اعتقال رسام الكاريكاتير المصري أشرف عمر

22 يوليو 2024
خلال السنوات الماضية مرّ أكثر من 300 صحافي بتجربة السجون (أحمد إسماعيل/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **القبض على أشرف عمر:** ألقت قوات الأمن المصرية القبض على رسام الكاريكاتير أشرف عمر من منزله في كومباوند دار مصر بحدائق أكتوبر، واقتادته إلى مكان غير معلوم معصوب العينين، واختفى الكمبيوتر الخاص به وموبايله ومبلغ من المال.

- **ردود الفعل:** طالبت "المنصة" نقابة الصحافيين بالتدخل لضمان سلامة أشرف عمر، وأدانت لجنة الحريات في نقابة الصحافيين المصريين واقعة القبض عليه، مطالبة بالكشف عن مكان احتجازه والإفراج الفوري عنه.

- **وضع الصحافيين في مصر:** يوجد في السجون المصرية 38 صحافياً وصحافية حتى نهاية يونيو/ حزيران، وتراجعت مصر إلى المركز الـ170 من أصل 180 دولة في التصنيف العالمي لمؤشر حرية الصحافة لعام 2024.

ألقت قوات الأمن المصرية القبض على أشرف عمر رسام الكاريكاتير بموقع المنصة فجر يوم الاثنين، من منزله. وبحسب تصريح لزوجته ندى مغيث لـ"المنصة"، فإن قوة أمنية بلباس مدني اقتحمت مقر سكنهم في كومباوند دار مصر بحدائق أكتوبر، وألقت القبض على أشرف في الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم الاثنين، واقتادته إلى مكان غير معلوم، لكنها كانت في منزل والدها حينها. وتابعت مغيث: "بمراجعة كاميرا مراقبة العقار؛ تبين أن مجموعة من الأشخاص في سيارتين ميكروباص دخلوا العقار، وبعد نحو 40 دقيقة خرج أشرف عمر معهم، معصوب العينين. كما لاحظت عند عودتها إلى الشقة اختفاء الكمبيوتر الخاص به وموبايله ومبلغ من المال. بينما كانت نظارته الطبية وسلسلة مفاتيحه موجودة".

وقالت مغيث إنها ستنتظر الـ24 ساعة المقبلة التي نص عليها القانون لتقدم بلاغاً للنائب العام باختفائه.

وطبقاً لما نشره "المنصة"، بدأ أشرف عمر تعاونه معها مؤخراً، حيث نشر له بعض الرسومات، منها ما كان يتندر على أزمة انقطاع الكهرباء وإمكانية تشغيل المونوريل وتصفية أصول الدولة في ظل قلّة الموارد.

وأكد "المنصة" أنه أرسل خطاباً إلى نقابة الصحافيين مطالباً إياها بالتدخل لضمان سلامته ومعرفة مكانه وتمثيله قانونياً، ومنع السلطات من البطش بالصحافيين والتعامل معهم خارج إطار القانون. وطالب الموقع النائب العام باستجلاء موقف الصحافي أشرف عمر وإعلان مكان احتجازه والتُهم المنسوبة إليه وتمكين محاميه من مقابلته.

من جهتها، أدانت لجنة الحريات في نقابة الصحافيين المصريين إلقاء أجهزة الأمن القبض على أشرف عمر، مطالبة السلطات بالكشف عن مكان احتجازه، وملابسات القبض عليه، والإفراج الفوري عنه. وقالت اللجنة إن "واقعة اعتقال عمر هي الثانية لاستهداف وملاحقة الصحافيين خلال أسبوع، بعد إلقاء القبض على الصحافي خالد ممدوح، الذي كان يعمل مديراً لتحرير قناة (إم بي سي مصر)، وظل مختفياً عدة أيام، ومحتجزاً من دون وجه حق، قبل أن ظهوره أمام نيابة أمن الدولة أمس الأحد، وحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1282 لسنة 2024".

وشددت اللجنة على "كامل تضامنها مع عمر، وتضامنها مع حقه في ممارسة عمله الصحافي الذي يعتمد على رسم الكاريكاتير، حيث نشر مؤخراً بعض الرسومات حول أزمة انقطاع الكهرباء، وغيرها من الأزمات الاقتصادية التي تواجه المصريين، وهو ما يعتبر حقاً أصيلاً للصحافي بتعبيره عن معاناة المواطنين من خلال رسوماته". وأضافت أن "نقيب الصحافيين، خالد البلشي، تقدم ببلاغ إلى النائب العام للكشف عن مكان احتجاز عمر، وملابسات القبض عليه، مطالباً بالإفراج عنه كغيره من الصحافيين المحبوسين في قضايا رأي، وإيقاف القبض عليهم".

ويوجد في السجون المصرية وحتى نهاية شهر يونيو/ حزيران، 38 صحافياً وصحافية، وسط ظروف احتجاز غير مناسبة، بينهم تسعة من أعضاء نقابة الصحافيين، بحسب التقرير الأخير الصادر عن المرصد العربي لحرية الإعلام. وأنهى كثيرون منهم مدد الحبس الاحتياطي القانونية (سنتين) ولكن السلطات الأمنية أعادت تدويرهم على اتهامات جديدة من داخل محبسهم، حيث قضى بعضهم حوالي عشر سنوات في الحبس الاحتياطي لم توجه إليهم اتهامات خلاله كما لم يحالوا إلى القضاء، بحسب المرصد. 

وخلال السنوات الماضية، مر أكثر من 300 صحافي بتجربة السجون سواء عبر قضاء أحكام بالحبس أو قرارات حبس احتياطي تفاوتت مدتها. وحلت مصر في المركز الـ 170 من أصل 180 دولة في التصنيف العالمي لمؤشر حرية الصحافة لعام 2024، بعد تراجعها أربعة مراكز عن العام الماضي. كما اعتبرت "مراسلون بلا حدود"، مصر من أكبر السجون في العالم للصحافيين، وأضحت بعيدة عن آمال الحرية التي حملتها ثورة 2011.

المساهمون