آن ماري موفق.. الحياة بصيغة الجمع

12 نوفمبر 2016
(من أعمال المعرض)
+ الخط -

في معرض الفنانة التشكيلية التونسية الفرنسية آن ماري موفّق "قصص بصيغة الجمع"، الذي اختتم قبل أيام في "غاليري أغورا" في مدينة المرسى قرب تونس العاصمة، ثمة قصصٌ رصدتها الفنانة في علاقتها بأكثر من مكان، هي محطات حياتها بين دكار، مسقط رأسها سنة 1953، وتونس حيث تعيش، مروراً بباريس ومدريد والجزائر، إضافة إلى تأثيرات جينية تحيل إلى أمكنة أخرى، حيث تعود أصولها الأبوية إلى روسيا، فيما تنحدر والدتها من أصول إيطالية.

بهذه التركيبة نلتقي في "قصص في صيغة الجمع" بـ 26 لوحة، تبدو مثل تكملة لمعارض سابقة لـ موفّق نظمتها في تونس مثل "النساء يتحدّثن" والمعرض الذي حمل اسمها "آنا" في 2014.

في حديث إلى "العربي الجديد"، تقول موفّق "المكان يمتدّ إلى ما أقدّمه من أعمال تشكيلية، فقد عشت في السنغال قرابة خمسة عشر عاماً، وهذا قد انعكس على طريقة اختياري لشخصيات اللوحات، فالمرأة الأفريقية دائمة الحضور في لوحاتي وكذلك الألوان، فهي مستوحاة بدورها من المكان الذي له وقع خاص في ذاتي أينما توجّهت"، وتضيف "من هنا جاء عنوان معرضي "قصص في صيغة الجمع".

لا يخفى أن هناك جانباً توثيقياً بارزاً اشتغلت عليه موفّق، فهي تنقل يوميات عاشتها مثلما هو الأمر في لوحتها "السفر في أدغال أفريقيا" أو يوميات صادفتها مثل لوحة "رقصة التانغو" أو "حفلة موسيقية صاخبة" أو تفاصيل رأتها مثل لوحة "مشاهدة قبة الهواء في المرسى".

الأعمال تعود إلى إحياء بعض أجواء المدرسة الانطباعية، كما سنلمح آثار مدارس أخرى كلاسيكية وحديثة، إلى جانب الألوان التي ترفدها خلفيات كثيرة تمزج حرارة القارة الأفريقية بألوان أشهر الأعمال الروسية الكلاسيكية.

ثمة اشتغال خاص في لوحات موفّق على خلفيّات المشاهد التي ترسمها، تقول: "غالباً ما تكون إضاءة الألوان كمستوى أوّل على حساب الخلفيّة، فتبدو الحركة نابضة عفوية على خلفيّة قاتمة نوعا ما، أو عكس ذلك حيث "تُمجّد" الخلفيّة وتبرز على حساب المضمون".

تشير موفّق إلى أسلوب ثالث مبني على "تحقيق التّوافق بين الخلفيّة والمضمون، بحيث لا يمكن الفصل بينهما، وبالتّالي فبناء اللوحة يعتمد على علاقات الألوان في ما بينها لتترجم في النهاية مشهدية متكاملة".

ثمة حضور شبه دائم للموسيقى والمرأة في أعمال آن ماري موفّق؛ هذان العنصران هما طريقة احتفائها بالحياة، كما أنهما يتيحان لها التلوّن مع التغيّرات المكانية، حيث تظل المرأة أو الموسيقى تتنوّع في حضورها بين أزياء ورقصات وآلات، من مكان إلى آخر بعفوية وإيقاعية مكّنت الرسامة من تجاوز الحدود الجغرافية لتتماهى الروح والذاكرة في لوحة فنية.


دلالات
المساهمون