتالي فإن الفن ينتظر عودة الهدوء النسبي إلى الاقتصاد، ليعود أفضل مما كان.
المساهمون