حينما يتم تعداد المدن والآثار والمناطق السياحية في تركيا، قلما يؤتى لـ آني ذِكر، فهي المظلومة ربما لاعتبارات جغرافية أو سياسية، أو حتى طبيعية، بعد أن أجهزت الزلازل على ما تركته حروب الجوار أو الحضارات التي تسابقت على مدينة، تُوصف حتى اليوم في تركيا، بأم الحضارات.
هناك، شمال شرقي تركيا، على هضبة منعزلة، تقع المدينة الأثرية قرب منطقة أرباشاي التابعة لولاية قارص، إذ كانت عاصمة الحكام الأرمن في عهد الدولة البقرادونية (961 - 1045)، كما تضم عمراناً إسلامياً يعود إلى القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين. ويحتل، حتى اليوم، عدد قليل من المباني موقعاً كان يوماً لإحدى المدن العظيمة في العالم. في القرن العاشر، يوم كانت آني العاصمة السياسية والتجارية لمملكة باغراتيد الأرمنية، بين عامي 961 و1045.
تقول كتب التاريخ، إن آني، الواقعة على امتداد طرق تجارية عديدة، كانت منافسةً بذلك القسطنطينية وبغداد والقاهرة. لكن الاضطرابات السياسية، وعدم الاستقرار في بداية القرن الحادي عشر، بعد أن احتضنت عبر تاريخها الطويل حضارات كثيرة أبرزها أتراك السقا، والساسانيون، والبيزنطيون، والخوارزميون، والسلاجقة، والعثمانيون، والروس؛ نالت من سكانها ومكانتها، بل وأتت على معظم آثارها، لتأتي بعد ذاك، الزلازل وغزوها من قبل التتار في القرن الثالث عشر، لتجهز على ما ومن تبقى، وتدفع كثيراً من السكان إلى الفرار.
وفي القرن الرابع عشر، التقطت آني بعض أنفاسها، وعادت مركزاً تجارياً، إلا أن حجمها وقوّتها تراجعا بعد أن شرعت الطرق التجارية تتجاوزها إلى الجنوب. وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، أصبحت مهجورة. وبات يصح فيها القول: "أثراً بعد عين"، بعد أن كانت قبلة لفن العمارة والكنائس والكاتدرائيات التي تميزت بالعديد من العناصر المتكررة لاحقاً في فن العمارة القوطية الغربية، مثل الأقواس، والأعمدة المجمعة سوية، والقباب، والسقوف المقنطرة والتصاميم صليبية الشكل.
اقــرأ أيضاً
تدلنا الأسماء التي أطلقت عليها أيام العز، مثل "مدينة الأربعين بوابة" و"مدينة الألف كنيسة" أيّ مجد كان لـ آني التي لم تحتفظ اليوم، سوى ببقايا كنيسة "سورب أمينابر كيتش" (كنيسة المخلص المقدس) التي أعيد بناؤها سنة 1035. ومنذ ذلك الحين، عانت كنيسة المخلص المقدس من الإهمال والتخريب المتعمد والزلازل العديدة. وفي عام 1930، انهار الجانب الجنوبي الشرقي من الكنيسة بعد أن ضربته صاعقة شقته نصفين، وهدّدت سلامة إنشاءات المبنى.
اليوم، وبعد الاهتمام التركي ومشروع تنظيم البيئة وإدخال آني ضمن قائمة يونسكو ووصول قطار الشرق السريع للمدينة، بدأ الحال يتبدل، وإن لم يصل لذاك الماضي التليد، بيد أن تركيا أدرجتها ضمن قوائم السياح وعاد الضوء للمدينة التي تقع على الحدود التركية الأرمنية عند مفترق طرق للعديد من الطرق التجارية، ومحمية على جانبها الشرقي من خلال وادي عميق يضم نهر "أكوريان"، وهو نهر رافد من نهر "أراكس" الواقع على الحدود بين تركيا وأرمينيا. وإلى جانب العديد من الكنائس، يتمركز في المدينة القديمة العديد من القصور، وأيضاً الحصون التي تعتبر الأكثر تطوراً في عصرها.
وقد أعيد اكتشاف المدينة، التي كانت يوماً، موطناً للعديد من الشعوب والحضارات بما في ذلك الفرس، والبيزنطيون، والسلاجقة والعثمانيون. خلال القرن التاسع عشر من قبل المستكشفين الأوروبيين، الذين ساعدوا في التعريف بوجودها في الغرب. ومن بين الأماكن الأثرية الأكثر زيارة في آني، كاتدرائية المدينة الشهيرة وكنيسة جورجيا، وكنيسة ريدينتور، وكنيسة القديس غريغوريوس تيغران وكنيسة سان جيورجينو دي أبوغام، وكنيسة الملك جاجيك، ودير العذراء، ومسجد منوتشهر، وجدران وأطلال القلعة.
وساهم الاعتراف بها كموقع للتراث العالمي من قبل يونسكو في 15 تموز/ يوليو سنة 2016 في زيادة عدد السياح المتوافدين عليها من تركيا وخاصة الأجانب الراغبين في زيارة أنقاض مدينة آني. ويتزايد عدد السياح الوافدين على هذه المدينة القديمة خلال أشهر الشتاء والثلوج.
