أبرز مكونات مليشيات حفتر التي تهاجم طرابلس... مقاتلون قبليون وأصحاب سوابق

23 يونيو 2019
قوات حفتر لها سوابق إجرامية(محمود تركي/فرانس برس)
+ الخط -
"لبيك طرابلس"، و"حانت ساعة الخلاص"، و"وحان موعدنا مع الفتح المبين"، بتلك الشعارات افتتح اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر خطابه للإعلان عن ساعة إطلاق عمليته العسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، في الرابع من إبريل/نيسان الماضي، مدعياً أن "الجيش" جاء لحماية المواطنين وبسط الأمن.

حينها نشرت عشرات صفحات النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صوراً لمقاتلي حفتر في بنغازي ودرنة، وبيانات بأسمائهم وعشرات الجرائم التي اقترفوها بحق تلك المدن. وكان أشهرها صور قائد الإعدامات الرائد محمود الورفلي، الذي لا يزال حفتر يرفض الانصياع لطلب محكمة الجنايات الدولية بتسليمه.

وفي حربه على طرابلس نشطت عشرات الصفحات لكشف خبايا جبهات قواته، وكشفت عن أصحاب عشرات الأسماء التي لا تقل خطورة عن السابقين، يقودون محاور القتال بعضهم أفراد والآخرون قادة مليشيات.



وأطلق حفتر أولى عملياته العسكرية في إبريل/نيسان 2014، تحت مسمى عملية "الكرامة"، بدعوى "محاربة الإرهاب"، في بنغازي، مستفيداً من الدعم الشعبي والقبلي الذي لقيه على خلفية موجة الاغتيالات التي كانت تعيشها المدينة في تلك الآونة. واستطاع جمع عدد من ضباط الجيش السابقين حوله.

وشكلت القبيلة في الشرق الليبي الخزان البشري لمعاركه التي لم تتوقف عند حد السيطرة على بنغازي، في يناير/كانون الثاني من العام الماضي بعد ثلاث سنوات من القتال، بل امتدت إلى درنة (شرقاً)، وباتجاه الجنوب في أكثر من عملية، كان آخرها في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي وانتهت بالسيطرة على أكبر المدن، وإعلان المليشيات القبلية النصر في مدن ومناطق أخرى تلافياً لوقوع مواجهات معه.

ومنذ مطلع تسعينيات القرن الماضي أقفل العقيد الراحل معمر القذافي كليات التدريب العسكرية، في مسعى لتفتيت مؤسسة الجيش، التي حاولت الانقلاب على حكمه في أكثر من مرة. وعمد القذافي حينها إلى تحويل الكتائب العسكرية إلى كتائب أمنية تتبع له مباشرة، أو كان يقودها في الغالب أبناؤه خميس والساعدي والمعتصم أو شخصيات من الدائرة القريبة منه، الذين سميت بهم كتائب كبرى بل قواعد عسكرية أيضاً، على غرار اللواء المعزز وكتيبة امحمد، التي يقودها أبناء عمومته.

تلك كانت المعضلة الأساسية أمام ثوار 17 فبراير عندما أرادوا إعادة تكوين الجيش الليبي، لكن حفتر استخدم هذا المسمى لصالحه، وكون أغلب كتائبه بمسميات عسكرية، كالكتيبة 116، واللوء 73 مشاة، وقوات الصاعقة، وكان معظم أفرادها من مقاتلين قبليين وآخرين لهم انتماءات أيديولوجية كالمداخلة، لكن بعد مدة غلب على قواته الخارجون عن القانون وذوو السوابق الإجرامية. وظهر جلياً اعتماده عليهم بشكل أساسي خلال حروبه.


وفي حربه الأخيرة على طرابلس، لم يتمكن حفتر من نقل القوات المسيطرة على الجنوب والشرق بشكل كامل لضمان بقاء تلك المناطق تحت سيطرته، لكنه عقد صفقات مع مليشيات مناطقية غالبية قيادييها مطلوبون للعدالة على خلفية جرائم وانتهاكات، مستفيداً من الخلافات بينه وبين المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، منها:

اللواء السابع

مؤلف من مقاتلين قبليين من منطقة ترهونة (95 كيلومترا جنوب شرق طرابلس). ويعرف أفراده محلياً بـ"الكانيات" نسبة لقادتها من قبيلة الكاني الترهونية.

