قال رئيس الحكومة السورية المعارضة، جواد أبو حطب، أن حكومته ستسعى لتأمين تمويلٍ ذاتيّ "بالاعتماد على قدراتنا وعملنا وقد يكون التمويل قليلاً في البداية ولكني على يقين أن تلك المؤسسات عندما تنطلق بعملها على أسس واضحة سيأتيها التمويل دون أن تطلبه" مشيراً إلى أن هدف الحكومة المؤقتة هو الاستقلال المالي "حتى إن لم نحصل على دعم فإننا سنستمر، فالشعب السوري قادر على إيجاد مصادر دخل جيدة".
وأشار أبو حطب خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة إدلب المحررة، أن عمل الحكومة سيكون خدمياً وتنفيذياً للشعب السوري في المناطق المحررة، مضيفاً: "لن تكون الحكومة حزبية ولا سياسية ولن تنحاز إلى أحد دون الآخر. ستكون حكومة لكل السوريين ولكل الكفاءات".
ولفت رئيس الوزراء المكلف حديثاً، خلال بيان نشره الإئتلاف الوطني السوري المعارض وصلت نسخة لـ"العربي الجديد"، إلى أن الحكومة حالياً ليست لقيادة الشعب السوري بل لخدمته وتلبية احتياجاته وإيصال صوته وإعادة المؤسسات إلى العمل، لافتاً إلى أن خدمة السوريين لا تتعلّق بمدى الانفراج السياسي، ويهدف عمل الحكومة للحفاظ على المجتمع السوري من الانهيار، سواء كان ذلك بالتعليم الأساسي أو بإتمام التعليم العالي من أجل تأهيل الكوادر اللازمة لإعادة بناء سورية أو بغيره.
وبيّن رئيس الحكومة المقيم في سورية أن تشكيل الحكومة سينبع من الأراضي السورية، ومن المؤسسات الفاعلة والمؤثرة العاملة، وأن العمل سينصب لتوسيع دائرة الخدمات وتأطيرها وتوجيهه نحو العمل المؤسساتي، لافتاً إلى أن أولويات عمل حكومته تتمثل حالياً في إعادة بناء مؤسسة الصحة والتعليم بشكل مقبول، والتعاون مع بعض المؤسسات ذات التأثير، بالإضافة إلى دعم المجالس المحلية وتمكينها على الأرض بشكل جيد.
وأشار أبو حطب خلال تصريحات صحافية، بعد تسميته رئيسا للحكومة المؤقتة المعارضة، إلى أن وزارته ستتضمن ثماني حقائب، إضافة إلى عدة هيئات مرتبطة بها، متوقعاً أن ينتهي من تشكيلة الحكومة خلال شهر إلى أربعين يوماً، موضحاً بأنه شكّل لجنة من اقتصاديين سوريين في شمال البلاد فور تكليفه برئاسة الحكومة، لوضع ميزانية تقديرية للمرحلة المقبلة، ووضع خطط اقتصادية لتأمين موارد اقتصادية للحكومة، مشيراً إلى أن هذه اللجنة ستقدم تصورها خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد كلفت الدكتور جواد أبو حطب بتشكيل الحكومة السورية المؤقتة، خلال اجتماعها الاستثنائي الذي عقدته في 16 أيار/مايو الجاري، للعمل على إدارة المناطق المحررة والتركيز على تقديم الخدمات للسكان فيها، خلفاً لرئيس الحكومة السابق أحمد طعمة وبعد تعطيل لعمل الحكومة المعارضة استمر لنحو خمسة أشهر، بسبب تجاذبات وشح التمويل.
ويسيطر الجيش الحر وأحزاب كردية وتنظيم "داعش" على معظم مصادر الماء والطاقة والغذاء في سورية، بعد انحسار سيطرة نظام الأسد على مراكز المدن وبعض إنتاج الطاقة في ريف مدينة حمص وسط سورية.