أكدت منظمة "يونيسف" أنها تسابق الوقت للوصول إلى كل الأطفال المتضررين من إعصار "إيداي" في موزامبيق خوفاً من بدء انتشار الأمراض التي تسببها المياه الراكدة، كما توقعت أن أعداد المتضررين أكثر بكثير من 900 ألف طفل، وهي تقديرات الحكومة، على اعتبار أن مناطق واسعة تغمرها المياه لم تصل إليها المنظمة حتى الآن.
وحذرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، هنريتا فور، في ختام زيارتها العاجلة لمدينة بيرا في موزامبيق من أن "الوضع سيزداد سوءا، قبل أن يبدأ في التحسن. ووكالات الإغاثة بدأت بالكاد تدرك حجم الأضرار، فالمياه غمرت قرى بأكملها، وتدمرت المباني والمدارس ومراكز الرعاية الصحية. ومع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، من المهم للغاية أن نتخذ كافة التدابير اللازمة لمنع انتشار الأمراض التي تنقلها المياه، فهي ما يمكن أن يحول هذه الكارثة إلى كارثة أعظم".
ووفقا للتقديرات الحكومية الأولية، تأثر بالإعصار الذي ضرب البلاد خلال الأسبوع الماضي 1.8 مليون شخص، من بينهم 900 ألف طفل. وأشارت "يونيسف" في بيان لها أمس السبت، إلى أنها ما زالت غير قادرة على الوصول إلى كثير من المناطق، ما يجعل المنظمة وشركاءها يتوقعون أن تكون الأرقام النهائية للمتضررين أعلى من ذلك بكثير.
وأعربت فور عن القلق من أن الفيضانات، وظروف الاكتظاظ في الملاجئ، مع قلة النظافة والمياه الراكدة، وتلوث مصادر المياه ستعرض الناس لمخاطر الإصابة بأمراض الكوليرا والملاريا والإسهال، وذلك خلال زيارة ميدانية لمدرسة تم تحويلها إلى ملجأ للعائلات النازحة، حيث تكتظ بها الفصول الدراسية مع محدودية فرص الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
— UNICEF Moçambique (@UNICEF_Moz) ٢٣ مارس ٢٠١٩
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— UNICEF Moçambique (@UNICEF_Moz) ٢٣ مارس ٢٠١٩
|
وقالت فور إن المنظمة قلقة بشكل خاص بشأن سلامة ورفاه النساء والأطفال الذين لم يتم إنقاذهم بعد، أو العالقين في ملاجئ مؤقتة قد يتعرضون فيها لخطر العنف وسوء المعاملة، حسب قولها. وأضافت "نحن قلقون أيضا بشأن الأطفال الذين تيتموا بسبب الإعصار، أو انفصلوا عن أمهاتهم وآبائهم في الفوضى التي تلته".
— UNICEF Moçambique (@UNICEF_Moz) ٢٢ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وزارت فور مستودعا لـ"يونيسف" أصيب بأضرار بالغة خلال الإعصار، ما تسبب في فقدان الإمدادات الأساسية التي خزنت فيه قبل أن يصل الإعصار الاستوائي إلى اليابسة.
وتشير التقييمات الأولية في مدينة بيرا إلى أن أكثر من 2600 فصل دراسي أصابه الدمار، وتأثر 39 مركزا صحيا، وتدمر ما لا يقل عن 11 ألف منزل بالكامل.
— UNICEF Moçambique (@UNICEF_Moz) ٢٣ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقالت فور إن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على تعليم الأطفال، وحصولهم على الخدمات الطبية وصحتهم النفسية؛ مؤكدة أنه بالنسبة للأطفال المتضررين من إعصار إيداي، فإن "الطريق إلى التعافي سيكون طويلا".
كما أوضحت أن فرق المنظمة حاضرة على الأرض في البلدان الثلاثة المتضررة بالإعصار، وهي موزامبيق وملاوي وزيمبابوي، لتساعد الأطفال على العودة للمدارس وللتعافي. لكنها شددت على أن الموارد غير كافية، وأن "المنظمة ستحتاج في البداية إلى 30 مليون دولار في المرحلة الأولى من الاستجابة"، وأنها تتطلع لسخاء المانحين من القطاعين العام والخاص "حيال الآلاف من الأطفال والأسر الذين يحتاجون إلى الدعم".