وقالت مصادر برلمانية إن نواب التحالف قاموا بجمع عشرات التواقيع المطالبة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بالموافقة على عقد مؤتمر دولي يدعو لاحترام السيادة العراقية.
وبينت المصادر لـ"العربي الجديد" أن المطالبين بعقد المؤتمر يريدون خروج القوات الأجنبية، وإنهاء الانتهاكات الأميركية التي بدأت بقصف مقرات لمليشيات "الحشد الشعبي" على الحدود العراقية السورية، ثم اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس مليشيات "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، في بغداد، مع اعتقادهم بأن ذلك تسبب برد صاروخي إيراني على قواعد عراقية تستضيف قوات أميركية.
كما أشارت المصادر إلى وجود رغبة بالتصدي للوجود الأميركي في العراق عن طريق الضغوط والحلول الدبلوماسية، موضحة أن ممثلي "الفتح" في البرلمان هدأوا مؤخرا من خطابهم الذي كان متشنجا وداعيا إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن، وبدأوا يبحثون عن مخارج سياسية للأزمة.
ولفتت المصادر إلى أن الغاية الأكبر من عقد مؤتمر "السيادة" ستكون الدعوة إلى إنهاء الوجود الأجنبي، والأميركي تحديدا، في العراق مع وقف فوري لنشاط الطيران الأميركي.
وحصل "العربي الجديد" على مجمل تواقيع النواب الداعين للمؤتمر، الذي تأمل الجهات الداعمة له بمشاركة دول عربية وأجنبية فيه، حين يعقد في بغداد بأقرب وقت ممكن.
يأتي ذلك في وقت يؤكد فيه نواب عن تحالف "الفتح" وجود اتفاق بين فصائل مسلحة عدة، على منح الحلول السياسية الأولوية في قضية إخراج الأميركيين من العراق، ويعد ذلك تحولا في موقف القوى والمليشيات المدعومة من إيران التي كانت تطالب بإخراج القوات الأميركية بقوة السلاح.
وتدعم الكتل "الشيعية" البرلمانية إخراج القوات الأميركية، إلا أن القوى الكردية و"السنية" تعارض ذلك بشدة.
وقال عضو البرلمان العراقي عن القوى الكردية سليم همزة إن حكومة إقليم كردستان لا تؤيد خروج القوات الأميركية والتحالف الدولي من العراق في الوقت الحاضر، مبينا أن تصويت البرلمان على إخراجها تم من قبل طرف واحد، ولفت إلى أن وجود القوات الأجنبية أمر ضروري بسبب استمرار خطر تنظيم "داعش" الإرهابي.
كما اعتبر عضو البرلمان عن "تحالف القوى"، يحيى المحمدي أن قرار البرلمان بإخراج القوات الأميركية كان متسرعا، مشددا على ضرورة وجود دراسة معمقة لمثل هذا القرار.
لكن النائب عن "الفتح" حامد الموسوي قال إن "فصائل المقاومة" عقدت اجتماعا نتجت عنه عدة قرارات مهمة، من بينها تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم جميع الفصائل المسلحة العراقية، مؤكدا خلال تصريح صحافي أن هذه الفصائل تركت المجال لما وصفها بـ"المقاومة السياسية" للدفع باتجاه إخراج القوات الأميركية من العراق.
وبيّن الموسوي أن المليشيات العراقية قررت منح الحكومة والبرلمان الفرصة الكافية لحماية السيادة العراقية، مشيرا إلى وجود اتفاق على عدم حدوث أي خرق، وعدم التصرف بشكل فردي لأي فصيل مسلح من دون أن يكون لهذا التصرف غطاء سياسي.
وتابع قائلا "بعد أن يتم استنفاد جميع الخيارات السياسية سيكون لنا حينها قرار آخر مشترك من أجل إخراج المحتل"، مشددا على ضرورة رحيل أي طرف لا يعترف بالسيادة العراقية.