تصاعد التوتر بين عدد من الأحزاب الكردية ورئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على خلفية الأزمة المتعلقة برواتب قوات "البشمركة" الكردية وخلافات أخرى.
وفي الوقت الذي قاطعت أربعة أحزاب كردية اجتماع العبادي بالكتل السياسية في بغداد ليل الأحد، حضر "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني.
وقال مصدر سياسي عراقي مطلع، اليوم الإثنين، إن خلافات عميقة نشبت بين "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"حركة التغيير" و"كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني"، وكتلة "الجماعة الإسلامية" الكردستانية من جهة، ورئيس الوزراء العراقي من جهة أخرى، مبيناً، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن سبب الخلافات هو "مماطلة الأخير في مسألة دفع رواتب ومستحقات قوات "البشمركة" الكردية، فضلاً عن أسباب سياسية واقتصادية أخرى".
إلى ذلك، دعت النائبة الكردية، أشواق الجاف، رئيس الوزراء العراقي إلى النزول مما سمته "برجه العاجي" والتعامل بالمثل مع القوى السياسية، التي قالت إنها كانت سبباً في وصوله إلى رئاسة الحكومة، مؤكدة، في تصريح صحافي، وجود عدد من المناشدات التي تقدم بها الأكراد إلى العبادي من خلال وسائل الإعلام، أو الكتب الرسمية، من إجل "إنصاف الشعب الكردي، والتعامل معه وفقاً للدستور والقانون، من خلال صرف مستحقات الفلاحين وموظفي الإقليم و(البشمركة)".
وأصدرت الكتل السياسية الكردية الأربع المقاطعة لاجتماع العبادي، ليل الأحد، بياناً مشتركاً أكدت فيه أن مقاطعتها جاءت بسبب "طعون الحكومة الاتحادية على عدد من فقرات الموازنة المتعلقة برواتب القوات الكردية، وتخصيصات محافظة كركوك ومدينة حلبجة".
وانتقد البيان "استثناء العبادي مزارعي إقليم كردستان من مبالغ المخصصات التي تمنح للفلاحين في بقية المحافظات العراقية، فضلاً عن استقطاع الحكومة العراقية للمبلغ المخصص لشراء الأدوية في الإقليم"، مطالباً رئيس الوزراء العراقي بـ"مراجعة" هذه القرارات التي وصفها بـ"غير المنصفة".
بموازاة ذلك، تجري أحزاب كردية اتصالات فيما بينها لتجاوز خلافاتها وتوحيد مواقفها تجاه الحكومة العراقية.
ونقلت وسائل إعلام كردية عن عضو برلمان إقليم كردستان، فمان فيصل، اليوم الإثنين، كشفه عن لقاءات مرتقبة تجمع "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، في محاولة لحل المشاكل السياسية في الإقليم، مؤكداً أن "المرحلة الحالية تتطلب اتفاق جميع الأحزاب في الإقليم".
ولفت فيصل إلى أن "الأحزاب الكردية توصلت إلى قناعة أنها لا تستطيع عمل شيء بمفردها دون التقارب مع بعضها، لذلك ازدادت المساعي في الآونة الأخيرة من أجل تقاربها".
يشار إلى أن خلافات عميقة نشبت، العام الماضي، بين حزبي "الاتحاد الوطني" و"التغيير" من جهة، و"الحزب الديمقراطي" من جهة أخرى، على خلفية تمسك الأخير بمسعود البارزاني رئيساً لإقليم كردستان على الرغم من انتهاء ولايته.