أبو بكر خيرت.. متلازمة الموسيقى والعمارة

04 ابريل 2018
(أبو بكر خيرت)
+ الخط -
التأثر المتبادل بين العمارة والموسيقى أثار اهتمام العديد من الفلاسفة منذ الرومان، وعُقدت العديد من المقارنات بين خصائصهما وأسلوبيهما، كما في المقولة الأشهر لغوته: "العمارة موسيقى متجمدة". مقارنات لا تزال تطرح تساؤلات جديدة، خاصة مع التجريب الذي شهده كلا الفنين في القرن الماضي.

في حالة المعماري والموسيقي أبو بكر خيرت (1910 – 1963)، فقد كان لنشأته في بيت يجتمع فيه سيد درويش وسامي الشوا وأحمد دادة وآخرون دور في تعلّمه النظري وعزفه على البيانو والكمان قبل أن يتمّ العاشرة، ليتخذ قراره أن يجمع بين دراسة الهندسة المعمارية في كلية الفنون الجميلة في باريس وبين الموسيقى في الوقت نفسه.

لكن سبباً آخر ربما يكون قد تبلور في مرحلة لاحقة من حياته، تمثّلت في تأليفه العديد من السيمفونيات التي تحاكي ملاحم من التاريخ والتراث المصري، وتصميم أكاديمية الفنون وقاعة سيد درويش في منطقة الهرم وشغله منصب أول عميد لـ "كونسيرفتوار القاهرة"، خلال حكم عبد الناصر الذي آمن خلاله عدد من الفنانين بارتباط فنهم بالقضايا والهموم الاجتماعية.

في هذا السياق، ينظّم "المجلس الأعلى للثقافة" لقاءً حول خيرت في ذكرى مولده عند السادسة من مساء اليوم الأربعاء في المدرج الذي يحمل اسمه في "أكاديمية الفنون" في القاهرة، يتحدّث خلاله استشاري تصميم المتاحف والباحث المعماري حمدي سطوحي، وأستاذة التاريخ والتحليل الموسيقي حنان أبو المجد، كما يُعرض فيلم وثائقي عن نشأة صاحب "متتالية صحوة العرب" وحياته الشخصية والإبداعية.

يتناول سطوحي في مداخلته عدداً من المشاريع التي نفّذها خيرت مثل المدينة الجامعية التابعة لـ"جامعة القاهرة"، ومستشفى الكاتب ومستشفى مجد في منطقة الدقي، وعمارة موييل في جاردن ستي، والتي تظهر معظمها اعتماده متتاليات هندسية تحاكي تكرار النوتات في العمل الموسيقي، كما تبرز جانباً من تطوّره إلى جانب عدد من المعماريين في تلك المرحلة الذي سعوا إلى إيجاد معادلة تجمع بين الحداثة كما عرفوها في أوروبا وبين أشكال المعمار المصري، وهو امتداد لتصميمات عرفتها القاهرة منذ نهاية القرن التاسع عشر.

تعود أبو المجد إلى عدد من أساتذة صاحب "نظرة واحدة تسعدني" ومنهم جورج كوستاكي وتيجرمان، قبل عودته إلى مصر في منتصف الثلاثينيات وعمله على تأليف عدد من المقطوعات ابتدأها بكونشيرتو البيانو، ثم توالت مؤلّفاته الأوركسترالية مثل "السيمقونية الأولى" (الثورة)، و"السيمفونية الثانية" (الشعبية)، و"افتتاحية إيزيس، إلى جانب تلحين العديد من القصائد والموشحات.

المساهمون