أبرز قادتها هو محسن الكاني، المعروف باقتراف جرائم، منها تصفية عوائل وأسر بأكملها خلال عامي 2015 ــ 2016، بحسب ما أكده بيان وزير الداخلية بحكومة الوفاق، مطلع مايو/أيار الماضي.

وحمل "الكانيات" مُسمى "اللواء الثامن"، مدعياً انتماءه لحكومة الوفاق. وانخرط تحت شرعية وزارة الدفاع.

وفي أكتوبر/تشرين الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين، هاجم "الكانيات" طرابلس، وحاول السيطرة على مناطق شرق العاصمة، لكن قوات حماية طرابلس صدت محاولته.

مرت "الكانيات" بكثير من المسميات تبعاً للأوضاع السائدة، ففي وقت سابق كانت قيادة قوات حفتر تصف مليشيات الكاني بـ"الإرهابية"، كونها مطلوبة للعدالة بمسمى "اللواء الثامن"، ما دفع قيادة قوات حفتر إلى تغيير مسماها إلى مسمى "اللواء السابع" بعد الاتفاق معها مطلع إبريل/نيسان الماضي للمشاركة في الحرب على العاصمة، وضمت إليها بقايا اللواء "المعزز" التابع لنظام القذافي سابقاً، ومنحت قائدها محسن الكاني رتبة "رائد"، ومن بين أبرز قادة هذا اللواء ، الهادي الهيرو، المعروف بجرائمه لدى الرأي العام، والتي وصفها نشطاء بأنها "لا تحصى".

مليشيات دعاب

وهي من غريان (90 كيلومترا غرب طرابلس)، ويقودها طارق دعاب، وسبق أن شارك في حرب "فجر ليبيا" ضد قوات موالية لحفتر نهاية عام 2014، كما عرف بعدائه لسياسات حفتر التوسعية العسكرية.

خلال منتصف مارس/آذار الماضي انضم دعاب إلى قوات حفتر التي كانت تستعد للتقدم باتجاه طرابلس، بعد صفقة أشيع أنه تلقى خلالها مبلغا ماليا كبيرا، وبدلاً من صفته السابقة عند قيادة قوات حفتر بـ"الإرهابي"، تم منحه رتبة "نقيب"، وتسمية مليشياته بالكتيبة (111)، وأصبحت تبعيتها للكتيبة (106) التي يقودها صدام نجل حفتر.

لواء العروبة

وهو ينتمي لمنطقة العجيلات (91 كيلومترا جنوب غرب طرابلس)، ويقوده، محمد شتيوي، وهو مليشياوي مدني، من أبرز الأسماء المتورطة في تجارة البشر، واسمه مدرج ضمن قوائم المطلوبين لدى مكتب النائب العام في جريمة قتل بشعة، تمثلت في "طبخ" ثلاثة شبان داخل قدر وهم أحياء في يوليو/تموز من العام الماضي.

ويتألف لواء العروبة من مقاتلي منطقته الموالين للنظام السابق.

الكتيبة 26 مشاة

وهي مؤلفة من مجموعة مليشيات قبيلة تعرف محلياً باسم "الحبوطات" ينحدرون من قبيلة ورشفانة المحاذية لطرابلس(غرباً).


في أكتوبر/تشرين الأول الماضي داهمت قوات حكومة الوفاق بقيادة أسامة الجويلي، مراكزهم على خلفية ارتكابهم جرائم قطع طريق وسرقة واختطاف. وأشهر جرائمهم "خنق الطفل عبد الاله دغنوش" وتصويره بعدما عجز أهله عن دفع الفدية لإطلاق سراحه.

واعتمد حفتر على الكتيبة 26 مشاة في عمليته العسكرية الحالية للسيطرة على مناطق السواني والكريمية غرب العاصمة، ونشرت صفحة الإعلام الحربي صوراً لمقاتلي "الحبوطات" ضمن قواته المقاتلة في طرابلس.