تنظر أسواق المال الأميركية بإيجابية تجاه احتمال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، حتى وإن كان ذلك سيعني زيادة الضرائب وعودة الإجراءات المقيدة لعمل المصارف والشركات المالية التي لا يحبذها الأثرياء ورجالات الطبقة الارستقراطية في أميركا. وربما سيواجه ترامب معركة تصفية حسابات في هذه الانتخابات مع كبار أثراء أميركا.
ويرى مصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري، في تقرير بهذا الشأن، أن خسارة ترامب ستعني تراجع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بحوالى 20 نقطة، ولكن هنالك مصارف أخرى ترى أن فوز بايدن لا يعني خسارة أسواق المال، من بين هذه المصارف مصرف "مورغان ستانلي"، الذي أعلن ذلك في مذكرة للعملاء.
ويعتقد مورغان ستانلي أن سياسات التحفيز المالي التي ينفذها مصرف الاحتياط الفدرالي (البنك المركزي الأميركي)، وهي السياسات المهمة لدعم الاقتصاد وسوق وول ستريت ستستمر بغض النظر عمّن سيفوز بالانتخابات المقبلة. وذلك ببساطة لأن جائحة كورونا وتداعياتها السلبية ستفرض على الرئيس المقبل مواصلة دعم الشركات والمصارف في إطار محاولات إنعاش الاقتصاد الأميركي.
وحتى الآن يتقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن في استفتاءات الرأي بنسبة كبيرة بلغت 14 نقطة مقارنة بالرئيس ترامب، حسب موقع "بريدكت إت" الأميركي، وهو ما يتوافق مع معظم مراكز استفتاءات الرأي الأخرى في البلاد.
وعلى الرغم من أن نتائج استفتاءات الرأي لم تترجم إلى واقع في انتخابات العام 2016 التي فاز فيها ترامب وكانت ترجح فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، إلا أن نسبة صدقها في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي باتت على الأبواب تبدو كبيرة بسبب ضخامة الأزمات التي أوقع ترامب بلاده فيها داخلياً وخارجياً وأن معالجتها ستحتاج إلى رئيس جديد.
على رأس هذه الأزمات التصرفات اللاأخلاقية للرئيس ترامب أثناء احتجاجات "بلاك لايفز ماترغلوبال نيتويرك"على مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد تحت ركبة شرطي أبيض، وهي تصرفات تؤجج نيران العنصرية وتهدد بالتالي الاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي في بلد متعدد الثقافات والأعراق.
على صعيد وول ستريت، من الناحية التاريخية أثبت أداء سوق وول ستريت ومنذ العام 1945، أنه غير مهتم كثيراً بمن سيفوز بالانتخابات الأميركية بقدر ما يهمه من سيسيطر من الحزبين الكبيرين على مجلسي النواب والشيوخ، لأن السيطرة على المجلسين تعني سهولة اتخاذ القرار المالي والاقتصادي بالبلاد.
وفي هذا الشأن، تشير بيانات شركة "داتا تريك" الأميركية إلى أن الشركات المسجلة في السوق الأميركي تحقق ارتفاعاً في مؤشراتها وكذا في العائد على الدخل، حينما يتمكن الحزب الفائز في الانتخابات الرئاسية من السيطرة على المجلسين، وذلك حسب بيانات وول ستريت منذ العام 1945.
في هذا الصدد، يلاحظ محلل أسواق المال بشركة "داتا تريك" الأميركية، نيكولاس كولاس، أنه "منذ العام 1945 فإن مؤشر ستاندرد آند بوورز حقق ارتفاعاً بنسبة 16% حينما فاز الحزب الجمهوري وسيطر على مجلسي النواب والشيوخ، كما حقق المؤشر كذلك ارتفاعاً بنسبة 14.4% في المائة حينما فاز الحزب الديمقراطي وسيطر على المجلسين"، وبالتالي ليس هنالك فارق كبير في أداء السوق بين الحزبين".
على صعيد الأثرياء في الولايات المتحدة، يلاحظ أن ترامب خلق عداوات مستفحلة مع العديد من رؤساء الشركات الأميركية، مثل مؤسس شركة أمازون ومالك صحيفة "واشنطن بوست"، جيف بيزوس، ضمن حملة تصفية الحسابات العنيفة مع العديد من مليارديرات أميركا الذين كان يناصبهم العداء حتى قبل ترشحه للرئاسة، أو الذين أزعجتهم تعليقاته غير المنضبطة بشأن الصين والمكسيك والعديد من حلفاء أميركا في التجارة، مثل اليابان وأوروبا. وكذا بالنسبة للعديد من الشركات العالمية الكبرى المتعددة الجنسيات التي لها مصالح ومقار في الصين.
وبناء على هذه العداءات، من المتوقع أن يلقي المليارديرات ورؤساء الشركات الكبرى بثقلهم المالي وراء حملة المرشح الديمقراطي بايدن في هذه الانتخابات، خاصة شركات التقنية الأميركية الكبرى المتضررة بشكل مباشر من سياسات ترامب التي قد تحرمها في المستقبل من السوق الاستهلاكي الضخم في الصين.
وبالتالي يشير محللون إلى أن العديد من أثرياء الولايات المتحدة ربما سيدعمون بقوة حملة جو بايدن والتضحية ببعض الخسائر في الضرائب.
على الصعيد الانتخابي، يرى العديد من خبراء الحملات الانتخابية أن الأموال التي جمعتها منظمات محاربة العنصرية والتي قاربت المليار دولار، ستدعم بشدة حملة بايدن الانتخابية وسط العداء الواسع للجماعات العرقية غير البيضاء وعلى رأسها السود للرئيس ترامب.
وبناء على هذه العداءات، من المتوقع أن يلقي المليارديرات ورؤساء الشركات الكبرى بثقلهم المالي وراء حملة المرشح الديمقراطي بايدن في هذه الانتخابات، خاصة شركات التقنية الأميركية الكبرى المتضررة بشكل مباشر من سياسات ترامب التي قد تحرمها في المستقبل من السوق الاستهلاكي الضخم في الصين.
وبالتالي يشير محللون إلى أن العديد من أثرياء الولايات المتحدة ربما سيدعمون بقوة حملة جو بايدن والتضحية ببعض الخسائر في الضرائب.
على الصعيد الانتخابي، يرى العديد من خبراء الحملات الانتخابية أن الأموال التي جمعتها منظمات محاربة العنصرية والتي قاربت المليار دولار، ستدعم بشدة حملة بايدن الانتخابية وسط العداء الواسع للجماعات العرقية غير البيضاء وعلى رأسها السود للرئيس ترامب.