البالافون آلة موسيقية أفريقيّة لها أبعاد تراثية روحية، وهي مزيج من الإكسيليفون الخشبي وآلات القرع الإيقاعية. عادة تتكون الآلة من 16 إلى 27 مفتاحاً. ويحرص العازفون على ارتداء أساور على الرسغين، تصدر أصواتاً عند الضرب على المفاتيح، بما يساعد على إبراز الحركة والصوت المصاحب لها من المفاتيح.
ظهر البالافون أوَّلاً في غرب أفريقيا، ولا يزال الأفارقة يعزفون عليه منذ القرن الرابع عشر وحتى الآن حسب تأريخ الماندينغا. ويعتقد أن اسم البالافون يرجع للغة الماندينغا في مالي، ولكن توجد أسماء مختلفة له في دول أفريقية أخرى دخل إليها مثل بالانجي في سيراليون، وجايل في غانا، ولوبي في بوركينا فاسو، وجرونسي في ساحل العاج.
سجلات تاريخ البالافون تعود إلى القرن الثاني عشر على الأقل، وقد أشار الرحالة ابن بطوطة إليه بالاسم وأنه رآه موجوداً في بلاط حاكم مالي، مانسا موسى. ووصفه السياح والرحالة الأوروبيون في القرن السابع عشر في يومياتهم بوصف يتطابق كثيراً مع الموجود حالياً. وأثناء جلب وترحيل الأفارقة عبيداً إلى أميركا ذهب معهم بعض العازفين، وسجلت جريدة "فيرجيني جازيت" الرسمية وجود عازف أميركي من أصل أفريقي يعزف على أداة تسمى "بارافو" ويبدو أنها هي البالافون.
تشير مصادر أميركية شمالية إلى أن هذه الآلة انقرضت بحلول منتصف القرن التاسع عشر. لكن في ثمانينيات القرن العشرين عادت البالافون للظهور مرة أخرى في الموسيقى الأفريقية والعالمية، ودخل صوتها المميز إلى الألحان الغربية. ولا يزال اسم "بالا" يستخدم للدلالة على البالافون ذي المفاتيح الضخمة، أما ذو المفاتيح الصغيرة فيسمى "بالاني".
وتصنع مفاتيح البالافون عادة من نوع خشب يسمى "بينيه" موجود في أفريقيا ويتم تجفيفه على نار هادئة، ثم يتم نحته على يد محترفين توارثوا المهنة، إذْ يبدأون من أسفل الوسط، ويتجهون لنهاية القطعة الخشبية التي تتحول لمفتاح للبالافون.
اقــرأ أيضاً
تتنوع ثقافة البالافون عبر غرب أفريقيا، كذلك يتنوع نهج الآلة الموسيقي، ففي العديد من المجالات يُعزف البالافون وحده في سياق بعض الطقوس العشائرية والقبلية. وفي أحيان أخرى، يكون جزءاً من فرقة موسيقية. وفي مالي، يعزف البالافون في مجموعات من ثلاثة يكون أحدهم للمنخفض وآخر للمتوسط وثالث للعالية، وفي الكاميرون يوجد نحو ستة في المجموعة يعزفون على بالافون متفاوت الحجم ويؤدون معاً في فرقة موسيقية واحدة. وفي بعض الأحيان يحمل لاعب واحد آلتين يعزف عليهما بمفرده.
لدى شعوب السوسو والمالينكي في غينيا، وشعوب الماندينجو في مالي والسنغال وغامبيا والكاميرون وتشاد، وحتى دول حوض نهر الكونغو، العديد من التقاليد والتراث الطويل مع آلة البالافون. في بعض الثقافات، كان البالافون، ولا يزال، آلة مقدسة يعزف عليها فقط أعضاء الطائفة الدينية المدربون، وفي المناسبات الطقسية مثل المهرجانات والاحتفالات الملكية والجنائز الكبيرة واحتفالات الزواج.
