آخر قلاع "داعش" في أعالي الفرات بلا خطة للتحرير

03 يونيو 2017
قلق من خلايا "داعش" النائمة في محافظة الأنبار(حيدر هادي/الأناضول)
+ الخط -
على الرغم من إعلان القوات العراقية العام الماضي تحرير مدن عدة في محافظة الأنبار (غرب العراق)، إلا أن بلدات ومناطق أعالي الفرات، غربي المحافظة، لا تزال تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي حولها إلى معقل ينطلق منه لتنفيذ هجماته في المدن المحررة. ومناطق أعالي الفرات تقع على الضفة الغربية للنهر ضمن حدود محافظة الأنبار وصولاً إلى الحدود العراقية مع سورية. ويسيطر تنظيم "داعش" منذ عام 2014، على ثلاث بلدات رئيسية في هذه المناطق، هي القائم وراوة وعانة، فضلاً عن الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار.

وتسبب انشغال القوات العراقية بمعركة الموصل بتأخر انطلاق العمليات العسكرية لتحرير مناطق غرب الأنبار، بحسب آمر الفوج الثاني بقوات الطوارئ في الأنبار، العقيد عاشور جلو، الذي أكد لـ"العربي الجديد" عدم قدرة القطعات العسكرية العراقية على تنفيذ أية عملية عسكرية في الوقت الحاضر في هذه المناطق. وبيّن أن الجيش العراقي غير قادر على الإمساك بالأرض في المناطق المحررة، الأمر الذي سيزيد من الخروقات الأمنية في حال البدء بعملية عسكرية غير محسوبة النتائج. وأشار إلى وجود وعود بتحرير القائم وراوة وعانة بعد انتهاء القوات العراقية من معركة الموصل، لافتاً إلى أن هذه البلدات تمثل خطراً كبيراً على المناطق المحررة في الأنبار.

وحذر العقيد جلو من تنامي خطر الخلايا النائمة التي تنتشر بشكل واضح في محافظة الأنبار بسبب تواطؤ عدد من المسؤولين والضباط مع المتهمين الذين أخرجوا من السجون مقابل مبالغ مالية. وأضاف أن "القوات العراقية قامت بإطلاق سراح عدد من المتورطين بحمل السلاح على الرغم من وجود دعاوى قضائية ضدهم"، مشيراً إلى امتلاك القوات المشتركة معلومات كاملة عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في المناطق غير المحررة وتحركاتهم.


ورأى القيادي في القوات العشائرية، زياد الكربولي، أن مناطق أعالي الفرات لن تتحرر ما لم تتدخل القوات الأميركية بشكل مباشر بسبب امتداد هذه المناطق حتى الحدود مع سورية والأردن غرباً، فضلاً عن ارتباطها بالصحراء المؤدية إلى محافظتي نينوى وصلاح الدين شمالاً، وبقية صحراء الأنبار من الجنوب. وطالب خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، الحكومة المحلية في محافظة الأنبار، والحكومة الاتحادية في بغداد، بالكف عن المكابرة وبالإعلان عن تنسيق مباشر مع الأميركيين لتحرير الأراضي في تلك المناطق. وأضاف أن "دخول القوات الأميركية على خط تحرير وحماية مناطق غرب الأنبار أصبح أمراً واقعاً بعد الإعلان عن إسناد حماية الطريق الدولي السريع الذي يربط العراق بالأردن وسورية إلى شركة أميركية"، مبيناً أن حماية هذه الطريق لا يمكن أن تكتمل قبل تحرير بلدات غربي الأنبار، والتي تمر فيها. وشدد على ضرورة الإسراع بإعلان العملية العسكرية التي تعد بها القوات العراقية منذ أشهر عدة لتحرير غرب الأنبار. وأوضح أن تأجيلها إلى ما بعد تحرير الموصل فيه خطر كبير على المناطق المحررة التي قد تخترق من قبل الخلايا النائمة المرتبطة بقيادات "داعش" في القائم وراوة وعانة.

وتابع الكربولي قائلاً "نخشى من انعكاس الصراع السياسي على منصب محافظ الأنبار على أمن المحافظة"، مؤكداً أن تنظيم "داعش" اعتاد على استغلال الخلافات السياسية والانشغال عن تحرير المدن لتنفيذ هجمات مباغتة، كما حدث في مدينة الرطبة (غرب الأنبار)، التي تمكن من احتلالها لساعات عدة في هجوم مباغت نهاية العام الماضي.

وشهدت مناطق غرب الأنبار عمليات عسكرية متقطعة فشلت في تحرير جميع البلدات التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية". وذكرت مصادر عسكرية محلية في وقت سابق، أن قوات أميركية شاركت في عمليات خاطفة في صحراء المحافظة شارك فيها جنود أميركيون انطلقوا من قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار بإسناد من طيران "التحالف الدولي"، لكن قيادة العمليات العراقية المشتركة لم تنف ولم تؤكد اشتراك قوات أميركية بمهام قتالية بمحافظة الأنبار.

في المقابل، أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، رفضه لمشاركة قوات أميركية في عمليات تحرير القائم وعانة وراوة، مؤكداً أن لجنته تعتزم إصدار قرار داخل البرلمان يمنع مشاركة القوات الأميركية في عمليات تحرير هذه المناطق. وأشار إلى وجود قوة أميركية في قاعدة عين الأسد يصل تعدادها إلى نحو ألف جندي تستعد للمشاركة في عمليات تحرير مناطق غرب الأنبار. وذكر خلال حديث لعدد من وسائل الإعلام، أن الحكومة والبرلمان وقيادة العمليات المشتركة لا يمكنها إعطاء الضوء الأخضر بمشاركة القوات الأميركية بأية معارك، لأن هذا الأمر، إذا حصل، سيشكل انتهاكاً للسيادة العراقية، بحسب قوله.

لكن نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، أكد مشاركة قوات "التحالف الدولي" في معارك سابقة غرب الأنبار، مشيراً خلال مقابلة متلفزة، إلى وجود القوات الأميركية في قاعدتي عين الأسد والحبانية بالمحافظة. ولفت إلى قيام القوات الأميركية بتقديم الدعم للقوات العراقية في ما يتعلق بالتدريب وتجهيز مقاتلي العشائر، مؤكداً مشاركة قوات برية من "التحالف الدولي" في معركة الخسفة الواقعة شرقي بلدة عانة التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش".