أبو الرائد لم يخرج من فلسطين عام 1948

22 يناير 2015
لم يتوقف أبو الرائد عن العمل المقاوم (إنتصار الدنان)
+ الخط -
خلال عام النكبة 1948 كان أبو الرائد يبلغ من العمر تسعة أعوام. وتسنّى له البقاء مع أهله في فلسطين المحتلة، لكنّه اختار الخروج عام 1970، بسبب عمله الفدائي.

يتحدث أبو الرائد عن تلك الفترة ويقول إنّه بقي في بلدته التي شهدت مقاومة عنيفة للعصابات الصهيونية عام 1948 واستمرت المعارك خارجها طوال أشهر، إلى أن استولت عليها العصابات لاحقاً. وبعد توقيع اتفاقيات الهدنة عام 1949 ضُمَّت سخنين مع باقي منطقة الجليل إلى إسرائيل، وحاز سكانها على الجنسية الإسرائيلية.

في مثل هذه الأوضاع، لم يرض كثير من أهل البلدة بالاحتلال. وفي سخنين التي تحولت إلى مدينة لاحقاً، كان أبو الرائد أحد هؤلاء الرافضين، والمقاومين للعدو.

ورغم زواجه، فقد مارس عمله السري المقاوم في البلدة حتى الثلاثين من عمره عام 1970، عندما خرج من فلسطين نهائياً مع رفيق له باتجاه لبنان، ولو أنّهما كانا مرغمين.

يقول عن تلك الحادثة: "كنا ننوي تنفيذ عملية عسكرية ضد الصهاينة، وقد جهزنا أنفسنا بالسلاح والعتاد اللازمين. لكنّ العدو كشف العملية، وصار يطلق النار باتجاه سيارتنا، خلال مرورنا قرب أحد وديان الجليل، فأصيب رفيقي، وتمكنت من قيادة السيارة إلى الوادي، لنكمل سيراً على الأقدام، باتجاه لبنان، من أجل معالجته". وفي جنوب لبنان، وصل الرجلان إلى أيدي قوى الأمن الداخلي، التي سلمتهم إلى الجيش اللبناني في صيدا، الذي أبقاهما ليلة لديه، ليسلمهما في اليوم التالي إلى رجال الثورة الفلسطينية.

وعن العملية يتابع: "لا أدري كيف عرفت شرطة الاحتلال بمرورنا من هناك. وربما يكون في الأمر صدفة، فأثناء مرورنا وجدت الطريق مغلقة، ولم ألتزم بالإشارة، فاصطدمت بشجرة، وقدتها إلى الوادي تحت النيران، وأصبت إصابة خفيفة، فقفزت من الشباك. لكنّ رفيقي لم يتمكن من النزول فأصيب بطلق ناري، لأنقذه بعدها ونمضي باتجاه لبنان، خوفاً من أن تكشف لوحة السيارة عن هويتي".

وفي لبنان، لم يكن لدى أبو الرائد أيّ أقارب، فقد ترك زوجته في فلسطين، وألقى الاحتلال القبض عليها بعد هروبه وأودعها السجن. ولم يلتق بها مجدداً إلاّ عام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

لم يتوقف أبو الرائد خلال سنوات السبعينيات وبداية الثمانينيات عن العمل المقاوم في لبنان. فقد عمل في تهريب الأسلحة من لبنان إلى شمال فلسطين. كما دعم مشروع المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي للبنان في السنوات اللاحقة.
المساهمون