ويجري الاحتفاظ بالبالافون في مخزن معبد الطائفة، ولا يخرج إلا في تلك المناسبات. ويجري تدريب شباب الكهنة على العزف ولكن في البداية ليس على الآلة نفسها، ولكن على آلة شبيهة لها دون مفاتيح حقيقية، ولا تصدر نفس الأصوات؛ لقدسية صوت البالافون لديهم، وخوفاً من عبث الشباب بألحانه العلوية.
اقــرأ أيضاً
ظهر البالافون أوَّلاً في غرب أفريقيا، ولا يزال الأفارقة يعزفون عليه منذ القرن الرابع عشر وحتى الآن حسب تأريخ الماندينغا. ويعتقد أن اسم البالافون يرجع للغة الماندينغا في مالي، ولكن توجد أسماء مختلفة له في دول أفريقية أخرى دخل إليها مثل بالانجي في سيراليون، وجايل في غانا، ولوبي في بوركينا فاسو، وجرونسي في ساحل العاج.
سجلات تاريخ البالافون تعود إلى القرن الثاني عشر على الأقل، وقد أشار الرحالة ابن بطوطة إليه بالاسم وأنه رآه موجوداً في بلاط حاكم مالي، مانسا موسى. ووصفه السياح والرحالة الأوروبيون في القرن السابع عشر في يومياتهم بوصف يتطابق كثيراً مع الموجود حالياً. وأثناء جلب وترحيل الأفارقة عبيداً إلى أميركا ذهب معهم بعض العازفين، وسجلت جريدة "فيرجيني جازيت" الرسمية وجود عازف أميركي من أصل أفريقي يعزف على أداة تسمى "بارافو" ويبدو أنها هي البالافون.
تشير مصادر أميركية شمالية إلى أن هذه الآلة انقرضت بحلول منتصف القرن التاسع عشر. لكن في ثمانينيات القرن العشرين عادت البالافون للظهور مرة أخرى في الموسيقى الأفريقية والعالمية، ودخل صوتها المميز إلى الألحان الغربية. ولا يزال اسم "بالا" يستخدم للدلالة على البالافون ذي المفاتيح الضخمة، أما ذو المفاتيح الصغيرة فيسمى "بالاني".
وتصنع مفاتيح البالافون عادة من نوع خشب يسمى "بينيه" موجود في أفريقيا ويتم تجفيفه على نار هادئة، ثم يتم نحته على يد محترفين توارثوا المهنة، إذْ يبدأون من أسفل الوسط، ويتجهون لنهاية القطعة الخشبية التي تتحول لمفتاح للبالافون.
تتنوع ثقافة البالافون عبر غرب أفريقيا، كذلك يتنوع نهج الآلة الموسيقي، ففي العديد من المجالات يُعزف البالافون وحده في سياق بعض الطقوس العشائرية والقبلية. وفي أحيان أخرى، يكون جزءاً من فرقة موسيقية. وفي مالي، يعزف البالافون في مجموعات من ثلاثة يكون أحدهم للمنخفض وآخر للمتوسط وثالث للعالية، وفي الكاميرون يوجد نحو ستة في المجموعة يعزفون على بالافون متفاوت الحجم ويؤدون معاً في فرقة موسيقية واحدة. وفي بعض الأحيان يحمل لاعب واحد آلتين يعزف عليهما بمفرده.
لدى شعوب السوسو والمالينكي في غينيا، وشعوب الماندينجو في مالي والسنغال وغامبيا والكاميرون وتشاد، وحتى دول حوض نهر الكونغو، العديد من التقاليد والتراث الطويل مع آلة البالافون. في بعض الثقافات، كان البالافون، ولا يزال، آلة مقدسة يعزف عليها فقط أعضاء الطائفة الدينية المدربون، وفي المناسبات الطقسية مثل المهرجانات والاحتفالات الملكية والجنائز الكبيرة واحتفالات الزواج.
ويجري الاحتفاظ بالبالافون في مخزن معبد الطائفة، ولا يخرج إلا في تلك المناسبات. ويجري تدريب شباب الكهنة على العزف ولكن في البداية ليس على الآلة نفسها، ولكن على آلة شبيهة لها دون مفاتيح حقيقية، ولا تصدر نفس الأصوات؛ لقدسية صوت البالافون لديهم، وخوفاً من عبث الشباب بألحانه العلوية.