أحلام لاجئ فلسطيني

10 ابريل 2015
من التراث الفلسطيني (العربي الجديد)
+ الخط -


حلمٌ واحد يتشاركه كل لاجئ فلسطيني في مخيمات الشتات وهو العودة إلى الوطن، إلى فلسطين. ورغم كلّ السنين التي مرت عليه وهو مطرود من وطنه، ورغم كل الأجيال التي ولدت بعد النكبة ولم تر فلسطين، إلا أن الحفاظ على التراث الفلسطيني بقي يشكّل الحلم بالعودة وإن طال الزمن.

صبحي عفيفي، رئيس جمعية "أحلام لاجئ" في مخيم شاتيلا بالعاصمة اللبنانية بيروت والتي تضم فرقتين للرقص الشعبي الفلسطيني، وفرقة للأغنية الوطنية الفلسطينية، يقول لـ"العربي الجديد": "تم تأسيس فرقة "أحلام لاجئ" عام 2011 وهي تضمّ فئتين عمريتين، فرقة للصغار من عمر 5 سنوات وحتى 12 سنة، وفرقة للكبار وعددهم 55 شاباً وفتاة، كما توجد فرقة موسيقية للأغاني الوطنية الفلسطينية تضم 8 أعضاء من شباب مخيم شاتيلا، حيث أن فرقة الصغار تضم 30 عضواً والكبار 25 عضواً".

ويُضيف: "يدرّب الفرق ثلاثة مدربين للرقص الفلكلوري والرقص التعبيري والأغاني الوطنية، ولفرقة "أحلام لاجئ" للأغنية الوطنية أغان خاصة عديدة وهي من تأليف الشاعر فلسطيني محمود الباشا من مخيم شاتيلا ويقوم بتلحينها الفنان مصطفى زمزم، كما تقوم الفرقة بتجديد أغاني الثورة الفلسطينية التي اشتهرت في السبعينات والثمانينات، وعندما تؤديها الفرقة تلهب مشاعر الجمهور الفلسطيني وتحرّك الحس الوطني كي يبقى هذا الحس ينبض في قلوب الفلسطينيين".

يلفت عفيفي إلى حرص الفرقة على ارتداء اللباس التراثي الفلسطيني خلال تقديم الرقصات التراثية، فالشباب يرتدون القمباز والشروال والحطة والعقال، أمّا الفتيات فيرتدين الثوب الفلسطيني الأسود والمطرّز باللون الأحمر.

وتشارك فرقة "أحلام لاجئ" بالمناسبات الوطنية كافة داخل مخيم شاتيلا ومنها ذكرى شهداء مخيم شاتيلا، وذكرى يوم الأرض، وإحياء ذكرى شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، كما تشارك "أحلام لاجئ" بنشاطات مع فرق فلسطينية أخرى خارج المخيم في قصر الأونيسكو ومسرح رسالات في بيروت وبنشاطات الجمعيات الأهلية في باقي المخيمات والتجمعات الفلسطينية والمدن اللبنانية.

يؤكّد عفيفي أن الفرق الفنيّة كافة والمدربين متطوعون لا يتقاضون أيّ أجر بالإضافة إلى 48 متطوعاً آخر يعملون مع الفرق في خدمات اجتماعية أخرى تُقدّم في المخيم ويقول: "لأننا موجودون تحت عنوان تفعيل دور المتطوعين في سبيل فلسطين، نقوم بهذه النشاطات باستمرار".

ويُضيف: "الهدف الأساسي للفرقة هو الحفاظ على التراث الفلسطيني كي تتناقله الأجيال حتى لا يندثر، وخاصة في مخيم شاتيلا بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني هنا ولعدم وجود وعي عند البعض، فُقد الحس الوطني لذلك نعتبر أن رسالتنا توعوية أكثر من فنيّة للتمسك بوطنيتنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا وذلك من خلال اللوحات التعبيرية التي تُجسّد حياة الفلسطيني قبل النكبة من رقصات ودبكات تراثية وإحياء عادات العرس الفلسطيني التراثية، فنحن نحثّ الأطفال على التمسك بالأرض والوطن، ولتكون رسالة مقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني".
المساهمون