لم يكن اليأس من الحصول على الغذاء المعتاد هو ما دفع أسدي تسافو إلى الثورة واستهداف معسكر لعمال السكك الحديدية في كينيا منذ أكثر من قرن. هذا ما كشفت عنه دراسة جديدة في جامعة "فاندر بيلت" في الولايات المتحدة.
الأسدان كانا قد هاجما معسكراً للعمال خلال تشييدهم خطاً حديدياً يصل بين كينيا وأوغندا، بين شهري مارس/ آذار وديسمبر/ كانون الأول 1898، وافترسا عشرات الرجال قبل أن يجري القضاء عليهما. تقول الأستاذة المساعدة لدراسات الأرض والبيئة في جامعة "فاندر بيلت" لاريسا ديسانتيس: "افتراس البشر لم يكن الملاذ الأخير للأسدين من الجوع، بل كان ببساطة الحلّ الأسهل بالنسبة لهما لمشكلة مؤلمة في أسنانهما".
يضيف أمين الثدييات في متحف التاريخ الطبيعي في شيكاغو بروس باترسون، والذي درس أسدي تسافو، أنّ من الصعب فهم دوافع حيوانات عاشت منذ قرن من الزمان، لكنّ العينات العلمية تسمح لنا بتحليل ما حدث على وجه الدقة.
واستخدم الباحثون أحدث ما توصل إليه تحليل الأسنان من تكنولوجيا، لفحص أسنان ثلاثة أسود هي أسدا تسافو، وأسد مفوي في زامبيا الذي افترس ستة أشخاص عام 1991. ووفر التحليل معلومات قيمة عن طبيعة النظام الغذائي للحيوانات في الأيام والأسابيع التي سبقت وفاتها.
كانت تقارير علمية قد درست فرضية أنّ نقص الفرائس في منطقة تسافو، هو ما دفع الأسدين إلى تناول لحم الإنسان، فقد كانت المنطقة في ذلك الوقت تعاني لعامين من الجفاف ووباء الطاعون البقري الذي دمر الحياة البرية فيها. لكنّ الدراسة الجديدة كشفت أنّ الأسود التي يدفعها الجوع لافتراس البشر أسنانها تشبه أسنان الضباع التي يمكنها مضغ عظام فريستها بشكل اعتيادي، وهي ليست حالة تسافو، إذ لم تظهر أصوات طحن وتكسير لعظام الضحايا، ولم يظهر على الأسدين نمط الأسنان المعتاد للوحوش البرية، بل كانت أسنانهما تشبه أسنان حيوانات حديقة الحيوان التي تقدم لها لحوم البقر والخيول الطرية.
في المقابل، كشف التحليل وجود خرّاج في أسفل جذر الأسنان، وعدوى مؤلمة أيضاً بالفك والأسنان جعلت الصيد العادي مستحيلاً. ويقول باترسون إنّ الأسود عادة ما تستخدم فكيها لخنق الفريسة مثل الحمير الوحشية والجاموس، لكنّ هذين الأسدين في تسافو لم يتمكنا من فعل ذلك مع فريسة تناضل وتقاوم بشدة وقوة، لذلك لجأت إلى افتراس البشر فهم ضحية أسهل. كذلك، كشف فحص أسد زامبيا أنّ فكيه كانا مصابين بأضرار هيكلية، بالإضافة لمشاكل في الأسنان، مما أثار سلوكه العدواني ضد البشر.
اقــرأ أيضاً
الأسدان كانا قد هاجما معسكراً للعمال خلال تشييدهم خطاً حديدياً يصل بين كينيا وأوغندا، بين شهري مارس/ آذار وديسمبر/ كانون الأول 1898، وافترسا عشرات الرجال قبل أن يجري القضاء عليهما. تقول الأستاذة المساعدة لدراسات الأرض والبيئة في جامعة "فاندر بيلت" لاريسا ديسانتيس: "افتراس البشر لم يكن الملاذ الأخير للأسدين من الجوع، بل كان ببساطة الحلّ الأسهل بالنسبة لهما لمشكلة مؤلمة في أسنانهما".
يضيف أمين الثدييات في متحف التاريخ الطبيعي في شيكاغو بروس باترسون، والذي درس أسدي تسافو، أنّ من الصعب فهم دوافع حيوانات عاشت منذ قرن من الزمان، لكنّ العينات العلمية تسمح لنا بتحليل ما حدث على وجه الدقة.
واستخدم الباحثون أحدث ما توصل إليه تحليل الأسنان من تكنولوجيا، لفحص أسنان ثلاثة أسود هي أسدا تسافو، وأسد مفوي في زامبيا الذي افترس ستة أشخاص عام 1991. ووفر التحليل معلومات قيمة عن طبيعة النظام الغذائي للحيوانات في الأيام والأسابيع التي سبقت وفاتها.
كانت تقارير علمية قد درست فرضية أنّ نقص الفرائس في منطقة تسافو، هو ما دفع الأسدين إلى تناول لحم الإنسان، فقد كانت المنطقة في ذلك الوقت تعاني لعامين من الجفاف ووباء الطاعون البقري الذي دمر الحياة البرية فيها. لكنّ الدراسة الجديدة كشفت أنّ الأسود التي يدفعها الجوع لافتراس البشر أسنانها تشبه أسنان الضباع التي يمكنها مضغ عظام فريستها بشكل اعتيادي، وهي ليست حالة تسافو، إذ لم تظهر أصوات طحن وتكسير لعظام الضحايا، ولم يظهر على الأسدين نمط الأسنان المعتاد للوحوش البرية، بل كانت أسنانهما تشبه أسنان حيوانات حديقة الحيوان التي تقدم لها لحوم البقر والخيول الطرية.
في المقابل، كشف التحليل وجود خرّاج في أسفل جذر الأسنان، وعدوى مؤلمة أيضاً بالفك والأسنان جعلت الصيد العادي مستحيلاً. ويقول باترسون إنّ الأسود عادة ما تستخدم فكيها لخنق الفريسة مثل الحمير الوحشية والجاموس، لكنّ هذين الأسدين في تسافو لم يتمكنا من فعل ذلك مع فريسة تناضل وتقاوم بشدة وقوة، لذلك لجأت إلى افتراس البشر فهم ضحية أسهل. كذلك، كشف فحص أسد زامبيا أنّ فكيه كانا مصابين بأضرار هيكلية، بالإضافة لمشاكل في الأسنان، مما أثار سلوكه العدواني ضد البشر.