وبعد الاهتمام التركي، بدأت بعض الأضواء تعود لـ آني إذ سافر العام الفائت، نحو 320 ألف سائح بين أتراك وأجانب، غالبيتهم من الشباب، عبر قطار الشرق؛ ومن المتوقع أن يتضاعف عدد السياح الوافدين على مدينة آني عبر قطار الشرق خلال هذه السنة.
هناك، شمال شرقي تركيا، على هضبة منعزلة، تقع المدينة الأثرية قرب منطقة أرباشاي التابعة لولاية قارص، إذ كانت عاصمة الحكام الأرمن في عهد الدولة البقرادونية (961 - 1045)، كما تضم عمراناً إسلامياً يعود إلى القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين. ويحتل، حتى اليوم، عدد قليل من المباني موقعاً كان يوماً لإحدى المدن العظيمة في العالم. في القرن العاشر، يوم كانت آني العاصمة السياسية والتجارية لمملكة باغراتيد الأرمنية، بين عامي 961 و1045.
تقول كتب التاريخ، إن آني، الواقعة على امتداد طرق تجارية عديدة، كانت منافسةً بذلك القسطنطينية وبغداد والقاهرة. لكن الاضطرابات السياسية، وعدم الاستقرار في بداية القرن الحادي عشر، بعد أن احتضنت عبر تاريخها الطويل حضارات كثيرة أبرزها أتراك السقا، والساسانيون، والبيزنطيون، والخوارزميون، والسلاجقة، والعثمانيون، والروس؛ نالت من سكانها ومكانتها، بل وأتت على معظم آثارها، لتأتي بعد ذاك، الزلازل وغزوها من قبل التتار في القرن الثالث عشر، لتجهز على ما ومن تبقى، وتدفع كثيراً من السكان إلى الفرار.
وفي القرن الرابع عشر، التقطت آني بعض أنفاسها، وعادت مركزاً تجارياً، إلا أن حجمها وقوّتها تراجعا بعد أن شرعت الطرق التجارية تتجاوزها إلى الجنوب. وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، أصبحت مهجورة. وبات يصح فيها القول: "أثراً بعد عين"، بعد أن كانت قبلة لفن العمارة والكنائس والكاتدرائيات التي تميزت بالعديد من العناصر المتكررة لاحقاً في فن العمارة القوطية الغربية، مثل الأقواس، والأعمدة المجمعة سوية، والقباب، والسقوف المقنطرة والتصاميم صليبية الشكل.
تدلنا الأسماء التي أطلقت عليها أيام العز، مثل "مدينة الأربعين بوابة" و"مدينة الألف كنيسة" أيّ مجد كان لـ آني التي لم تحتفظ اليوم، سوى ببقايا كنيسة "سورب أمينابر كيتش" (كنيسة المخلص المقدس) التي أعيد بناؤها سنة 1035. ومنذ ذلك الحين، عانت كنيسة المخلص المقدس من الإهمال والتخريب المتعمد والزلازل العديدة. وفي عام 1930، انهار الجانب الجنوبي الشرقي من الكنيسة بعد أن ضربته صاعقة شقته نصفين، وهدّدت سلامة إنشاءات المبنى.
اليوم، وبعد الاهتمام التركي ومشروع تنظيم البيئة وإدخال آني ضمن قائمة يونسكو ووصول قطار الشرق السريع للمدينة، بدأ الحال يتبدل، وإن لم يصل لذاك الماضي التليد، بيد أن تركيا أدرجتها ضمن قوائم السياح وعاد الضوء للمدينة التي تقع على الحدود التركية الأرمنية عند مفترق طرق للعديد من الطرق التجارية، ومحمية على جانبها الشرقي من خلال وادي عميق يضم نهر "أكوريان"، وهو نهر رافد من نهر "أراكس" الواقع على الحدود بين تركيا وأرمينيا. وإلى جانب العديد من الكنائس، يتمركز في المدينة القديمة العديد من القصور، وأيضاً الحصون التي تعتبر الأكثر تطوراً في عصرها.
وقد أعيد اكتشاف المدينة، التي كانت يوماً، موطناً للعديد من الشعوب والحضارات بما في ذلك الفرس، والبيزنطيون، والسلاجقة والعثمانيون. خلال القرن التاسع عشر من قبل المستكشفين الأوروبيين، الذين ساعدوا في التعريف بوجودها في الغرب. ومن بين الأماكن الأثرية الأكثر زيارة في آني، كاتدرائية المدينة الشهيرة وكنيسة جورجيا، وكنيسة ريدينتور، وكنيسة القديس غريغوريوس تيغران وكنيسة سان جيورجينو دي أبوغام، وكنيسة الملك جاجيك، ودير العذراء، ومسجد منوتشهر، وجدران وأطلال القلعة.
وساهم الاعتراف بها كموقع للتراث العالمي من قبل يونسكو في 15 تموز/ يوليو سنة 2016 في زيادة عدد السياح المتوافدين عليها من تركيا وخاصة الأجانب الراغبين في زيارة أنقاض مدينة آني. ويتزايد عدد السياح الوافدين على هذه المدينة القديمة خلال أشهر الشتاء والثلوج.
وبعد الاهتمام التركي، بدأت بعض الأضواء تعود لـ آني إذ سافر العام الفائت، نحو 320 ألف سائح بين أتراك وأجانب، غالبيتهم من الشباب، عبر قطار الشرق؛ ومن المتوقع أن يتضاعف عدد السياح الوافدين على مدينة آني عبر قطار الشرق خلال هذه السنة.