مصر: أبو هشيمة ينضم لحزب "غرفتين وصالة" تحت ستار التعددية

05 مارس 2020
أبو هشيمة عين نائباً لرئيس الحزب للشؤون البرلمانية (إنترنت)
+ الخط -
في إطار سياسة توزيع الأدوار التي ينتهجها النظام المصري للإيحاء بأن هناك حياة سياسية في البلاد بعد تأميم المجال العام بعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن رجل الأعمال المعروف أحمد أبو هشيمة، الخميس، انضمامه إلى حزب "الشعب الجمهوري"، وهو أحد الأحزاب التي يُطلق عليها في مصر "غرفتين وصالة"، للدلالة على عدم وجودها في الشارع، أو معرفة المواطن بها.

وقال أبو هشيمة، في تصريحات نشرها عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، إنّ "الدولة المصرية لا تحتاج إلى الصوت أو الحزب الواحد، وإنما تحتاج إلى التعددية والمنافسة الشريفة في كل المجالات، وأولها الحياة الحزبية"، مستطرداً "المنافسة هاتخلي كل حد فينا يطلع أحسن ما عنده، وفي النهاية هاتبقى مصر هي المستفيدة. وعشان كده أنا اخترت الانضمام لحزب الشعب الجمهوري".

وحزب "الشعب الجمهوري" هو أحد الأحزاب "الكارتونية" التي جرى تأسيسها في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، وبالتحديد في 12 سبتمبر/ أيلول من عام 2012، حتى يكون أحد مكونات ما يُعرف بـ"جبهة الإنقاذ الوطني"، التي كانت تضم العديد من الأحزاب والحركات السياسية متباينة الاتجاهات، ومهدت للإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطياً من الحكم بواسطة الجيش في 3 يوليو/ تموز 2013.


وأضاف أبو هشيمة أن الحزب يضم كوادر سياسية "محترمة" و"مخضرمة"، منها رئيس الحزب حازم عمر (كادر سابق في الحزب الوطني المنحل)، وأمينه العام صفي الدين خربوش (وزير الشباب الأسبق بعهد الرئيس المخلوع حسني مبارك)، ويضم 12 نائباً تحت قبة البرلمان، متابعاً "أهداف الحزب تتفق مع رؤيتي بشكل كبير، خاصة في موضوع الشباب، والخدمة المجتمعية التي يعتبرها الحزب إحدى أولوياته".
وادعى أن الحزب مهتم مثله بـ"الرأسمالية المجتمعية"، وأيضاً بملف الشباب، الذين دعاهم للانضمام إلى الحزب من أجل استغلال الفرصة وخلق حياة سياسية حقيقية، مضيفاً أنه "ليس في مصلحة أحد العودة إلى حياة الحزب الواحد، لأن ذلك كان يساعد في استقطاب الجماعات المتطرفة للشباب، وتوريطهم في عمليات إرهابية"، على حد تعبيره.

وأصدر حزب "الشعب الجمهوري" قراراً بتعيين أبو هشيمة نائباً لرئيس الحزب للشؤون البرلمانية، وهو ما يمهد لخوضه انتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها في النصف الثاني من العام الجاري، بنسبة 75 في المائة للقوائم المغلقة المطلقة و25 في المائة للنظام الفردي، مع العلم أن الحزب هو أحد مكونات ما يسمى "ائتلاف دعم مصر" المشكل بمعرفة المخابرات العامة، ويمتلك الأغلبية في البرلمان الحالي.

وأبو هشيمة كان أحد الممولين الرئيسيين لحزب "مستقبل وطن" المدعوم من السلطة الحاكمة، والذي من المرتقب أن يشكل قائمة انتخابية موحدة في الانتخابات المقبلة للاستحواذ على الأغلبية الكاسحة من المقاعد، بحيث تضم هذه القائمة مجموعة من الأحزاب الموالية للنظام، على غرار "المصريين الأحرار" و"الوفد الجديد" و"حماة الوطن" و"المؤتمر" و"الحرية" و"الشعب الجمهوري".

وفي نهاية عام 2017، استحوذت شركة "إيغل كابيتال للاستثمارات المالية" التابعة لجهاز المخابرات العامة، وتترأس مجلس إدارتها وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد، على حصة أبو هشيمة في شركة "إعلام المصريين للتدريب والاستشارات الإعلامية"، المالكة لمجموعة قنوات "أون إي" و"الحياة"، ومواقع إلكترونية عدة، أبرزها "اليوم السابع" و"صوت الأمة".