وقد شهدت العملية العسكرية، فجر الاثنين، تصعيداً لعدوان الاحتلال، مع توقع أن تعرف المزيد من الاعتداءات، اليوم الاثنين، مع إعلان حكومة بنيامين نتنياهو عن عقد اجتماع طارئ لها لاتخاذ قرارات تتعلق بحملة الضفة، على خلفية اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل.
وبعيد منتصف ليل الأحد ــ الاثنين، وبعدما طوّقت قوات الاحتلال الضفة الغربية المحتلة من معظم الجهات، اجتاحت آلياتها مدن جنين ونابلس الله وطولكرم ونفّذت عمليات قتل واعتقال واسعة النطاق، فقتلت الشاب أحمد عرفات صبارين (23عاماً) من مخيم الجلزون شمال رام لله، بعد اقتحام جيش الاحتلال للمخيم، وجرح شابين آخرين. وجرى اعتقال 11 مواطناً في اقتحام المخيم، واندلعت إثر ذلك مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال.
ومن أبرز السياسيين الذين اعتقلتهم قوات العدو يوم الأحد، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، عبد العزيز دويك، من الخليل، وكلاً من النواب باسم الزعارير، وعزام سلهب، ومحمد الطل، بحسب ما كشفه مدير مركز "أحرار" فؤاد الخفش لـ"العربي الجديد". قيادات "حمساوية" أخرى اعتقلتها قوات الاحتلال عُرف منهم حتى الآن أنس رصرص، والشيخ جواد بحر، وجاسر قطيل، وتحسين الجعبة، والشقيقين أديب وأمين القواسمي، ومحمد اقطيل، ومنذر حريز، والشيخ ماهر الخراز، وعيسى مسيمي، ورامي سليمان، ومحمد خليفه.
كل ذلك على وقع عملية إنزال نفذتها طائرة إسرائيلية في منطقة تقع جنوب شرق بيت لحم.
كما داهمت قوة من المستعربين، التابعة لقوات الاحتلال، بسيارات تحمل لوحات أرقام فلسطينية، منزل الأسير المحرر أكرم القواسمي، في دير بحة، غرب الخليل، وفجّرته، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجراح، بينهم طفل القواسمي، محمد.
وأفادت مصادر محلية، "العربي الجديد"، بأن "قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان". وأوضحت أن "السيارة التي تحمل اللوحة الفلسطينية، اقتربت من المنزل، وقامت بتفجير أبوابه، قبل وصول تعزيزات كبيرة من قوات الاحتلال إلى المكان، ومعها سيارة إسعاف، بعد دقائق قليلة".
وكانت مصادر خاصة في الإرتباط الفلسطيني، قد أكدت تحويل جيش الاحتلال، مدينة نابلس، إلى منطقة عمليات عسكرية مفتوحة. وأشارت مصادر محلية من قرية تل، جنوب غرب نابلس، لـ"العربي الجديد"، إلى أن قوات معادية كبيرة اقتحمت القرية، وحولت مدرسة الإناث فيها لثكنة عسكرية، جمعت فيها العشرات من الشبان واستجوبتهم، قبل أن تعتقل عدداً منهم وتنقلهم إلى جهة مجهولة.
وحلّقت الطائرات الإسرائيلية العسكرية بكثافة في الخط الغربي للخليل، كما تمركزت مجموعات كبيرة من قوات الاحتلال، بشكل مكثّف، في الجبال الواقعة بالقرب من بلدتي ترقوميا وإذنا، غرب الخليل، حيث تم إغلاق الحاجز العسكري الإسرائيلي بشكل كامل.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من مدخلها الشمالي، وداهمت منطقة باب الزقاق، وقامت بحملة تفيتش واسعة للمحال التجارية والمواطنين الذين صودف وجودهم في المكان.
وقال الصحافي فادي العصا، لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتلال يمنع المواطنين من الدخول أو الخروج من مدن وقرى وبلدات جنوب وغرب بيت لحم". كما ادّعى الاحتلال، أنه تمّ إطلاق 20 رصاصة على حاجز عسكري، غرب مدينة بيت جالا، من قبل سيارة مسرعة"، فاقتحمت قواته بيوت البلدة وقامت بتفيشها.
وفي مدينة رام الله، اندلعت مواجهات بين جنود الاحتلال والشبان الغاضبين في بلدة بيتونيا، غرب رام الله، مساء الأحد. وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن "الشبان الغاضبين هاجموا عشرات المركبات العسكرية، التي خرجت من معسكر عوفر الاحتلالي، المقام على أراضي البلدة".
و"عوفر" تستخدمه قوات الاحتلال كمعتقل للفلسطينيين، وكمركز تحتفظ فيه باحتياطي عسكري من مركبات وجنود. كما اقتحمت قوات الاحتلال أحد المحال التجارية في بيتونيا، وصادرت الكاميرا الخاصة به، واقتحمت حي الجنان في البيرة.
وفي السياق، شهدت الحواجزالعسكرية على مداخل رام الله تعزيزات عسكرية وتفتيش لسيارات المواطنين.
وفي مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، انتشر عشرات المستوطنين الإرهابيين قرب الحواجز العسكرية "زعترة" و"حوارة"، التي تفصل نابلس عن رام الله، واعتدوا بالحجارة على سيارات المواطنين الفلسطينيين، ووجّهوا لهم الشتائم والتهديدات بالقتل.
كما عزّزت قوات الاحتلال وجودها العسكري على مداخل نابلس وجنين، وأغلقت مدخل مدينة قلقيلية بالمكعبات الإسمنتية بشكل كامل.
وكانت الاعتداءات الإسرائيلية قد شهدت تصعيداً منذ أبلغت سلطات الاحتلال، الأمن المركزي التابع للسلطة الفلسطينية، ضرورة الانسحاب من الخليل ومناطق أخرى، واستفاق الفلسطينيون صباح الأحد على حملة اعتقالات ومداهمات كثيفة. كما عرف قطاع غزة غارات على مواقع للمقاومة، واكبتها حملة تصعيد سياسي في إسرائيل، ودعوات لاجتياح الضفة بحجة استرجاع المستوطنين الثلاثة المختفين.