أبو نعمة... غناء تحت الطلب

30 اغسطس 2016
لا تتوفر الاستديوهات المُجهزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يقف يوسف أبو نعمة (22 عاماً) خلف الميكروفون، يصدح بصوته الجبلي، بأغنية ينشد في نصّها "جمّعنا القدر الليلة وإيديكي صاروا بإيديي"، واحدة من الأغاني التي أنتجها حديثاً. يُهدي كلماتها لعروسين، كانا قد طلبا أغنية تخصهما في حفل زفافهما. نمطٌ جديدٌ يتّبعه الفنان في توفير مصدر دخل له، إذ يقوم بتلحين وأداء أغنية خاصّة لمناسبة معينة لعروسين مثلاً.

ويعتمد أبو نعمة في سياق كلماته، على ذكر أسماء العروسين اللذين طلبا الأغنية، وذلك بعد أن لاقى هذا النمط من الإهداءات رواجاً بين الغزيين. ويقول لـ"العربي الجديد"، إنه لم يكن يُفكّر في الغناء في هذا النمط من الأغاني، لولا تشجيع الناس وحثهم عليه بطلب بعض الأغاني التي تُهدى للعروسين.
ويبين الفنان الشاب، أنّه تخرّج من الجامعة العام الماضي، حاملاً شهادة في تخصص الوسائط المتعددة، لكنه لم يركن يوماً إلى أن الوضع الاقتصادي الذي يمر به قطاع غزة، سوف يساعده في الحصول على فرصة عمل في مجال تخصصه، في ظلّ تفشي البطالة، وتوسع رقعة الخريجين العاطلين عن العمل، وعدم وجود فرص عمل قادرة على استيعاب هذه الكمية الهائلة من الشباب.
ويضيف أبو نعمة، من حي التفاح شرق مدينة غزة، أنه كان يعمل في مجال الغناء في بعض الحفلات والمهرجانات الخاصة، ضمن فرقة تحيي بعض المناسبات وتنشد الأغاني الوطنية، قبل أن يضيف لنفسه نمطاً جديداً من العمل في غناء الإهداءات التي تخصّ العرسان.

ويقول لـ"العربي الجديد": "دائماً ما كان الناس يحثونني على العمل في مجال الأفراح وتجربة نمط الإهداءات للعروسين اللذين يرغبان في أغنية خاصة تحمل اسميهما. فقررت خوض التجربة، وسجّلت أول أغنية تحمل اسم "جمعنا القدر"، والتي عادت عليّ بما يقارب الـ20 طلباً لتجهيز أغان أخرى، خلال أسبوع ونصف من نشرها".

ويتمثل النمط الذي يتبعه أبو نعمة في عمله، على توظيف أسماء العروسين في سياق كلمات الأغنية، مقابل مبلغ مالي، لا سيما أنه يعمل كذلك على إنتاج أغان كاملة بكلماتها وألحانها، تكون خاصة بالعروسين، في حال طُلب ذلك، الأمر الذي يعتبره مصدراً للرزق له في ظل انعدام الفرص الأخرى بغزة.

ويستعين أبو نعمة في إنتاج أعماله ببعض الشعراء المختصّين بكتابة الكلمات، بالإضافة إلى الملحنين الذين يقومون بدورهم مقابل أجر مادي، إلى تسجيله الأغنية، حتى إنتاج الأغنية ومنتجتها. أمرٌ ليس بالسهل أبداً، إذ استُغرِق مثلاً شهرٌ كاملٌ في إنتاج أغنية "جمّعنا القدر".
ويواجه الفنان الفلسطيني تحديّاً في أزمة الكهرباء التي تعيق عمله أثناء تسجيل الأغاني، خاصة في ظل كم كبير من الطلبات التي ينتظرها طالبوها، والتي لا تحتمل التأجيل، إضافة إلى عدم توفّر استوديو خاص به، وقلة عدد انتشار الاستوديوهات المزودة بأحدث التقنيات والأدوات اللازمة لعمله في غزة. ويتمنى أبو نعمة أن يحظى بفرصة تمثيل القطاع ضمن المسابقات الغنائية الدولية، والعمل خارجه، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عشر سنوات، والمؤدي إلى زيادة الأوضاع الاقتصادية سوءاً، وعزل غزة عن العالم الخارجي.

دلالات
المساهمون